روايه رائعه وكامله بقلم نرمين محمود

موقع أيام نيوز

رواية شيقة للكاتبة نرمين محمود الجزء الاول 
من الفصل الاول الى السادس 
غرفة كبيرة بإحدي السرايات الكبري تجلس فتاه في الثالث والعشرين من عمرها علي الفراش تضم قبضتيها بتوتر وترتدي فستان زفاف تنظر قدوم زوجها بعد أن استدعته والدته وامرتها بالصعود إلى الغرفة..
بعد أكثر من ساعتان كان زوجها يفتح باب الغرفة بملامح متجهمه غاضبة جعلتها تنكمش في نفسها اكثر وصوته يقول..

قومي غيري هدومك ديه عشان ننام..
تنهدت بارتياح فعلي الاقل تنازل عن حقه حتي لو مؤقتا...
فعلت ما أمرها به بصمت وسارت بخطوات عرجاء متعثرة الي المرحاض ولم يفتها ضحكته الساخرة علي خطواتها التي آلمتها كثيرا لكن ليس بيدها شئ سوي الصمت والدعاء لربها حتي يهون عليها ...
بعد قليل خرجت من المرحاض وتوجهت إلى الفراش حتي تخلد الي النوم فيما اتجه هو الي المرحاض صافقا الباب خلفه پعنف جعلها تغمض عيناها وتعتصرهما حتي لا تبكي ودقائق وكانت تذهب في سبات عميق..
بالغرفة المجاورة كانت نجاة تجئ الغرفة ذهابا وايابا وهي تغلي وتزبد من الڠضب وبجانبها زوجها السيد عبد القادر يحاول تهدأتها...
هو ايه اللي جرا يعني يا نجاةمش ده ابنك اللي كنت عاوزة تجوزيه بردو..
_ مش ديه...مش واحدة معاقة يا قدري ...
_ معاقة صح بس جميلة وده احنا شوفناه بعنينا...
_يفيدني بإيه جمالها وهي معوقة ومعيوبة ويارتها حاجة مؤقتة لا ديه دايمة عاهة يا استاذ...عاهة مستديمة...ديه ازاي تبقي واجهة لعيلة النوساني اصلا...ازاي تبقي مرات وقاص النوساني اصلا..ديه عار ديه المفروض تستخ...
_نجاااااة لمي دورك واحترمي نفسك اللي بتتكلمي عليها ديه بنت اخويا..
ضحكت بسخرية قائلة...
_ بنت اخوك مين ...اخوك اللي رماها لينا برخص التراب لولا انك اصريت تجبلها شبكة!!...ولا اخوك اللي كان عاوز يجوزها سكيتي ويخلص منها...متضحكش علي نفسك ولا عليا ...
_ لا بضحك عليكي ولا علي نفسي.. البنت سليمة مفهاش عيب واحد ...ثم إنه مش ذنبها اصلا انها عملت حاډثة وسابت اثر فيها...
حاولت الحديث مرة أخرى لكنه قاطعها قائلا ...
_ انا عاوز انام ...قفلي ع الموضوع ده ومتتكلميش فيه تاني ...
اطبقت نجاة علي فمها بغيظ وڠضب واتجهت الي المرحاض...
صباح اليوم التالي...
استيقظ وقاص من النوم ولم يجدها بجانبه ...لم يعطي للأمر أهمية ونهض من مكانه حتي يمارس عاداته فور استيقاظه من النوم...خرج وقاص من المرحاض علي صوت والدته المرتفع ...
_ فيه ايه يا ماما ع الصبح...
تحدثت نجاة بحدة وصوت مرتفع...
_ اتفضل حضرتك...بقول ل الست هانم مفيش اكل هيطلع فوق وتنزلوا تاكلوا معانا تحت مش عاجبها قال ايه رجل السنيورة ۏجعاها ومش هتقدر تنزل تحت...
_ خلاص يا ماما روحي انت واحنا نازلين متقلقيش...
حدجتها نجاة بنظرة ڼارية وغادرت ....الټفت وقاص الي زمزم قائلا بصوت حاد....
_ مشاكل مش عاوز ...اللي امي تقول عليه تنفذيه من غير كلام كتير واتفضلي خشي البسي اي حاجة عشان ننزل نفطر تحت خلينا نخلص م اليوم الزفت ده...
تحاملت علي نفسها وذهبت حتي تبدل ملابسها لتناول الافطار بالاسفل كما طلبت والدته ...
بالاسفل كان عبد القادر يترأس الطاولة وعلي يمينه تجلس نجاة وبجانبها ابنتها سيلين ...بعد قليل كان وقاص من علي الدرج ووراءه زمزم تتبعه بخطوات بطيئة..
_ صباح الخير يا حبيبي..
_ صباح الخير يا بابا...صباح النور يا سوسة...
_ صباح النور يا قلبي ...مش المفروض تفطروا فوق انت و زوزة..
ڼهرتها نجاة قائلة...
_ مش لما تبقي جوازة الاول ...كلي وانت ساكتة يا سيلين...
زفرت سيلين پغضب وعاودت تناول طعامها مرة أخري أما زمزم فقد وقفت مكانها وضغطت علي سور الدرج ...
_ تعالي كلي يا حببتي هتفضلي واقفة عندك كتير كده..يلا...
ابتسمت زمرد لهذا الرجل الذي لم تتلقي منه سوي المعاملة الطيبة والإبتسامة التي لا تفارق وجهه عندما ينظر إليها أو يتحدث معها لذلك سارت حتي وصلت إليه وجلست علي الطاولة بجانب وقاص...
سارت الجلسة طبيعية الي أن قررت نجاة أفسادها بلسانها ذاك وتصرفتها ...
_قومي هاتيلي مية من المطبخ...
أشارت زمزم الي نفسها قائلة...
_ انا!!...
_ وهو فيه حد غيرك هنا مثلا!!...ولا تكوني مفكرة اني هقول لبنتي ...المقامات هنا محفوظة لكل واحد ف البيت ده ...قومي يلا...
نهضت زمزم من مكانها حتي تجلب لحماتها ما طلبته لكن صوت عبد القادر اوقفها قائلا...
_ اقعدي يا زمزم...نجاة زمزم بقت من العيلة خلاص يعني زيها زي اي حد هنا ف العيلة ...مش مقامها خالص انها تقوم تخدم حد ايا كان...فيه خدامين للكلام ده...صفية..صفية...
هرولت الخادمة تلبي نداء مخدومها ...
_ ايوة يا بيه...
_ هاتي مية للهانم بسرعة لو سمحتي ...
وبذلك اشعل عبد القادر نيران الحقد بداخل نجاة تجاه زمزم اكثر دون أن يدري....
مر اسبوعان الي الان ولم يأتي أحد لزيارتها فقط اختها الصغيره هي من تحادثها بالهاتف وبالطبع لم تسلم من كلام حماتها أو لسانها لذلك كانت تتجنبها قدر الإمكان ...عن طريق الجلوس مع سيلين بغرفتها أو قضاء وقتها مع عمها اينما ذهب...لم يكن لزوجها اي دور يذكر طوال هذه

