روايه بقلم ندى محمود توفيق
المحتويات
ياماما ابوس إيدك قوليلي هي فين ومتتعبنيش أنا فيا اللي مكفيني ومش هستحمل البنت تحصلها حاجة بسببي قوليلي مكانها خليني اروح واجيبها
أبت الرد عليه وتجنبت النظر في وجهه كدليل على رفضها لطلبه ليأخذ هو نفسا عميقا قبل أن يلفظ بهذه الكلمات من بين شفتيه في عدم حيلة
_ لو كنتي بتعملي ده كله عشان اوافق على اللي إنتي عايزاه فأنا بقولك أهو أنا موافق اتجوزها
وسرعان ما هتفت بفرحة غامرة
_ بجد موافق ياكرم !!
_ أيوة موافق قوليلي بقى هي قاعدة فين
قالها بإيجاز كالذي لا يريد أن يطيل في هذا الحديث لتبتسم هي وتهتف بهدوء
_ في البيت اللي في اكتوبر
_ وهي إيه اللي وداها هناك !!
_ هي كانت بتتكلم معايا في اليوم اللي مشيت فيه وبتقولي إنها عايزة ترجع بيتهم فأنا قولتلها لو هي مش مرتاحة هنا تروح تقعد هناك في الشقة وهتكون في آمان وخليت ابن الحج حسين يحرص شقتها ويخلي باله منها
فغر عيناه على آخرهم وهتف شبه منفعلا
_ ابن الحج حسين إيه يا أمي ! .. ده لو آخر واحد مأمنهوش على حاجة وإنت رايحة تأمنيه على بنت
مسح على وجهه مستغفرا ربه من فرط اغتياظه الداخلي وتمتم
_ طيب وتلفونها مقفول ليه !
ابتلعت ريقها بتوتر وتحدثت بتردد
_ أنا طلعت الخط بتاعها وشلته وهي افتكرت إنه ضاع فجبتلها واحد جديد
قال بابتسامة ساخرة
_ وطبعا ده كله عشان معرفش أوصلها وتجبريني أوافق .. والله ما عارف أقول إيه ربنا يصبرني !
_ هي فاهمة إنك مسافر لشغل فلما تروحلها قولها إنك رجعت من السفر أنا قولتلها إنك مسافر عشان متقولش هو ليه متصلش حتى يسأل عليا
هز رأسه مغلوبا على أمره غير مصدقا لأفعالها التي كلها مكر هذه وانصرف ليلحق بتلك المسكينة قبل أن تتعرض للأذى على يد أي أحد !!! .......
بعد ماحدث بينهم بالأمس لم تراه إلا مرة واحدة في الصباح قبل أن يغادر عندما حملها الذنب فيما حدث بينهم والذي لا يرضى كلاهما ولم يرغبوا في أن يحدث حتى وعندما ذهبت للعمل بعدها وعندما حان وقت الذهاب ذهبت لمكتبه لانهم اعتادوا العودة معا إلى المنزل بعد أنتهاء العمل لتخبرها السكرتيرة بأنه ذهب منذ نصف ساعة فتكتم شرارات نيرانها في الأعماق وتسير منكسرة لا تدري إلى أين تذهب بعد أن قررت عدم العودة لمنزلها فيتنهي بها المطاف أمام منزل أبيها لتستقبلها أمها وكذلك أبيها بترحيب حار وتخبرهم بأنها ستقضى معهم يومان بعدما كذبت وقالت بأن زوجها ذهب لرحلة خاصة بالعمل ستسغرق يومان ! .
توقف الهاتف عن الرنين وانطفأت إضاءته وبعد مرور ما يقارب العشر دقائق شعرت بأحدهم يهزها بلطف وللحظة خدعها عقلها بأنه هو وجاء لكي يأخذها لمنزلهم ولكن كانت أمها حيث تقف أمامها وتمد يدها لها بالهاتف هامسة في صوت خاڤت
_ يسر ! .. خدى كلمي حسن
اعتدلت في جلستها وهي تزفر بخنق ثم التقطت الهاتف من يدها ووضعته على أذنها ثم انتظرت حتى انصرفت أمها لتجيب عليه بمضض
_ عايز إيه !
اتاها صوته الجهوري وهو ېصرخ بها
_ هو إيه اللي عايز إيه !!! مبترديش على الزفت التلفون ليه !
قالت ببرود تام وثبات متصنع
_ مليش نفس أرد أو بالأحرى مش عايزة اسمع صوتك ياحسن
أجابها في صوت أجش لا يحمل أي رفق أو رحمة وباستنكار ادمي قلبها على أثره
_ إيه يعني كرهتيني خلاص !! لو كنت أعرف إن اللي حصل إمبارح هيعمل كدا كنت عملته من زمان عشان اخلص منك
كادت أن تنزل الهاتف من على أذنها لتنهي هذه المكالمة السخيفة والمٹيرة للأعصاب لولا سؤاله الذي
متابعة القراءة