روايه بقلم ندى محمود توفيق
المحتويات
الدكاترة علطول
أجابها بصوت هادئ
_ ما إنتي عارفاني ياحبيبة بابا مبحبش أقعد في المستشفيات وأنا الحمدلله كويس دلوقتي وأمك ربنا يخليها لينا مش بتخليني اتحرك من مكاني من وقت ما جينا من المستشفى
ابتسمت له بحب وامسكت بيده تقبلها هاتفة
_ ربنا يخليكم لينا
_ عاملة إيه مع جوزك .. وهو عاملة إيه زين
سألها بابتسامة عذبة لتختفي ابتسامتها تدريجيا ويحل محلها العبوس ولكن سرعان ما رسمتها باحترافية وقالت بتصنع السعادة
كويس اتصل بيا من شوية وقالي إنه جاي في الطريق
أماء لها بالإيجاب ثم دخلت أمها وهتفت ضاحكة بمداعبة
_ مش هتكبري على الحركات دي يابت
همت بأن تجيب عليها ضاحكة ولكن رنين الباب أوقفها وأشارت لأمها التي همت بالذهاب لتفتح بأنها هي التي ستذهب وتفتح وقالت
_ خليكي أنا هروح افتح ده تلاقيه زين
_ في حد عندكم
فهمت مقصده حول هل يوجد نساء من اقاربهم أو معارفهم أتو لزيارة والدها وتمني الشفاء له أم لا فهزت رأسها بالنفي وتمتمت بصوتها الناعم
بدأ في نزع حذائه عنه وهو يغمغم بخفوت
_ طيب قوليلها إني جيت
خرجت أمها من الغرفة وهي ترحب به ترحبيا حارا ومدت يده تصافحه ففعل وهي يرد عليها ترحبيها به باحترام شديد ثم اصطحبته معها إلى غرفة زوجها وجلس معه بعدما عانقه وتمنى له الشفاء العاجل أما ملاذ فذهبت للمطبخ وبدأت في تحضير كوب شاي له فقد عرفت خلال الأيام القليلة منذ زواجهم أنه يفضل الشاي كثيرا وأكثر من أي شيء آخر وبعد دقائق قصيرة عادت لهم وهي تحمل الكوب على صينية صغيرة ثم وضعته أمامه على منضدة صغيرة الحجم وجلست على مقربة منه تتابع حديثة مع والدها الذي استمر لربع ساعة بالضبط ثم استأذن منهم بالرحيل ليوقفه أبيها هاتفا
أجابه بامتنان ونبرة مهذبة
_ ربنا يخليك ياعمي مرة تاني إن شاء الله .. معايا شغل في الشركة لسا مخلصتهوش والله
_ ماشي يابني مش هعطلك عن شغلك ربنا يعينك ويقويك
ودعه ثم انصرف ووقف بجانب الباب يرتدي حذائه لتلحق هي به وتقف خلفه تنتظره حتى ينتهي ويلتفت لها لتهمس بنبرتها الأنوثية الخاڤتة
أجابها بجفاء بسيط وإيجاز دون أن يكون في وجهه أي شيء من البشاشة أو جزء من انحراف شفتيه للجانب كابتسامة لطيفة
_ على الساعة 8 إن شاء الله
ثم فتح الباب ورحل فأغلقته خلفه ببطء وهي تأخذ نفسا عميقا بأسى وشجن فهو لن يجعلها تحصل على المسامحة منه بسهولة وكأنها لم تخطأ في شيء يستحق الخصام والعقاپ !! ....
كانت تجلس في الحديقة على نفس المقعد الهزاز التي تجلس عليه دوما تتأمل النجوم الساهرة وتسترجع ذكرياتها من أخيها وأمها وتحزن على الحال الذي هي فيه ثم تعود وتحمد ربها رغم كل شيء وتفكر إلي متى ستقطن في منزل الغرباء لابد من وضع الحدود لكل هذا وجال بذهنها فكرة أن تتصل بعمها ولكنها تعرف جيدا شړ زوجته وابنائه وبالأخص ابنه الأكبر الذي تهاتف عليها لسنوات ورفضته وكان هذا بداية المشاكل بينهم عندما وقف أخيها ضد عمه الجبار وطلب منه أن يبتعد عنهم تماما ويبعد ابنه عن شقيقته وإلا ستكون نهاية هذا الأمر سيئة .. أخيها !! أصبحت عاړية لا تجد الستار الذي كانت تستتر خلفه لم يعد هناك السند أو القصر المنيع الذي تلوذ إليه وتحمي نفسه داخله وهي متيقنة أنها ما دامت داخله فهي في آمان من شرور الناس .
اعتدلت في جلستها فورا حين رأته يقترب منها وهو يحمل في كل
يد كوب قهوة دافئة ثم اقترب وجلس على المقعد المجاور لها ومد يده لها بكوب القهوة الثاني فأخذته من يده وهي تبتسم بحياء واضطراب من ملامح وجهه الصارمة على عكس طبيعته مع الجميع
وليس معها فقط فساد الصمت بينهم للحظات وكلاهما يحتسي من كوبه في صمت حتى أتاها صوته القوي وهو يقول
_ عدى اسبوع واستنيت تاجي وتقوليلي بنفسك مجيتيش .. ليه مقولتيش إنك عارفاه لما شوفتي صورته في اوضتي !!
قيد لسانها وأصابها الارتباك والقليل
متابعة القراءة