المدة ...
صباح اليوم دق هاتفها الخلوي فالتقطته بسرعة حتي تري أن كان والدها أو او احدي شقيقتيها وبالفعل كانت شقيقتها الكبري تمارا الضحېة الاولي لوالدها ..
_الو...ايه يا حببتي عامله ايه ...طمنيني عليكي ...
ابتسمت زمزم برقة قائلة...
_ الحمد لله يا حببتي انا كويسة ...انا عاملة ايه ...
هتفت تمارا بمرارة...
_ هكون عامله ايه يعني يا زمزم اديني عايشة وحطه جزمة ف بوءي وساكته...
حاولت زمزم التهوين عليها وقالت...
_ أن شاء الله كله يتحل يا حببتي ...
ادمعت عيني تمارا وهتفت...
_ ايه اللي هيتحل بس يا زمزم!!!...خلاص عابد اتجوز عليا واللي كان كان...انا راضية بنصيبي وب الواد والبت اللي طلعت بيهم ...الحمد لله...بس عمري م هسامح ابوكي عمري م هسامحه...
_ولا واحدة فينا هتسامحه يا تمارا...هو دمرنا كلنا ..يلا روحي شوفي بنتك بټعيط ليه...هرجع اكلمك تاني ...سلام يا حببتي..
اغلقت الهاتف مع شقيقتها ولم تدري بنفسها وهي تستيقظ من النوم بفعل الماء البارد الذي سكبه أحدهم علي وجهها حتي عادت لواقعها المرير من جديد...
انتشلها من شرودها صوت عبد القادر وهو يأمرها بمتابعة اللعب فقد حان دورها ...
_هاااااي روحتي فيه يا زوزة...
_انا معاك اهو يا حبيبي...وادي الزهر يا سيدي...
تابعا اللعب الي أن جاءت نجاة تخبرهم برجوع وقاص من سفر دام لأكثر من عامان ..
نهض قدري من مكانه بسرعة ولهفة لملاقاة ابنه الغائب عن أحضانه لكنه تسمر مكانه عندما شاهد ابنه بالخارج وبيده شابة وهما يضحكان سويا ...
_ مين ديه يا وقاص...
نظر إليها بحب قائلا...
_ ديه...ديه شيما ...مراتي...
توقفت عن السير علي حين غرة ولم تري تلك الدرجة التي تفصل غرفة المكتب عن البهو الخارجي مما أدى إلى ارتطامها بالارضية بقوة حتي تأوهت...
نظروا إليها جميعهم ولم تخلو نظراتهم من السخرية حتي زوجته الجديدة لم يتحرك أحد لمساعدتها الا عمها الذي أمد يده لها حتي تنهض من مكانها...
نهضت زمزم من مكانها وارتمت بأحضان عمها حتي تختفي عن أنظارهم وانخرطت في بكاء ناعم لم يشعر به سوي عمها ...ربت قدري علي رأسها بحنان بالغ وأخذها وذهبا الي المكتب مرة اخري..
اما والدته فلم تغير ايا منهم
تم نسخ الرابط