روايه بقلم ندى محمود توفيق
المحتويات
أوي وبذات بعد ما شكيت إنه ممكن يكون ..... وتلقائيا ربط كلامها بالموقف الذي حدث للتو وملامح الزعر على وجهها فاتسعت عيناه وأظلمت بطريقة مخيفة ومعالم وجهه الهادئة واللطيفة تحولت لأخرى لتشبه وحشا مرعبا فالذي يدور بذهنه الآن هو التفسير الوحيد لكل شيء !!!
......
_ الفصل الثاني عشر _
في صباح اليوم التالي داخل منزل محمد العمايري ......
_ مالك ياكرم مش بتاكل ليه .. إنت متعصب من حاجة !
رد عليها باختصار شديد
_ مليش نفس !
_ ألو يامسعد عملت إيه
أجابه الآخر باستياء شديد
_ هو ياكرم بيه شوفت الكاميرات وطلع هو
_ سبلي أنا الموضوع ده ياكرم بيه وهجبهولك خلال كام يوم
_ عايزه سليم يامسعد
ومحدش ېلمس منه شعرة واحدة
_ حاضر
كان حسن بمكتبه داخل الشركة يدور بمقعده بحركة دائرية حول نفسه وبيده مفاتيح سيارته يعبث بها ويحركه يمينا ويسارا أمام عيناه شارد الذهن يتذكر كلامها عشان هي أصلا عمرها ماحبتك وإنت كنت دايب فيها ويمكن مازالت هي باعتك في أول محطة .. اللي لسا بتحبها دي تخلت عنك رغم كل اللي عملته عشانها لا يزال يحبها للأسف ولم يتمكن من نزعها من قلبه بأي شكل من الأشكال لم يعد حبا كما كان سابقا ولكنه لا يستطيع القول أنه يكرهها رغم أنها لا تستحق سوى الكره وكل ما قالته له يسر كان حقيقة .. هي تخلت عنه وخدعته وهو كالأحمق مازال يحمل لها القليل من الحب !! .
_ حسن اتصل بزين شوفه فين لغاية دلوقتي مجاش !!
عقد حاجبه وهدر باستغراب
_ وإنتي عايزة زين ليه !
هتفت بامتعاض وابتسامة صفراء
_ يمكن عشان الشغل مثلا وعشان في ملفات عايزة اورهاله ضروري
قال في حزم ونظرة قوية
أشاحت بوجهها للناحية الأخرى متأففة بخنق فهي قررت منذ ما حدث بالأمس أنها ستحاول تجنبه وعدم التحدث معه بقدر الإمكان حتى تهدأ نفسها الثائرة منه .
اقتربت منه ووقفت بجواره وانحت للأمام بجزعة وفتحت الملفات ثم بدأت تتحدث وتشرح له الأمر بالتفصيل وكان هو بكامل انتباهه معها ولما تقوله ولكن انحرفت عيناه عن غير قصد واستقرت على حجابها المزحزح من الأمام فأظهر عن منطقة صدرها البيضاء العلوية ونظرا لأن الرداء الذي ترتديه لديه فتحة صدر واسعة قليلا فعندما انحت كشف عن داخلها !! استغرق الأمر ثلاث ثواني بالضبط حتى مد يده وسحب حجابها لأسفل جيدا ليخفي لحمها وهتف بغلظة صوته الرجولي
اعتدلت بسرعة وانتصبت واقفة ثم عدلت من حجابها وقالت في انفعال بسيط
_ وإنت تبص ليه أصلا !!!
ازاح نظره عنها وقال بوقاحة مبتسما
_ فرجة ببلاش .. متفرجش ليه !!
صرت على أسنانها بغيظ ولملمت الملفات فورا قائلة بقرف وهي تتجه نحو الباب
_ وقح !
وقبل أن تقبض على مقبض الباب وتفتحه تذكرت شيء فتوقفت والتفتت بجسدها ناحيته ثم اقتربت مجددا وجلست على المقعد المقابل له مغمغمة بمضض واختناق
_ عايزة اطلب منك طلب
اتسعت ابتسامته وأجابها بوقاحة وخبث أشد
_ إيه متفرجش تاني !!!
قالت بنظرة منذرة وهي تضبط ڠضبها
_ احترم نفسك ياحسن
تخلي عن وقاحته واخفي ابتسامته ليجيبها بجدية وخشونة
_ طاب قولي عايزة إيه
_ رفيف كلمتني وبتقولي إنها نفسها تاجي تشتغل هنا وطلبت مني احاول اقنعك وأخليك تقنع زين وكرم هي بتقولي إنكم رافضين فكرة الشغل بس أظن معندكمش حجة طالما هتشتغل معانا وقدام عينا وأنا هدربها وهعرفها كل حاجة
أصدر تنهيدة حارة وصمت لبرهة من الوقت ثم تشدق بصوت أجش
_ طيب هشوف
استقامت
وارسلت له ابتسامة وهي تهمس
_ شكرا
نظر لها بجمود ووجه خالي من التعابير فاستدارت هي وانصرفت وبعد أن اغلقت الباب وقفت خلفه تبتسم بسعادة داخلية حين استعادت توجيهاته الحازمة لها حول ردائها وقوي الأمل بداخلها أنها قد تكون أوشكت على تحقيق هدفها ! .
في تمام الساعة الثانية ظهرا ......
كانت بمنزل والدها وتجلس بجانبه على الفراش وبين ذراعيه في صمت حتى همست بعتاب
_ بس كان المفروض تقعد في المستشفى يابابا عشان تبقى تحت رعاية
متابعة القراءة