روايه بقلم ندى محمود توفيق
المحتويات
تتأكد هل ما زال ينظر ناحيتها أم لا فوجدته عاد يكمل حديثه مع هذا الرجل لتتنفس بارتياح وهي تقسم بأنها لن تنظر له مجددا أبدا إلى حين رحيلها الذي لابد أن يكون الآن قبل أن تقع في موقف أكثر إحراجا انضمت لها رفيف وهي تهتف باسمة
_ هاا إيه رأيك أنا اعتقد إنك فكيتي شوية
نظرت لها وتمتمت برقة
_ آهاا فعلا طلعت شوية من الطاقة السلبية اللي جوايا ميرسى يارفيف جدا إنك فكرتي فيا وجبتيني
_ بس دي مش فكرتي !! يعني الشخص اللي المفروض تشكريه مش أنا !
نظرت بدورها إلى مكان استقرار نظراتها ثم عادت لها وقالت بإحراج امتزج پخنقها البسيط
_ ممكن تبطلي تلمحياتك دي عشان أنا فهماكي كرم زي سيف الله يرحمه بالنسبالي يعني اخويا
_ لا والله وهو أخوكي برضوا هتفضلي تتأملي فيه ومتشليش عينك من عليه إنتي مفضوحة أوي على فكرة !
ضمت عيناها بتوتر واضطراب وفورا تخلت عن محاولاتها الفاشلة لإقناعها بأنها ليست معجبة به وقالت بعفوية واضطراب
قالت مندهشة وهي تضحك بتلقائية
_ كرم مين ده اللي يلاحظ !! عارفة
لو كان حسن أو زين كنت أقولك كانوا زمانهم كشفوكي مش زمان عشان دول مش ساهلين لكن كرم ده خايب اراهنك إن كان شك للحظة أصلا انتي احمدي ربك إنه بيتكلم معاكي طبيعي من غير ما يتوتر دي معجزة في حد ذاتها .. بس تعرفي أنا عذراكي إنتي عندك حق هو اخويا يتحب فعلا
_ أنا عايزة امشي الوقت اتأخر !
_ حاضر هروح اندهولك
قالتها بمشاكسة وهي تهم بالقيام ولكنها قبضت على ذراعها هاتفة بصرامة
_ لا متروحيش مش عاوزاه يوصلني أنا همشي وحدي
تركت رفيف مزاحها جانبا وأجابتها بقوة جادة
_ أولا مش هيرضى يسيبك تمشي وحدك ثانيا الساعة 11 يعني الوقت متأخر
فتأففت بيأس وأخذت نفسا عميقا لتحبسه لثانية في صدرها وتخرجه زفيرا متمهلا وتجاهد في لملمة قلبها الذي تبعثر بمجرد سماعها لصوته وأخيرا التفتت له مغلوبة على أمرها لتجده أمامها مباشرة ويردف متساءلا
_ رايحة فين
رسمت ابتسامة مزيفة وخلفها كانت تخفي قناع هزيمتها للمرة الألف في الفرار منه فيخرج صوتها رقيقا كهيئتها الضئيلة والصغيرة
_ مش رايحة مكان كنت هستناك عند العربية لغاية ما تاجي
_ اممم طيب يلا
سارت معه نحو السيارة الخاصة به واستقلت بالمقعد الأمامي بجواره واستقل هو بمقعده ثم انطلق بها يشق الطرقات وهي تتابع الطريق بسكون تام مستندة برأسها على زجاج السيارة اتاها صوته الهادئ يسألها باهتمام
_ شوفتيه تاني أو كلمك !
تمتمت بنفي وهي لا تزال على نفس وضعيتها
_ تؤتؤ .. من ساعة الحاډثة ومشفتهوش تاني والمفروض إني اطمن وافرح بس قلقانة اكتر
ثم اعتدلت في جلستها وطالعته مغمغمة في ثبات وحرارة
_ فاكر صحبتي اللي كانت معايا في المستشفى
_ آه فاكرها ليه !
قالت بتوجس وقلق
_ إنت أكيد عرفت طبعا إنه كان مستنينا في الشارع لغاية ما نطلع فهي شافتك لما وصلت وقالتلي إنه أول ما شافك كأنه شاف عفريت واتنفض واستخبي بسرعة قبل ما تشوفه وبتقولي إنه خوفه كان غريب
كان مركز نظره على الطريق وقد كان قلقها بالنسبة له مبالغ فيه قليلا ولا داعي لكل هذا الخۏف حيث أجابها مبتسما في عدم اقتناع
_ طبيعي ياشفق ېخاف ماهو عارف أكيد أنا مين وإني دايما معاكي وإني بحاول اوصله
تأففت بضجر من تصرفه على أنها طفلة وتخشي من أي شيء وغمغمت في نبرة مستاءة وهي تنتصب في جلستها وتعتدل لتكون مواجهة له تماما
_ كرم افهمني أنا قصدي غير كدا خوفه مش طبيعي هو عارفك ودي حاجة احنا مختلفناش فيها بس هو كمان عارف إنك أكيد متعرفهوش شكلا وإلا كان هيخاف كدا ليه أوي تصرفه بيوحي بحاجة
واحدة وهي إنه عارف إنك لو لمحته بس هتعرفه فورا وهو يعرفك كويس والصراحة أنا خۏفي زاد أوي وبذات بعد ما شكيت إنه ممكن يكون .......
توقفت عن الكلمات ولم تتمكن من البوح له بما يدور في ذهنها منذ شهر كامل وهي تعاني من رعبها أن
متابعة القراءة