الزرافة! كانوا بيتريقوا عليا كدة عشان طولي فاكرة نفسها لسة صغيرة و جاية تلعب ! تكونش غيرانة منكم لما شاب دخلوه الكتاب ! و عبارات ثانية كان هدفه وقتها أنه يضحكهم بيها بس مكانش عارف أنه كان بالكلام ده قاعد ېقتل لي فاللي كان باقي من شخصيتي و بيحطمني اكثر ما انا كنت محطمة ..و وصلت لمرحلة ما بقيتش لا أحاول منه ولا اسأل عنه و كل وقتي مقضياه في القبو مكاني الوحيد المظلم الهادي اللي كنت بأحس فيه بالأمان و اقعد مع اوراقي و خواطري ..
الوقت ده انا كنت على 12 سنة و بدأت تظهر عليا أثار الانوثة و اتحولت في عطلة الصيف من البنت النحيلة السمراء لبنت جذابة جسمها ممتليء لونها قمحي طويلة بتلفت الانظار نحيتها وين ما راحت او جات على فكرة انا الوحيدة اللي كنت بأشبه أمي اخواني كلهم كانت بشرتهم بيضة و بيشبهوا بابا يمكن عشان كدة كان بيحبهم و مكانش بيحبني زيهم يمكن كنت دايما بافكره بأمي .
المشكلة أن أمي كانت بتحاول جهدها من بابا بعد ما شافت اني طول الوقت تعيسة لكن عمرها ما حاولت هي مني مش فاكرة ولا مرة في طفولتي انها او كنت محتاجة تهتم بيا و تعطيني حنان الام اللي طول عمري محرومة منه بس للأسف كنت طول عمري بحس اني انا اللي كنت أم لبنت كبيرة هي أمي.
عدت السنين و مفيش حاجة اتغيرت غير ان عمتي بطلت تدايق ماما و بقت تدايقني انا كانت غيرتها مني شديدة و كرهها أشد مع انها كانت بتحب اخواتي كلهم بس مشاعرها دي كانت معاي انا بس و كأنها كانت بټنتقم من ماما عن طريقي انا كانت بتستفزني و بتفتري عليا و بتهينني و بتحاول بكل الطرق تأذيني نسيت اقولكم ان عمتي اكبر مني تسع سنين .
انا في الوقت ده كنت بحاول اركز على دراستي كان عندي أمل انها هي الحاجة الوحيدة اللي ممكن تطلعني من الحياة التعيسة اللي انا كنت عايشاها كنا عايشين في شقة ضيقة و كنت بنام انا و عمتي و أحمد اخوي في الصالون أحمد مكانش بيحب الدراسة و لا عايز يكمل تعليم بس انا كنت شاطرة و بحاول دايما اكون متميزة في دراستي عشان كدة كنت باسهر لوقت متأخر ادرس في المطبخ لما ارجع انام الاقيها قفلت بالمفتاح عشان ما ادخلش ارجع انام في كرسي المطبخ للصبح اول واحد كان بيصحى هو جدتي و كانت بتلاقيني هناك و مع كدة ما كانتش بتجيب سيرة و تتستر على بنتها ماهي متأكدة انها عمايلها كنت دايما بقول لماما و كانت بتواجهها و كل مرة بطلع انا كدابة و لو عليت صوتي او اصريت انهم بيكدبوا كنت باخد علقة ما خدهاش حمار في مولد و اطلع مش متربية و تتضرب ماما بسببي لانها ما عرفتش تربيني ده مثال بسيط على معاناتي مع عمتي مثال واحد من عشرات الامثلة .
كانت امي پتخاف من العين زي ما كانت بتقول جدتي اوعي تخرجيهم كلهم لمكان واحد بناتك حلوين زي القمر و العين حق عشان كدة كانت والدتي كل ما تكون فيه عزومة او خروجة او فسحة بتاخذ واحدة و تسيب الباقيين عند الدادة اللي هي انا و طبعا مستحيل افكر اني اطلع معاهم لانها ساعتها بتحتاس تحط الاولاد عند مين عشان كدة كنت تقريبا مش معروفة الا الناس لينا او جيراننا المباشرين اللي عايشين معانا في نفس مدينتنا و ما عداهم مكانش حد يعرف اني موجودة اصلا لأني ما اتعمليش عقيقة زي اخوي .
كان عندنا قرايب بيجو يزورونا من البلد أبن اخت جدتي عنده سبعة بنات فيهم اللي من دوري و كانوا بيجو عندنا كثير في الإجازات عشان كانت عمتي بتطلعهم و بتفسحهم و بيبقوا منبهرين اوي عشان احنا ساكنين في مدينة كبيرة مقارنة ببلدتهم الصغيرة لقلبي حياة اكبر مني اربع سنين كانت صحبتي اوي و افكارنا قريبة من بعض و تقريبا هي الوحيدة اللي كانت بتعرف تخليني اطلع من حالة الكآبة و الحزن اللي انا فيها و طول ما هي عندنا كنت بابقى مبسوطة اوي و بضحك و بهزر و كانت ماما بتلاحظ التغيير ده و بتنبسط لما بتيجي حياة عندنا كل اجازة حتى أن عمتي بقت بتتضايق من مجيها عندنا بسبب مني و بقت بتضايقها و مش بتكلمها ولا تطلع معاها و ده ضايق حياة اللي بقت تتجنب تيجي عندنا في مرة من المرات حياة عرضت عليا ان انا اللي اروح عندهم بدل النكد اللي نشوفه من عمتي كل اجازة طلبت منها تترجى ماما.
حياة ارجوك يا طنط فاطمة عايزة انا كمان اخذها لبيتنا تقضي اجازتها و اهي تتعرف ببلدتنا هي كمان