روايه براثن اليزيد بقلم ندا حسن
المحتويات
معها ويرفع يده عليها مهما كانت الأسباب..
______________________
يتبع
براثن_اليزيد
الفصل_التاسع_عشر
ندا_حسن
غيوم رمادية احتلت زرقة سمائها
بعد ابتعاده عنها لأيام تعد
منذ ذلك الحين الذي تحدث معها به وهي لا تدري هل ما حل عليها سعادة أم حيرة بسبب ما فعلته منذ أن قال لها تامر أنه يود معرفة كل شيء عن ما قالته له وهي هكذا بين السعادة والحزن من هنا تارة ومن هنا تارة..
زفرت بهدوء وهي تنظر على المارة في الأسفل من نافذة ذلك المطعم الذي تجلس به أتت صديقتها نهى من بعيد لتقف هي على قدميها تسلم عليها بحرارة وشوق
جلست الأخرى أمامها مبتسمة وضعت حقيبتها جوارها على المقعد ثم أجابت بحماس
الله يسلمك.. قولي بسرعة ايه الموضوع بقى
ابتسمت ميار باستنكار متعجبة من صديقتها فهي قد أتت اليوم من سفرها مع زوجها الذي ذهبت معه منذ بضعة أيام ولم تحتمل أن تنتظر أكثر من ذلك تود وبشدة معرفة ما حدث والذي لم تقصه عليها ميار
تقدمت منها الأخرى ووضعت يدها على الطاولة أمامها تتحدث بجدية
لأ بقى مش كفاية مردتيش تقوليلي وأنا مسافرة قال ايه لازم تكوني هنا علشان نتناقش بهدوء... يلا قولي
مازالت ميار مبتسمة إلى الآن تقدمت منها هي الأخرى بعد أن تنهدت بهدوء وراحة لأنها ستروي ما حدث لشخص ما تحدثت بهدوء شديد وهي تروي لها بداية من كلماته إلى نهاية كلماتها ولم تترك حرف إلا وقالته لتفهم ما الذي سيحدث منه ربما يصيب ظنها..
ده كويس أوي أوي كده هو بدأ يفكر طبعا يا ميار وكمان نسي مروة
عادت الأخرى تستند بظهرها إلى ظهر المقعد خلفها وقد ظهر اليأس على ملامح وجهها وهي تقول
أنا بجد مش عارفه بعمل ليه كده.. كان المفروض أنساه وأشوف حياتي بس مقدرتش أنا مش عارفه ممكن يحصل ايه بعدين خاېفة لو الحكاية تمت افتكر أنه بيحب مروة.. أو في أي تجمعات يختلط بمروة.. أنا محتارة أوي يا نهى
أنا معاكي في كلامك بس تامر أكيد نسي مروة لأنها خلاص اتجوزت ومش هتبصله وفي التجمعات كل ما تشوفوا بعض هيكون جوزها معاها أكيد.. أنت بس فكري براحة وطلعي الحكاية دي من دماغك علشان متعملش حساسية بينك وبين أختك
لأ طبعا مفيش حاجه هتغيرني من ناحية مروة ولو كان مين حتى
ابتسمت صديقتها بهدوء وهي تراها هكذا تخاف وبشدة على علاقتها بشقيقتها.. بينما تريثت الأخرى
قليلا ثم تحدثت مرة أخرى
خاېفه يفكر في حد تاني مش فيا
عادت نهى إلى الخلف وهي تنستد إلى ظهر المقعد وتحدثت بجدية وثقة
هيطب عليكي مرة واحده يخطبك وهتقولي نهى قالت
_______________________
دلفت إلى الغرفة بخطى مترددة تفكر في حديث يسرى بجدية فقد اقنعتها أنها المخطئ الوحيد من البداية..
دلفت إلى غرفة النوم وجدته ممدد على الفراش يضع حاسوبه على قدمه وينظر إليه بتركيز شديد ذهبت إلى مكانها على الفراش وجلست عليه متقربه منه حتى تجعله يلين معها أغلقت الحاسوب بيدها ونظرت إليه بتردد قائلة بصوت خاڤت
هنفضل كده كتير!
نظر إلى عينيها الذي هربت زرقتها منها ليحل محلها لون الخضرة الرائعة المحببة لقلبه أبعد نظره عنها متحدثا بسخرية وهو يجب على سؤالها
شوفي مين عمل كده واسأليه
اقتربت منه إلى أن سارت تجلس جواره ولا يفصل بينهم شيء ثم نظرت إليه وهو يدير وجهه بعيد عنها وقالت بنبرة حافظت على ظهورها خاڤتة وضعيفة حتى يرضخ
أنا آسفة
أعاد نظرة إليها بعد أن استمع حديثها ينظر إليها بجدية شديدة ولا يوجد تعابير على وجهه سوى ذلك ولم يتحدث ولو بحرف واحد فقط ينظر إليها فتابعت هي بهدوء
أنا بجد آسفة.. والله مكنتش أقصد كل اللي حصل ده مجرد كنت حابه أعملك مفاجأة يا يزيد
ابتسم بسخرية ثم وقف على قدميه مبتعدا عنها تاركا الفراش وتحدث بتهكم قائلا
آه تقومي تنزلي بقميص زي اللي كنتي لبساه ده في وسط البيت اللي المفروض أنه بيت عيلة.. ممكن حد لسه مرجعش.. حد خارج.. بس إحنا مش بيهمنا صح
وقفت هي الأخرى وتقدمت لتكن مقابله له وتحدثت بجدية متذكرة ما فعله
وأنت كمان مقصرتش يا يزيد كفاية الپهدلة والكلام السم اللي أخدته منك.. أنا مراعية أنك وقتها مكنتش في وعيك أصلا
اقترب منها بهدوء شديد وهو ينظر إليها نظرة ذات مغزى أردف بجدية بعد أن وقف أمامها مباشرة وملامح وجهه تتغير في كل مرة يتحدث بها
مش في وعي!... وديني يا مروة لو كان حد تاني غير فاروق أخويا لكونت دفنتك مكانك
متابعة القراءة