روايه بقلم ندى محمود توفيق

موقع أيام نيوز

برجاء ولين 
_ طيب طالما مش موافق اروح معاك .. ينفع تنقيلي كام كتاب على ذوقك وتجبهملي معاك
لوى فمه بخنق ونفاذ صبر ثم خرج صوته قاسېا بكلمات يقصد قولها جيدا حتى ېحرق نفسها ويذيقها من الآم قلبه التي يعانيها 
_ من عنيا هنقيلك كتب عن الوفاء والإخلاص والصدق يمكن تتعلمي منهم حاجة
أصابت كلماته بسهامها الهدف تماما كلما تتحدث معه وتحاول نيل السماح منه تكشتف أنه ليس كما توقعته أبدا بل لديه قلب أن حمل داخله الڠضب والنقم من شخص ما لن يتمكن من الصفاء له مهما فعل ويبدو أنه لن ينسى خداعها له وقد يكون أكثر ما يغضبه ليس أنها كانت تحب رجل غيره بل أنها وضعته محل الغبي والأحمق وكانت تكذب عليه وهي تنظر لعيناه دون خجل واستحقرته ولم تحترم الثقة التي منحها لها !!! ...........
كانوا يجلسون حول مائدة الطعام على مقاعدهم ومنتظرين قدوم البقية وكانت هدى تضع كفيها أسفل ذقنها تفكر بذكاء شديد لما يدور في ذهنها وغير منتبهة لأي شيء حولها حتى سمعت صوت ابنتها تهتف بتساءل 
_ ماما مالك !
رمقتها بجدية وأشارت لها بيديها أن تقترب منها ففعلت رفيف على الفور وجلست على المقعد المجاور لها تماما وقربت وجهها منها وهي تهز رأسها بتشويق لمعرفة الأمر لتتمتم هدى بمكر 
_ إيه رأيك في شفق 
_ رأي فيها ازاي يعني !
قالتها بعدم فهم في بادئ الأمر ثم دققت نظرها في معالم وجه أمها الخبيثة وابتسامتها التي كلها ذكاء ففغرت شفتيها وقالت ضاححة بعدم تصديق 
_ لا مش للدرجة .. وسعت منك أوي

دي يادودو !
نكزتها في كتفها بضجر من رفضها لفكرتها وهمست في صوت منخفض 
_ بطلي هبل يابت .. دي حتى لايقة على أخوكي أوي كأنهم فولة واتقسمت نصين عارفة أروى الله يرحمها على قد كدا مكنتش حباها أوي كانت فيها شوية من اللؤم بتاع البنات ده ومكنتش لايقة على أخوكي انا مش بقول إنها كانت وحشة بالعكس أنا على قد ما كنت بضايق منها أحيانا بس كنت بحبها برضوا والله وربنا يعلم إني لغاية دلوقتي كل لما بفتكرها قلبي بيوجعني عليها لكن شفق قمر ومؤدبة وهادية ماشاء الله عليها يعني هي وكرم شبه بعض بظبط في كل حاجة
هدرت رفيف برزانة ونبرة جادة 
_ ماشي ياماما وأنا كمان مش بقول حاجة على شفق .. بس بلاش تسرحي بخيالك أوي كرم رافض فكرة الجواز دي نهائي من بعد أروى وإنتي بنفسك جربتي معاه كتير وشوفتي بتبقى ردة فعله إزاي بمجرد ما تفتحي معاه الموضوع بس
غمغمت بنبرة صوت تحاول إخفاضها ونظرات ڼارية ومتقدة 
_ بلا رافض بلا قرف وأخرة ما يقعد رافض كدا .. هتطلع من تربتها وترجعله مثلا اتفرجي واتعلمي وشوفي هخليه يوافق إزاي إما خليته يتجوز شفق مبقاش أنا هدى العمايري
كتمت رفيف ضحكتها المرتفعة بيدها ثم قالت في حماس لمعرفة مخططاتها 
_ ياماما يالئيمة .. هتعملي إيه بقى قوليلي !
_ ملكيش دعوة هتشوفي وحدك هعمل إيه
همسمت رفيف بنظرات كلها ذكاء وحذر 
_ بس خلي بالك ولادك كلهم عندهم العند وبذات كرم يعني مش هتعرفي تخليه يوافق بسهولة لازم تحبكي الخطة كويس أقولك تعاليله من نقطة ضعفه واضغطي عليه هينخ وهيوافق
رمقت هدى ابنتها التي تحمل نفس جيناتها الخبيثة وتفكر مثلما تفكر تماما فابتسمت وقالت بخبث شديد 
_ ماهو ده اللي هعمله .. المشكلة بس لمتوافقش هي
_ لا من ناحية شفق اطمني 100 هتوافق وعلى ضمانتي خليكي إنتي مع كرم وسبيلي شفق في المرحلة التانية و.....
نغزتها هدى في قدمها هامسة بحذر عندما رأته ينزل الدرج قادما نحوهم 
_ هششش خلاص اسكتي جه
ثم تطلعت لابنها وهتفت ببشاشة 
_ صباح الخير ياحبيبي تعالى افطر يلا كنا مستنينك
اقترب ناحيتهم ثم التقط قطعة خيار صغيرة والقاها في فمه هاتفا على عجلة من أمره 
_ لا كلوا إنتوا بالهنا والشفا أنا هفطر في الشركة مستعجل عشان معانا اجتماع وزين مستنيني من بدري هو وحسن
أجابته بحنو تدعو لهم بحنو أمومي 
_ ماشي ياحبيبي ربنا يقويكم .. وقول لزين خليه يجيب مراته وياجي بكرا لأحسن وحشني أوي
انضمت لجلستهم العائلية شفق التي غمغمت بخفوت واستحياء عندما وصلت عند آخر درجات السلم 
_ صباح الخير
التفتت هدى برأسها ناحيتها وكانت أولهم التي ترد عليها تحية الصباح هاتفة بوجه مشرق 
_ صباح النور
ثم رد كل من كرم ورفيف التحية وانصرف هو فورا دون تلكع بينما هي فتقدمت نحوهم واتخذت مقعدها بجوار هدى من الجهة المقابلة لرفيف وتمتمت بإحراج 
_ معلش بقى ياطنط هتقل عليكم لكام يوم أنا والله كنت .........
قاطعتها هدى بنظرة حازمة قليلا تحمل الرفق واللين مع ذلك 
_ هتزعليتي منك كدا ياشفق .. البيت هنا اعتبريه بيتك خلاص واحنا أهلك وإنتي زي رفيف بنسبالي
أجفلت نظرها أسفل وأجابتها شاكرة إياها بخجل شكرا أما رفيف فكانت تنقل النظر بينهم وهي تمنع نفسها من الضحك كلما تتذكر ما كانوا يخططون
تم نسخ الرابط