روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاول
المحتويات
الجزء الأول من الفصل الاول الي السابع
وقفت العربة رباعية الدفع السوداء امام البناية المقصودة ليطل منها هو ناظرا لها بتردد و أخيرا تنهد و اسند جبينه على عصاه في قلة حيلة يتساءل هل ما سيقدم عليه الان صحيح .. ام لا ..!.. دوما ما كان يحكم الشرع و الأصول و الأعراف في كل ما يقوم به من أفعال .. لكن ما يهم بفعله الان لا يجد له تصنيفا في ايهم .. لكنه رغم عن ذلك هو مضطر لفعله ..
رفع عفيف جبينه من فوق كفيه المتشابكتين فوق الرأس المعقوف لعصاه هامسا بما يعتمل بصدره لمناع و الله ما اني عارف يا مناع اللى هنعمله ده صح .. و لا عملة شينة هنتعيروا عليها العمر كله ..!
هز عفيف رأسه متفهما و مدركا لصدق حديث مناع و حقيقة ما همس به ..
تنهد من جد و قد استقر به الامر ليندفع خارج السيارة و خلفه مناع لداخل البناية و التى جاءا خصيصا اليها ليمنعوا ما لا يمكن منعه او الوقوف امام طوفانه ..
كل ما ور برأسها الان هو انها لن تستطيع وداع اخيها الوح قبل سفرها المحدد له بعد الغد صباحا .. فها هي تجد نفسها مضطرة للسفر بديلا عن احدى زميلاتها الطبيبات لذاك المؤتمر بالخارج نظرا لظروف ألمت بها .. و ها هي متحيرة في كم ال و نوعها و المفترض وضعها في حقيبتها حتى يتنسنى لها الاهتمام بالامور الأخرى الخاصة بشقتهما .. تلك الشقة هى ميراثهما الوح من والديهما الراحلين و التي سكنتها معهما و أخيرا مع اخيها الذى يعمل الان مهندسا للرى م حديثا بإحدى مدن الصع ..
و لكن لم يفلح اي من تلك المشاهد المعروضة على الشاشة في انتباهها لتسرح كعادتها في ذكريات الماضى الذى تزخر به أركان تلك الشقة العتيقة ..
رحل والداها تباعا لتصبح هي اؤولة عن اخيها الذى لا تكبره الا ببضع سنوات .. أصبحت الام و الأب له في مرحلة خطېرة من حياته .. لكنه لم يخيب ظنها وكان دوما نعم الأخ العاقل اتقيم أخلاقيا و دينيا والذي كانت تفخر به دوما في كل محفل مؤكدة على الرغم من فارق العمر البسيط بينهما انه ابنها و ليس اخيها ..
يغيب كثيرا منذ جاء تعيينه في تلك البلدة البعة فلا تره الا عدة ايام كل شهر او ربما اكثر .. وخاصة في الآونة الأخيرة اصبح يمر اكثر من شهر و نصف الشهر حتى ينعم عليها بزيارة لا تستغرق يومين لا تسمن و لا تغنى من جوع .. اه لو يعلم مقدار اشتياقها لمحياه و مجلسه الذى لا يخلو من المزاح و المحبة!..
تنهدت و هي تتذكر عتاب احدى صديقاتها
... لما لا تتزوجي ..!.. هل عدم الرجال أنظارهم ..!....
و كم ظلمت الرجال ..!! .. فالعيب فيها لا في الرجال .. فهى لم تعدم إطلاقا وجودهم بحياتها .. و كم تقدم لها الطالب تلو الاخر يتمنى الاقتران بها لكن هى من كانت ترفضهم بحجج مختلفة كان أولها اخيها و دراسته و انها كرست حياتها لخدمته حتى يقف على قدميه ويشق طريقا تقبله .. و ها قد فعل ..!.. فما حجتها الان ..!..
الجميع يعلم انها على مشارف الثلاثين .. و انها بحكم عادة المجتمع الغبية هي الان على ك الحصول على كلمة عانس و الدخول الى نادى العنوسة المجتمعي بجدارة .. فلا امل قريب في الاقتران بمن تراه مناسب قبل بلوغ هذه السن المخيفة ..
ابتسمت في حسرة و هي
تهمهم ..
متابعة القراءة