روايه براثن اليزيد بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز


لو محتاج حاجه لكن إزاي طلعتي تجري على بره
ابتعلت ما بجوفها وتحدثت بهدوء شديد وهي تنظر إليه
أنا آسفة محتاج ايه
نظر إليها باستغراب شديد لا يصدق الذي يحدث ما هذا الاستسلام والبرود الذي أصابها.. تحدث قائلا بجدية
هاتي هدوم ألبسها الجو برد
حاضر
____________________
منذ الصباح وقد تغيرت معاملته لها مئة وثمانون درجة ففي الأيام المنصرمة كان يحاول مراضاتها بسبب ما حدث ولكن منذ أن رأى هدية تامر وهو منزعج غاضب لا يريد أن يفعل شيء بهدوء وعلى ما يبدو أنه قد فهم الأمر بشكل خاطئ كما كل مرة.. ابتسمت بسخرية وتحدثت بينها وبين نفسها فهذه ليست المرة الأولى ليشك بها فقد كانت مرات كثيرة وليس مرة واحدة..

قررت شيء واحد فقط ستفعله والآن..
تقدمت إلى داخل الغرفة وأغلقت باب الشرفة من خلفها ثم ذهبت إليه في غرفة الصالون كان يشاهد على التلفاز رياضة المصارعة يبدو أنه يريد أن يلكم أحدا..
جلست أمامه على الأريكة ثم تحدثت قائلة بجدية
على فكرة أنت مش محتاج تتعصب ولا تتغير معايا
نظر إليها ببرود شديد ثم أبعد نظرة وتحدث بجدية قائلا
مين قالك اني متعصب ولا متغير معاكي
ابتسمت بسخرية ثم اعتدلت أمامه متحدثة بهدوء كما اعتادت هذه الآونة
بلاش نلف وندور على بعض.. أنا لما فتحت هدية تامر فتحتها علشان أعرف أرد الهدية مش أكتر لأنه خطب وأختي زي ما أنت عارف مش علشان أرجع حنين فات ولا حاجه لأن بردو سبق وقولتلك إننا أخوات
نظر إلى عنقها وقد وجدها أعادت سلساله مرة أخرى إلى مكانه المناسب فنظر أمامه وتحدث قائلا بسعادة داخلة فقط
وأنا مش بشك فيكي يا مروة ومقولتش حاجه من اللي قولتيها دي
وقفت على قدميها وتقدمت من باب الغرفة ثم استدارت وقالت له بعتاب ونظرة مرهقة
مش لازم نتكلم باللسان ممكن نتكلم بالنظرات.. أو الأفعال
فتحت باب الغرفة وخرجت منه وأغلقته خلفها وتركته ينظر في أثرها بانزعاج فهو لا يستطيع إلى الآن أن يعلم ما الذي يفعله حتى تعود كما السابق ويمحي من عقلها ما قاله وفعله..
ذهبت إلى حيث يوجد صديقه الذي يستمع فقط ذهبت إلى ليل المهيب صاحب الألوان السوداء في كل شيء جلست أمامه وهي تنظر إليه ب إرهاق وضعف غريب عليها لم تعتاده ولم يأتيها من قبل..
تحدثت بهدوء قائلة
ازيك يا ليل.. تصدق وحشتني
ابتسمت بسخرية وهي تراه ينظر إليها دون أي ردة فعل منه وكأنه لا يرى شيء أمامه
ايه حتى أنت مش مصدقني عندك حق هتصدقني إزاي وصاحبك مكدب كل كلمة بقولها حتى أنه معندوش ثقة فيا
نظرت إلى الأرضية وتحدثت متسائلة وهي تشعر بالضياع
تفتكر أنا غلط أني جيت معاه بعد اللي حصل

طب هو أنا المفروض أمشي
رفعت نظرها إليه مرة أخرى بعد أن تكونت الدموع داخل عينيها الذي بهت بريقها
أنا تعبت.. تعبت منه أوي يا ليل وهو مش حاسس مش حاسس بيا خالص وشايف أن حبه ليا كفاية شايف أنه المفروض يعمل كل اللي هو عايزه وأنا أسكت واستحمل
خرجت الدموع من عينيها تفر هاربة على وجنتيها البيضاء نظرت إلى عينيه السوداء وتسألت بجدية
هو أنا غلط في ايه معاه.. ولا حاجه أنا كل اللي بعمله أني بستحمل وبسمع كلامه.. استحملت كتير من عيلته اللي مش طيقاني ومستعدة استحمل أكتر من كده كمان بس هو يكون كويس معايا.. يكون يزيد اللي بحبه وقت النقاش في أي حاجه وقت ما يقولي بحبك وقت ما يحضني مش عايزه أشوف يزيد العصبي اللي بيقول أي كلام مهما كان هو ايه مش عايزه أشوف يزيد اللي لما الڠضب بيتملكه بيمد أيده عليا ويرجع يتأسف..
خرجت الدموع منها بغزارة وهي تسترسل في الحديث أمام جواده حتى أنها انتحبت في البكاء وأصبح صوتها عال
أنا مش ممكن أكمل بالطريقة دي خلاص تعبت منه ومن كلامه السم اللي بېموت فيا بالبطئ.. تعبت من قلة ثقته فيا أنا هكمل معاه العمر كله.. طب إزاي وهو كده مستحيل أقدر مستحيل أفضل عايشة مع واحد مش بيثق فيا واحد لما بيتعصب بيتحول لهمجي مش بشوفه في الوقت ده غير كده واحد مخبي كل حاجة عني وكل إجاباته على اسألتي ناقصه..
أنا بحبه أوي.. بحبه أكتر حد في الدنيا دي ونفسي فعلا أفضل معاه العمر كله وأخلف منه بس هو اللي بيبعد وهو اللي بيعمل كل المشاكل دي بقلة ثقته فيا وبعصبيته هو الطرف الوحيد الغلطان هو اللي بيخبي كل حاجه عني.. كل اللي بيعمله بس أنه يغلط ويرجع يعتذر وأنا زي الهبلة اسامحه
أنا جوايا حاجات مش عارفه اوصفها مش عارفه أقول ايه ولا عارفه أعمل ايه حاسه أني اتغيرت أوي من وقت اللي حصل حاسه أن مش هاممني حاجه وبقيت سلبية أوي
نظرت إليه وهي تزيل تلك الدموع العالقة ب اهدابها وتحاول السيطرة على تلك الشهقات الخارجة من جوفها
أنت فاهمني
ابتسمت بسخرية متحدثة بعد أن وقفت على قدميها
دوشتك بمشاكلي مع صاحبك
 

تم نسخ الرابط