روايه براثن اليزيد بقلم ندا حسن
المحتويات
مهما فعل ومهما حدث هو في النهاية له يوم يلقى به ربه وكلما أقترب هذا اليوم شعر بحجم الکاړثة التي كان يفعلها وإن كان يريد مقابلته وهو مستعد لذلك فعليه بالقرب الدائم منه.. ليس فقط عندما يشعر بأن النهاية اقتربت فيقرر أن يطلب السماح والمغفرة..
توفى عمه وصعد إلى خالقة لقد حزن عليه الجميع حقا بعد كل ما حدث بسببه في هذا المنزل ولكن حزنوا عليه فقبل أن يعلموا ما فعله كان بالنسبة إليهم عمود منزلهم وكبيرهم كان والدهم جميعا..
وبعد كل ذلك لم يجعل فاروق إيمان تعود إلى المنزل.. لقد طفح كيله منها ولا يريدها إلى الآن مؤكد لن يقوم بالانفصال عنها ولكن قبل خبر مۏت عمه كان يفكر في شيء سيفعله قريبا وسترضخ له هي رغما عن أنفها..
هذا لو كان حدث لبقى طوال عمره نادم على كل شيء نادم على زواجه نادم على ما فعله بأخيه نادم على كل شيء حقا..
سيفعلها قريب سيجعلها تعود مرة أخرى ولكن على الوضع الجديد عليه هو الآخر أن يفعل ما يحلوا له!..
بعد أن عاد من الخارج وحضرت هي الطعام جلسوا على سفرة الطعام الخاصة بهم يأكلون بهدوء كما كل يوم يأكلون فيه بالمنزل منذ أن أتى بها إلى هنا وهو كثير من الأيام يتناول معها الطعام في الخارج ليجعلها تشعر بالتغير والسعادة لا يعلم أن السعادة تكون بجواره في أي مكان!..
يومك كان عامل إزاي.. شكلك كده مش مبسوط
زي كل يوم بس الشغل نايم شوية الفترة دي
وضعت يدها على يده الموضوعة على السفرة مبتسمة بهدوء تربت عليها وتحسه على أن كل شيء سيصبح على ما يرام
كله هيبقى كويس يا حبيبي
طول ما أنت معايا يا مروتي
ابتسمت بوجهة برقة شديدة وحب فياض ثم عادت لتناول الطعام وفعل هو المثل وكم كانت هذه من أسعد اللحظات بحياتهم.. أو بحياة أي شخص آخر أن يكون لك رفيق درب يشعرك دائما أن كل شيء سيكون على ما يرام فهذا قمة السعادة أن يكون لك رفيق درب يشعرك دائما أنه يقف جوارك ويساندك فهذا فائق من الحب وهنيئا لمن يكون رفيق دربه هو حبيبه ورفيق عمره كما يزيد وزوجته
بكرة الجمعة لما هتنزل تجيب طلبات البيت هنزل معاك
سألها باستغراب وجدية هذه أول مرة تريد أن تذهب معه إلى التسوق وجلب طلبات منزلية كما كل أسبوع!
اشمعنى بكرة بالذات يعني.. عمرك ما نزلتي معايا
ابتلعت الطعام ونظرت في طبقها وهتفت بهدوء دون النظر إليه
هجيب حاجات
مرة أخرى يسألها وهو ينظر إليها وكم كان غبي في هذه اللحظات ألا يرى احمرار وجهها
حاجات خاصة يا يزيد
ابتسم بخبث ومكر كما عادته ثم وقف هو الآخر بيده طبق طعامه وتقدم خلفها إلى المطبخ ليقول باستغراب مصطنع
آه.. طب ما تكتبي في الورقة بردو وأنا أجيب اللي أنت عايزاه وخليكي هنا
أبتعدت عن رخامة المطبخ ونظرت إليه لتراه يتحدث بجدية حقا!.. هل هو لا يفهم أقتربت منه وأخذت الطبق من يده لتضعه خلفه على الجزيرة التي بالمطبخ ثم وقفت أمامه مباشرة وتحدثت قائلة بجدية
ممكن أسألك سؤال
أومأ إليها برأسه مؤكدا لها
بأن تتسائل عما تريد لتفاجئه بوضع إصبع يدها السبابة بجانب رأسه سائله إياه بتهكم وسخرية
هو هنا فيه ايه.. قلقاسه
ابتسم بخبث بعد حديثها ليضع . ثم تسائل هو الآخر بمكر وعبث وهو يشير إلى مقدمة صدرها بعينه عقب حديثه
وجوا هنا فيه ايه.. مهلبية
ضيقت ما بين حاجبيها مجيبة إياه بصوت خافض وهي تقترب من وجهه
تعرف أنك ساڤل!
وزع نظرة على كل شيء بها ثم تحدث بعبث ولا مبالاة
مش أول مرة تقوليلي كده
وضعت يدها على يده الذي تحيط خصرها لتبعدها عنها ثم عادت للخلف خطوة تبتعد عنه متحدثة بحماس وجدية
هشيل السفرة وهحضر اتنين قهوة على ما أنت تجيب الكوتشينه وتظبط القعدة علشان وعدتني أنك هتلعب معايا وأنا هكسب وبكرة الجمعة يعني إجازة يعني هنسهر براحتنا وهنقوم براحتنا
ضحك بصخب وهو يبتعد إلى أن وقف بجوار باب المطبخ خوفا من ردة فعلها المتهورة كالمرة السابقة عندما ألقت عليه كأسا زجاجي به ماء لو لم يتفاده لحطم رأسه
متابعة القراءة