روايه بقلم ندى محمود توفيق
المحتويات
أنا إمبارح قلقت لما لقيته متصل على تلفوني وقالي إنك مبترديش عليه
_ آه تلفوني كنت عملاه صامت عشان كدا مسمعتهوش
هبت واقفة وقالت بصوت رخيم قبل أن تستدير وترحل
_ طيب ياحبيبتي .. يلا قومي عشان تفطري معانا
أماءت لها بالموافقة وانتظرت حتى انصرفت لتأخذ هي بدورها شهيقا وتخرجه زفيرا بارتياح فقد حالفها الحظ واستطاعت خداع أمها فهي لا تتوقع ردة فعلهم إن علموا بكل شيء وما فعلته مع زوجها قبل الزواج والظروف التي تزوجوا فيها وكيف أن كلاهما خدعوهم بقصة العشق النقي الذي كان يضمره لابنة عمه وانتهى به المطاف إلى طلب يدها من عمه والزواج منها !! .
كانت كل من رفيف هي وأمها وكرم يتناولون طعام العشاء والصمت يهيمن عليهم جميعا حتى اخترق هو فقاعة الصمت بسؤاله عندما انتبه لمقعدها الفارغ
_ امال شفق منزلتش ليه تاكل
أجابت رفيف قبل أمها في ابتسامة تضمر خلفها الخبث
_ قالت إنها مش جعانة
تبادلت النظرات المتشابهة مع والدتها وكلاهما يبتسم بلؤم فبعد أن عادت تسألها رفيف مجددا نجحت وحصلت على موافقتها .. ورفضت تناول الطعام معهم خجلا من البقاء معه على نفس الطاولة نقل نظره هو بينهم مستغربا وغمتم بحيرة
هنا تولت هدى هي الدور حيث تنهدت بعمق قبل أن تبدأ في الحديث بشيء من الجدية الممتزجة بالسعادة
_ شفق وافقت
رفع حاجبه متمتما بريبة تحمل القليل من الشك
_ بالسرعة دي ! .. ماما أنا وافقت بس قولت بشرط إنكم تدوها فرصة براحتها تقرر وبعدين تقول موافقة أو لا ومعنى الكلام ده أنكم متضعطوش عليها
_ واحنا مضغطناش عليها ومش هنغصبها مثلا على الجواز .. احنا قولنا ليها الصبح و رفيف سألتها تاني من شوية لو قررت أو لا فقالت موافقة
_ وهي كدا لحقت تقرر صح مثلا !!
هتفت هدى بشيء من الڠضب والانفعال
_ وإنت مالك مدقق وعايزاها تاخد وقت تفكر فيه ماهي فكرت وقالت موافقة وخلاص خلص الموضوع
_ عشان ده جواز مش لعب عيال وأنا مش عايزها تاخد قرار متسرع وټندم عليه بعد كدا كفاية إني وافقت مضطر بسبب إصرارك فمش هيبقى أنا وهي .. ادي لشفق فرصة تاني ياماما ومتقوليش نكتب الكتاب علطول لإني هصبر على الاقل أسبوع لغاية ما تبقى هي متأكدة تماما من قرارها بعدها نبقى نكتب الكتاب
_ كرم عنده حق ياماما خليها تاخد وقت براحتها تفكر فيه مرة واتنين وتلاتة وبعدين يبقى يكتبوا الكتاب
قالت مغلوبة على أمرها عندما وجدت الضغط من كلاهما وأنهم لا يؤيدوا فكرتها مطلقا وشعرت في قرارة نفسها بأنهم قد يكونوا على حق
هب واقفا بعد أن انهى طعامه واقترب منها ثم انحنى وقبل رأسها بحنو هامسا في صوت يبعث في النفس راحة وسکينة
_ تصبحي على خير ياست الكل .. عايزة حاجة
استطاع رسم ابتسامتها الامومية المحبة له وامسكت بكفه الذي فوق رأسها وانزلته لتقبله بحنان متمتمة
_ عايزة سلامتك ياحبيبي
اتجه نحو شقيقته وطبع قبلة سريعة على رأسها أيضا ثم اتجه لغرفته ليخلد للنوم ويستعد لصباح يوم جديد مليء بروتينية العمل التي لا تنتهي !! .
كان جالسا أمام التلفاز يشاهد إحدى قنوات الأخبار وهي بجواره تعبث بهاتفها تتصفحه كانت عيناه معلقة
على شاشة التلفاز وعقله بعالم آخر مشغول بالتفكير وبين آن وآن يلقي نظرة إليها فيجدها مندمجة في هاتفها جدا فيتنهد بقوة شبه متأففا وبعد لحظات طوال من التفكير غمغم في هدوء تام
_ احكيلي ياملاذ كل حاجة عن خطيبك قابلتيه إزاي وفين
توقف إبهامها الذي يتحرك على شاشة الهاتف التي تعمل باللمس واخترق كلامه مسامعها فأصابها بالذهول وتجمدت على حالها فآخر شيء كانت تتوقع أن يسأل عنه في يوم من الأيام هذا الشيء الذي يدعى بخطيبها السابق هل هو بالفعل مستعد لسماع كل شيء دون أن يفقد أعصابه أو يزداد كرهه لها انتفضت جالسة على أثر صوته الخشن
_ ملاذ !!
_ هااا .. بس إيه اللي جاب الموضوع
ده على بالك دلوقتي !
تمتم بثبات ملحوظ ونظرات ثاقبة
_ عادي حابب أعرف كل حاجة ولا إنتي عندك مانع !!
هزت رأسها بالنفي في توتر وحاولت ارتداء لباس الشجاعة وأن تقص عليه كل شيء دون كڈب لعلى يكون هذا جزء يساهم في استعادة مافقدته وهو ثقته قالت بابتسامة مرتبكة
_ لا طبعا معنديش مانع بس إنت مستعد إنك تسمع حجات أكيد مش هتعجبك !
_ لو مكنتش مستعد مكنتش هسأل
أخذت شهيقا ارتفع معه صدرها قليلا ثم أخرجته زفيرا متمهلا وتبدأ بالسرد قائلة
_ هو كان قريب واحدة صحبتي وفي مرة طلعنا أنا وهي وروحنا مطعم فهي وماشية جه
متابعة القراءة