روايه بقلم ندى محمود توفيق

موقع أيام نيوز

حيث اعترفت له بشجاعة ومباشرة 
_ سببه إنك مش عايز تفهم إني خاېفة عليك ومش عايز تفهم إني مبقليش حد غيرك ومعنديش استعداد اخسرك إنت كمان .. قولي كدا إنت لما تقتله وتدخل السچن أنا إيه وضعي هيحصل فيا إيه !!
الجمته كلماتها وصنمته في مكانه فأخذ يتطلع إليها بسكون دون أن يتكلم بل ما قالته كان كافي لعدم إيجاده الكلمات التي سيجيب عليها بها فمن جهة ألم قلبه وناره على زوجته التي قټلت باپشع الصور ونفسه التي لن ترتاح إلا حين تأخذ بثأرها ومن جهة مسئوليته تجاهها والآن فقط فهم كم هو صعب مفهوم الټضحية فعليه أن يضحي أما بثأره لزوجته أو يضحي بها ! .
حارب توتره الدئم بمجرد ما أن يقترب منها ومد كفه الكبير بصعوبة يضعه على كف يدها الناعم والصغير محاولا تهدئتها وإبعاث الآمان إلى نفسها المضطربة والخائڤة وهمس بالقرب منها باسما في حنو مع قليل من المداعبة ليخرجها من الكآبة المهيمنة عليها 
_ طيب ياشفق وإنتي دلوقتي شوفتيني قټلته ودخلت السچن أنا تقريبا كل ما اتكلم معاكي بټعيطي لدرجة إني بقيت اخاڤ اكلمك لټعيطي ومبقتش فاهم في إيه !! .. أكيد عارفة إن الزعل الكتير مضر وخصوصا لو كان على بنوتة قمر زيك كدا !
قال جملته الأخيرة بجرعة زائدة من الرقة افقدتها توازنها ولوهلة احست بأنها ستسقط بين ذراعيه فاقدة لوعيها حيث حدقت به بأعين هائمة وهي تقول في نفسها برجاء توقف ارجوك لا تنظر لي بعيناك الجميلة هذه وبهذه النظرات الدافئة فأنا لم اعد اتحمل وسامتك ورقتك ولكنها عادت لوعيها بسرعة واجفلت نظرها عنها في خجل واستحياء من مغازلته لها بل في الغالب كانت خجلة وفي نفس ذات اللحظة ترغب في الابتسام من دهشتها بأنه تغزل بها لأول مرة وهي تعرف جيدا توتره الشديد منها فلم يكن الأمر مخجل بقدر ما كان مدهش بالنسبة لها !! 
ثم رفع كفه عنها وقال ضاحكا عندما تذكر شيء 
_ استني هوريكي حاجة بس يارب متكونش ماما شالتها
ثم هب واقفا واتجه نحو خزانته وفتحها وانحني للأسفل يفتش عن شيء معين بين الملابس حتى وجدها وكانت عبارة عن لعبة مهرج شكله قبيح قليلا ثم عاد وجلس بجوارها

مجددا فاخذتها من يده تحدق به باستغراب هاتفة 
_ إيه دي !
_ دي ياستي طفولتي البائسة كنت دايما وأنا صغير بعيط على أقل حاجة ومش عياط طبيعي لا ده ازعاج يعني كنت مزعج فبابا سافر برا مصر لشغل ولقي اللعبة دي بالصدفة وجبهالي مخصوص وهو جاي .. اللعبة دي بقي بمجرد ما ټعيطي بصوت عالي بتقلدك بس بطريقة كوميدية وفي مرة بابا حبسني في اوضتي وسابها معايا وكنت كل ما اعيط من الزعل والضيق انهم حبسوني هي تقلدني وافضل اضحك .. طبعا هي بنسبة لطفل لعبة مضحكة جدا مع إن شكلها وحش .. ولما كنت بعيط قدامهم كانوا بيطلعوها قدامي فتقلدني واضحك فورا فاللعبة دي كانت وسيلة للتخلص من الازعاج بتاعي ولغاية دلوقتي محتفظ بيها وكل ما اشوفها اضحك تلقائيا فأنا هخليها جمبك في البيت في الاوضة عشان كل ما ټعيطي كدا تضحكك
اطلقت ضحكة مرتفعة وقالت تبادله مداعبته في حب 
_ اممم انت عندك حق أنا فعلا محتاجة اللعبة دي لأن الفترة دي بعيط بسبب ومن غير سبب
_ أهاا ما أنا ملاحظ كدا برضوا أهم حاجة ميكونش السبب أنا بس !
هزت رأسها بالنفي قائلة من بين ضحكاتها 
_ لا اطمن مش إنت
اظهر عن ابتسامة عريضة وقال في صوت به لمسة مريحة 
_ طيب الحمدلله .. يلا قومي عشان ننزل لهم تحت لاحسن تيتا تزعل لما متلاقيناش
مدت يدها وجففت دموعها بظهر كفها ثم استقامت بعد أن نهض هو واتجه نحو الباب فلحقت به حتى تخرج لهم معه فهي لازالت لم تتعود على اشقائه وزوجاتهم جيدا وتتوتر منهم ولكن علاقتها قوية بأمه وشقيقته فقط ! .....
داخل غرفة الجدة 
هتفت هي في عتاب وڠضب دفين 
_ وصلت إنك تعلي صوتك عليا يازين !!
اجفل نظره أرضا في خجل وقال بندم واعتذار صادق 
_ أنا آسف مقصدش والله ياجدتي اعلي صوتي عليكي أنا فقدت اعصابي ومقدرتش اتحكم في نفسي
هتفت في حدة وصرامة بضجر 
_ أي كان السبب مكنش ينفع تحرجها كدا قدام الكل رفيف بتقولي فضلت ټعيط في الأوضة لما طلعت فوق
ضحك باستهزاء وهو يحاول تمالك اعصابه التي على وشك الانفجار من جديد وقال بنبرة مستنكرة مما تقوله جدته 
_ احرجها !!! ثم إن إنتي إزاي بتدافعي عنها !
_ أنا قولتلك إنها متعودة من صغرها بتلبس كدا وأنا مش بتدخل ومش بحب اضيق عليها البنت لا ليها أب ولا أم وملهاش غيري وغيركم إنتوا وعمك طاهر
لم يتمكن من حجب نفسه أكثر من ذلك حيث حدج جدته بنظرات مريبة وهدر بلهجة مخيفة 
_ وهي في بنت محترمة تلبس كدا !! ومفيش حاجة اسمها
تم نسخ الرابط