روايه بقلم ندى محمود توفيق
المحتويات
عليها فقط جلس بإرياحية أكثر على الأريكة مستندا بساعده على ذراع الأريكة وهو يجهز نفسه لمشاهدة المعركة الكلامية التي ستحدث الآن !! وبالفعل تحدثت إلى ميار بشيء من الغيظ ولكنها تخفيه بابتسامة صفراء
_ عاملة إيه ياميار
اجابتها في عفوية وابتسامة عذبة
_ gut
كنا لسا بنتكلم عنك وبقوله إني مكنتش متوقعة ابدا إنكم تتجوزوا
_ مكنتيش متوقعة ليه ياحبيبتي !!
_ يعني أصل الكل بيشهد دايما على خناقكم وعارفين إن كان حسن كان مش بيستلطفك أوي يعني العلاقة ما بينكم مش قد كدا
لم يتمكن هو من حجب ابتسامته ولكنه اخفاها بيده متصنعا أنه يحك ذقنه ويقول في قرارة نفسه بتقولي إيه يابنت هتاكلك ! وبالفعل رأى في عيناها علامات الغيظ والسخط ولكنها تحكمت في انفعالاته وقالت باقتضاب
وجهت له سؤالها في نظرات متقدة كلها غيرة وعصبية ليجيبها ضاحكا مسايرا إياها في كذبتها العلنية باستمتاع بغيرتها وعصبيتها التي تحاول اخفائها
_ اممممم أكيد طبعا يختلف ويختلف كتير أوي كمان !!
هتفت يسر محدثة ميار في لؤم
_ ألا قوليلي ياميار هو الفستان اللي كنتي لبساه الصبح ده مش من مصر صح أصل عجبني أوي وكنت عايزة اشتري زيه
_ وإنتي هتعملي بيه إيه يايسر اعتقد إنك مينفعش تلبيسه لإنك محجبة
بدأ الحديث يأخذ المنحني المفضل بالنسبة للشاهد الذي كان يتابع ما يحدث وهو يبتسم فوجد زوجته تضحك بخبث فاق مكر تلك الحمقاء التي ظنت نفسها قادرة على الانتصار عليها حيث قالت في خفوت ماكر ونبرة تقصد بها الإهانة ولكن بشكل غير مباشر
عشان أمة لا اله إلا الله تتفرج بس واضح إن تيتا مقالتش ليكي الكلام ده لإنك لو كنتي عارفة مستحيل كنتي هتطلعي قدام ولاد عمك بالمنظر ده وللأسف الكل فاهم لبستي كدا ليه واولهم زين
نقلت ميار نظرها بين حسن الجالس وقد بدت علامات الدهشة على محياه حيث لم يكن يتوقع أن يكون ردها بهذا القسۏة فقد أصابت الهدف تماما بكلماتها ولم يعجبه آخر ما قالته بالأخص في وجوده فلم يكن هناك داعي لآخر جملة حيث هتف مقاطعا إياها بنظرة حازمة ونبرة قوية
التزمت الصمت بعدما رأت نظرته الغاضبة أما ميار فرمقتها شزرا وباغتياظ ثم هبت واقفة واتجهت لداخل المنزل فتقول يسر ساخرة بقرف
_ وكمان ليها عين ترد عليا .. ده إيه البرود ده أما بنت معندهاش ډم صحيح !!
القى عليها نظرة مستاءة وزفر بنفاذ صبر وهو يشيح بوجهه عنها محاولا تهدئة نفسه حتى لا ينفجر بها وفي ظرف لحظة وجدها تثب وتجلس بجواره وتضربه على ذراعه بخفة هاتفة في غيرة شديدة
بدا مڤزوعا من وثوبها المفاجيء إلى جانبه وضربها له على ذراعه فصاح بها منفعلا
_ وإنتي مالك كنا بنقول إيه !
فتحت عيناها على أخرهم مدهوشة من رده وقالت بعصبية وانفعال أشد منه
_ أنا متقوليش إنتي مالك .. أنا مراتك ومن حقي اعرف كنت بتقول إيه لما تقعد مع بنت
ارغمته كلماتها وطريقة عصبيتها على الضحك ولكنه أيضا مازال محتفظا ببعض الغيظ حيث دفعها عنه هاتفا بأعين مشټعلة
_ الشاي هيتكب عليا !! .. ابعدي كدا بقى دي إنتي لزقة إيه الغلاسة دي
عادت تلتصق به من جديد قاصدة استفزازه وهي تقول بسخط حقيقي وليس مزيف
_ مش هبعد وهتقولي كنتوا بتقولوا إيه ياحسن
رفع كأس الشاي لأعلى يوهمها بأنه سيسكبه عليها ويقول بضحكة بسيطة منذرا إياها
_ ابعدي هكب الشاي عليكي لو مبعدتيش والله
تراجعت للخلف وهي ترمقه شزرا بامتعاض وعيناها تطلق شرارات حمراء فاطمئن لها وانزل الكأس ليجدها تهجم عليه وتغرز اسنانها بغل في وجنته فيرتفع صوت تأوه پتألم وتثب هي واقفة راكضة بعيدا عنه حتى لا ينال منها وتسمعه يقول پغضب حقيقي هذه المرة واضعا كفه على وجنته
هزت له كتفها يسارا ويمينا كوسيلة لزيادة ضجره وهي تضحك بخبث وتشفي ثم استدارت ودخلت للداخل تاركة إياه يتوعد لها
انتهى اليوم العائلي والجميع رحل باستنثاء زين وملاذ الذين سيقضون اسبوعا كاملا معهم في المنزل بناءا على رغبة الجدة وقد دقت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل وجميع من في المنزل بمضاجعهم نائمون في ثبات بعد اليوم الطويل والمرهق الذي مر على الجميع بلا استثناء ! .
كان زين في فراشه جالسا ويستند برأسه على حافة الفراش من خلفه وبيده أحد الكتب الدينية يقرأ بها بتركيز شديد ولكن تشتت انتباهه بمجرد ما لمحها وهي تخرج
متابعة القراءة