روايه ادم بقلم زينب سمير

موقع أيام نيوز


تنظر للاسفل بكل هدوء وبرود
شخصيه تستدعي اهتمامك لتتحدث معه وبالفعل بعدما نظف حلقه هتف بجدية
_ادم باشا...
لم يرد عليه ولم يرفع عينيه حتي
مما جعله يتحدث مرة اخري
_السكوت مش هيفيدك ياباشا صدقني الافضل تتكلم وتقول الحقيقة لو في ... واحد زيك الكل عارفة هيكون في مساعدة جامدة ليك علشان نعرف ندور علي الدليل اللي يخرجك منها العدالة مش هتسيبك لو فضلت ساكت والتهمة ثبتت عليك

انهي حديثه ذلك وصمت وهو يطالعه باهتمام منتظر منه اي رد فعل وبالفعل رفع الاخري عينيه ذات النظرات العميقة وطالعه بهدوء كانت نظرات صامتة ... هادئة ... موترة وليست متوترة عينيه كانت تتحدث بالكثير لكن ليس أي شخص يستطيع قرائة العيون خاصة عيون كعيون...ادم
ظل يرمقه بتلك النظرات للحظات كثيرة قبل أن يخرج صوته الرجولي بكلماته الهادئة
_الكلام مش هيفيد لو قولت اللي حصل والدليل كان ضدي والطب الشرعي يبقي مستحيل حد يصدقني لا حضرتك ولا العدالة ولا حتي الناس احنا بنتعامل بمبدأ اللي تشوفه العين صح واللي يحسه القلب غلط وما دام دا مبدأنا كلنا يبقي كلامي مش هيفيد
اجفلت كلماته رشادللحظات لكنه هتف رغم ذلك
_اتكلم حتي لو محدش هيصدقك ... سكوتك هيخلي موقفك صعب
هتف بصوت حازم
_مفيش حد اكتر مني هيبقي مهتم اني اخرج من هنا اكيد ف لو انا عارف اني لو اتكلمت هطلع كنت اتكلمت لكن أنا ل دلوقتي مجاش وقتي علشان اتكلم
بتلك اللحظة ارتفع صوت طرقات علي الباب ليسمح رشاد للطارق بالدخول ليدخل أحد العساكر ويقدم التحية العسكرية ثم يهتف
_المحامي ماجد عبدالله عايز يقابل ادم بيه
نظر رشاد ل ادم منتظر رده الذي بدوره نظر للعسكري وهتف بجمود
_قوله زي ما قولت ل غيره اني مش عايز اقابل حد دلوقتي
اؤما الاخري ب حسنا وأدي التحية مرة أخري وخرج
بينما عاد ادم بنظراته للاسفل يطالع الارضية بشرود وتركيز...عميق
الفصل الثاني 
كانت تلك الأحداث تدور في يوم الاثنين من الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل حتي الآن...الساعة الثالثة عصرا حيث توترت الأجواء في المشفي الخاص العسكري التي انتقل لها جسمان عامر علوان في مساء الأمس والتي ما زالت قابعة داخل ثلاجة المۏتى ولم يتم تشريحها ل اعلان الخبر الرسمي والنهائي أن المۏت كان نتيجة طلق ڼاري في القلب مباشرتا أو يبعد عنه بمجرد سنتيمترات بسيطة
كان يحيي من تولي أمر ذلك المشفي وهو يوصي بعض الأشخاص علي الاهتمام بالموضوع والترقب لما يحدث وخاصة إذا جاء الطبيب دون معرفته ودون حالة الوفاء خاطئة فقد يستغل أحد الأعداء تلك الفرصة للانتهاء من آدم نهائيا
بينما هيثم لم يترك مكتبه حتي الآن رغم علمه أن في منزله يقام حداد بسبب ذلك الخبر القاټل
حيث في منزل عائلة الجيزاوي الرئيسي
منزل من الأثريات الرائعة كان ك كنز توارثته شباب العائلة واحدا تلو الأخري حتي اختصر اليوم علي أبناء عاصم الجيزاوي دون ادم
الذي اثر أن يجلس وحيدا بعيدا عن الجميع رغم حب زوجه ابيه له بل بالاختصار عشقها له
داخل ذلك المنزل كانت تجلس تلك السيدة علي أحد الارائك والحزن يسيطر عليها بشدة هي تعلمه جيدا وتعلم أنه من المستحيل أن يفعل ذلك لا تدري ما سوف يحدث معه لكنها تثق بعدالة الله
لذلك لاطمئنان يسيطر علي قلبها رغم حزنها الشديد عليه
في ذلك الثناء دخلت خلود للغرفة التي تجلس بها والدتها وتوجهت لمكان جلوسها وهي تقول بحزن علي حال والدتها
_ياماما انتي من الصبح قاعدة كدا حرام عليكي قغدتك دي ادم مش هيحصله حاجة متخفيش الأمر كله بس عايز وقت وبعدين كل حاجة هتبقى تمام
خرج صوت السيدة حنان بحزن
_السمعة برضوا يابنتي هتتأثر انا خاېفه علي نفسيته بعدين انا متأكدة أنه هيطلع لأنه مستحيل ېقتل بس الكلام الكتير دا هيدمره
هتفت خلود بزهول من حب امها لشقيقها من ابيها
_انا دايما بتصدم من حبك ل ادم رغم...
وصمتت ولم تكمل حديثها
ل ترد حنان بدلا منها
_رغم أنه ابن جوزي وضرتي...بس برضوا متنسيش أنه ابن الزوجة الأولي ياخلود يعني هي مخطفتش جوزي مني ... عاصم اتجوزني علشان اربي ابنه ومعرفني دا من الاول وانا كنت اكتر واحدة شاهده علي حبه ل رقية دي برضوا صحبة عمري وبنت خالتي انا ربيت ادم علي أنه ابن اختي وصحبتي مش ابن مرات جوزي علشان كدا مكرهتوش وعاصم بتعامله معايا الكويس ساعدني اني احب ابنه وافضل ادعي لمراته بالرحمة
ردت خلود بحب لوالدتها
_طيبة قلبك دي اللي خلتنا كلنا نحب ادم ونحترمه ياماما
حنان
_اخوكم قدملكم كتير ياخلود شال همكم بعد مۏت بباكم ومعترضش ابدا ... مش انا اللي خليتكم تحبه هو اللي حببكم فيه
ثم رفعت يدها عاليا في السماء وهي تقول بتمني
_ربما يفك كربه يارب
لتردد الاخري خلفها
_يارب ياماما....يارب
في منزل في حي السيدة زينب
منزل بسيط للغاية في ذلك الحي عرف عن صاحبه بالحكمة والموعظة الحسنة رجل خط الشيب رأسه ورغم ذلك تجده بعمر الشباب صحته دائما بخير
 

تم نسخ الرابط