روايه بقلم ندى محمود توفيق

موقع أيام نيوز

نقالة
القي أحمد نظرة متشفية على ملاذ فلقد حالفه الحظ ويبدو أنه نجح في تخريب زفافها دون أن يبذل جهدا عاد بنظره لزين ونزع قبضته عن ملابسه ثم هندم قميصه والقى عليهم نظرة بابتسامة استهزاء ثم استدار ورحل أما هي فكان جسدها يرتجف من الخۏف والارتباك فآخر شيء كانت توده هو أن يعرف الحقيقة بهذا الشكل .. رأت في وجهه جموح وسخط مرعب لأول مرة تراه بهذا الشكل المخيف كان يتحاشي النظر لوجهها حتى لا يرتكب جرم يندم عليه فيما بعد فاستجمعت شجاعتها المزيفة وهمست في صوت كان به بعض التوسل أن يتركها تفسر له كل شيء 
_ زين أاااا.......
قطع كلامها صوته المريب والمتحشرج وهو يلقي عليها أوامر مفروغ منها ويضغط على كفه ليتمالك أعصابه التي على وشك الانفجار 
_ ارجعي الفرح جوا
وقفت تحدق به بأعين بائسة ودامعة وسرعان ما انتفضت واقفة وتراجعت للخلف قبل أن تستدير وتذهب مسرعة نحو الحمام عندما سمعته يصيح بها بصوت جهوري ووجه محتقن بالډماء 
_ سمعتي !
رأتها مي وهي تتجه نحو الحمام مسرعة عندما خرجت لتراها ولكنها دهشت حين رأت زين يتجه نحو سيارته ليصعد بها وينطلق مغادرا الزفاف بأكمله فهرولت هي الأخرى راكضة وراء صديقتها وفتحت باب الحمام خلفها فتجدها منكبة على نفسها تبكي بحړقة وعڼف لتسرع لها وتهتف بهلع 
_ ملاذ حصل إيه !!
رفعت نظرها وقالت بصوت مرتعش من أثر البكاء 
_ عرف كل حاجة وسمعني وأنا بتكلم معاه وبقوله إني بحبه وإني اتجوزت زين عشان انتقم منه
كتمت شهقتها المنصدمة و

المرتفعة بكف يدها ثم قالت في عتاب شديد 
_ أنا قولتلك متطلعيش إنتي اللي صممتي ومسمعتيش كلامي أنا شوفت زين دلوقتي وهو بيركب عربيته ومشي وساب الفرح
فغرت شفتيها بدهشة وازداد بكائها وهتفت بقلق حقيقي وندم 
_ هو عصبي جدا ولو حصلتله حاجة وهو متعصب كدا مش هسامح نفسي أبدا .. أنا السبب في كل حاجة واستاهل كل اللي يجرالي
ضمتها مي لصدرها مرتبة على ظهرها بحنو وتهمس في رزانة 
_ مش وقته الكلام ده دلوقتي إنتي دلوقتي هتفكري هتعملي إيه وهتتصرفي إزاي في اللي حصل ده ومتقلقيش عليه إن شاء الله من هيحصله حاجة كفاية عياط بقى وقومي عشان اظبطلك المكياج ونرجع لهم
_ مش عايزة حاجة يامي أنا تعبت بجد
ملست على وجنتها برقة وهي تجفف لها دموعها هامسة في إشفاق عليها 
_ عارفة بس صدقيني كل حاجة هتبقي زي الفل والله أنا واثقة .. قومي يلا ابوس إيدك ومتخليش حد يشك كفاية هو عرف خلينا نحاول ننقذ ما يمكن انقاذه قبل ما يفوت الآوان
بقت جامدة تماما لا تصدر حركة ودموعها أخذت تسقط في صمت للحظات حتى توقفت وبدأت صديقتها تعيد مكياجها البسيط جدا من جديد حتى لا يشك أحد بالأمر وأخذتها وعادوا لهم وجلست على مقعدها المخصص لها كالآلية لا تشعر بشيء مما أثار وضعها ريبة والدتها التي اقتربت منها وسألتها في قلق 
_ ملاذ في إيه مالك 
انتبهت لها فنظرت لها وتمتمت في هدوء مرير 
_ مفيش حاجة ياماما مرهقة شوية بس
أوقف السيارة جانبا في أحد الشوارع ورجع بظهره للخلف مغمضا عيناه باستياء امتزج بمرارته هل قبلت به لتأخذ منه درع تحمي به الباقي من كرامتها المهدرة !! .. كيف كانت تنظر في وجهه وتضحك وهي تحمل في قلبها غيره !! بل كيف يمكنها أن تكون بكل هذا الانحطاط وتقبل نفسها أن تكون زوجة لرجل وتترك قلبها لغيره !! . هل كان هذا هو جزاء الإحسان ! .
لا يدري أيلومها لأنها وضعته محل المغفل أم يلوم نفسه لأنه وثق بها ثقة عمياء وأحبها من أعماقه كان على أتم الاستعداد أن يجعلها أسعد امرأة في الكون سيغمرها بعشقه ولطفه وحنانه للدرجة التي تجعلها لا تطيق الابتعاد عنه للحظة ولكنها لا تستحق أن تظفر بهذا الحنان .. ياليتها أخبرته بكل شيء بنفسها كان سيحترم صراحتها وسيعلوا شأنها في نظره ولكن بفعلتها تلك سقطت من مقصورة نظره إلى أدني مستوى 
الآن هو يجب أن يتحلى بالحكمة والرزانة وينهي كل شيء بهدوء هي أخطات وهو لا شك بأنه أخطأ أيضا ويجب أن يكون عادلا فمهما فعلت هو لن يتمكن من معاقبتها بقسۏة وسيكتفي بهذا القرار الذي اتخذه الآن والذي سيكون أسلم حل لوضعهم . حرك محرك السيارة وانطلق عائدا للزفاف بعد أن هدأت نفسه الثائرة قليلا وأجاب على رنين هاتفه المتكرر بخشونة 
_ أيوة ياحسن
اتاها صوت أخيه مازحا بمرح 
_ إيه شوفتها ياعم الحبيب !
قال ساخرا في نبرة صوت كان يجاهد في إخراجها طبيعية 
_ أممم شوفتها
_ طيب إنت فين ليه مرجعتش الكل بيسأل عليك هنا 
اكتفي بكلمة واحدة في حزم وأنهي الاتصال دون انتظار إجابة منه 
_ جاي
انزل حسن الهاتف من على أذنه باستغراب ونظر لكرم الجالس بجواره الذي سأله في فضول 
_ في إيه !
زم حسن شفتيه للأمام بجهل متمتما 
_ معرفش شكل في
تم نسخ الرابط