روايه بقلم ندى محمود توفيق
المحتويات
مش عجبها إني اتجوزتك وأكيد موصياها وهي فاكرة إنها لما تلبس كدا أنا هغير رأي وهتجوزها وهطلقك مثلا .. من الآخر يعني كل ده مقصود وهو ده اللي مجنني ومخليني متعصب كدا عشان فاهم حركاتهم دي كويس أوي
تركت يده وظهرت علامات الغيظ والغل على محياها هل تسعى تلك الشيطانة الصغيرة للتفريق بين زوجها بعد كل ما فعلته لكي تحسن علاقتهم بالتأكيد لن تسمح لها بالعبث معها وستضع الحدود لردعها كما يجب ! .
_ ومين قالك إني هسمحلها أصلا إنها تفرق بينا حتى لو كانت جدتك
نظر إلى يدها التي على قميصه ونبرة صوتها ونظرتها فكاد لوهلة أن ينصاع خلف ولكنها اكملت في لؤم
_ هي جدتك مش عايزاك تاخد اسبوع معاهم هنا أنا بقولك نقعد اسبوع وسبلي البت ميار دي
ابعد يدها بكامل الهدوء حتى لا تؤثر عليه أكثر من ذلك وقال باسما بتحذير
أجابته ضاحكة بمداعبة محببة لقلبه
_ إنت تعرف عني إني بتاعت مشاكل برضو ياحبيبي .. اطمن
واستجمعت ثقتها وشجاعتها لتقترب .. ألم تكفيها كلمة حبيبي فأخذ هو نفسا عميقا ليخرج قليلا من النيران التي اشتعلت في أعماقه ولم يغب عنها وضعه بالتأكيد حيث لاحظت تأثيرها عليه فابتسمت بعاطفة وتلفتت في الغرفة بحركة دائرية وهي تقول
كانت غرفة هادئة والوانها تبعث الراحة والسکينة واسعة إلى حد ما وعلى الحائط لوحة صغيرة مكتوب عليها آية الكرسي ثم وقع نظرها على الفراش العريض فنقلت نظرها في ارجاء الغرفة بحثا عن أريكة وعندما لم تجد شكرت ربها في قرارة نفسها وسعدت لأنها ستقضي اسبوعا كاملا وهي بجواره في نفس الفراش وستأخذ هذا الأسبوع وسيلة لتقوية علاقتهم أكثر ولن تسمح لجدته أو ابنة عمه بأن يشعلوا فتيل المشاكل بينهم ! .
_ روح اعتذر من جدتك مينفعش إنت عليت صوتك عليها برضوا متخليهاش زعلانة منك وهي لسا جاية من سفر
أماء لها بالموافقة وهو يهمس شاكرا إياها لأنها نجحت في امتصاص غضبه بأقل الكلمات
_ شكرا ياملاذ
طالعته بابتسامة عاشقة وأعين تلمع بوميض جميل لتصنع ابتسامتها وعيناها مزيج غرامي رائع واستقرت هو من عيناه نظرة دافئة أخيرة قبل أن يستدر
وينصرف متجها إلى غرفة جدته حتى يعتذر منها عما صدر منه من فظاظة وانفعال ليس بإرادته !
فتحت الباب ودخلت بعد أن اخبرتها رفيف بأنه في غرفته اغلقت الباب خلفها وسمعته وهو يتحدث مع أحدهم عن البحث عن شخص وكان مستاء بشدة ويقول بوضوح مهو أنا هجيبه يعني هجيبه هيروح مني فين فتوقفت للحظات تحاول توقع عن من يتحدث ولم يتعبها التفكير كثيرا وبسهولة فهمت أنه يتحدث عن ذلك الوغد الذي قتل زوجته و لا يكف عن ملاحقتها فأخذت نفسا عميقا واقتربت منه بعد أن انهى الاتصال وكانت نظراتها تطلع اشارات مباشرة بعتاب وخوف فتستقبل منه الريبة والتعجب في نظراته حتى تمتم بخفوت
قالت بأعين زائغة
_ لسا مصمم علي اللي في دماغك وإنك مش هتسلمه للشرطة لو مسكته
أجابها في حزم ونبرة غليظة
_ ومش هتراجع ابدا
ازدادت نظرات عيناها حزنا وقلقا وغمغمت في رجاء
_ ارجوك بلاش ياكرم .. إنت معقول عايز تقتله !! إنت لو حابب تخلص عليه نهائي ممكن تدخله السچن وهتقدر تخليه ياخد اعدام وهيبقى أخد جزائه بس بالقانون ومن غير ما تضيع نفسك بسبب الحيوان ده
حدجها بصمت دون أن يجيب فعلمت أنه لم يقتنع بما قالته ومازال مصر على قراره أي أنه لن يزيل فكرة القټل من عقله بتاتا اصابها اليأس والشجن وقالت بأعين دامعة
_ يعني مفيش فايدة !
هز رأسه نافيا في اصرار واضح على ملامح وجهه الحازمة فتضيق هي عيناها بخزي وتتجه نحو الفراش وتجلس عليه پألم فشعور القلق يزداد بداخلها كلما تتذكر أنه لا زال يلاحقه الټفت هو لها بجسده كاملا وتمتم في نبرة رجولية خشنة
_ أنا عايز اخد حق مراتي واخد حقك إنتي كمان
لم تتمكن من منع دموعها ورفعت نظرها له تقول مندفعة من بين بكائها
_ وأنا بقولك أهو مش عايزاك تاخدلي حقي أنا عايزة القانون هو اللي ياخدلي حقي منه ومراتك ماټت خلاص .. يعني لما تقتله محدش هيستفيد حاجة إنت الوحيد اللي هتخسر حياتك
استغفر ربه مغلوبا على أمره ولم يتضايق من كلامها الذي قد يكون قاسېا على أحد لا يعرفها ولكنه بات يفهمها جيدا ويفهم أنها لا تقصد فقط قالت هكذا من ضيقها واضطراب نفسها ولامه ضميره عندما رأى دموعها فاتجه وجلس بجوارها متمتما بعد أن عاد لطبيعته الساحرة والرقيقة
_ طيب فهميني بس إيه سبب العياط أنا زعقت فيكي وأنا مش واخد بالي مثلا !!
التفتت برأسها ناحيته وقالت بصوت مبحوح ونظرات راجية دون أن تفكر فيما تقول
متابعة القراءة