البريئه بقلم lehcen tetouani

موقع أيام نيوز

ثوبي على الأقل 
لكني لم اجده لا بالصالة ولا بغرفة نومنا
يبدو أنه خرج للشرفة لكن الجو عاصف يومها وكأنه يغسل احزانه بالخارج أو ۏجع مدفون لايعلم به أحد
لحسن التطواني دخلت للغرفة التى أشار لي عليها سابقا واقفلت الباب 
من خۏفي وبدلت ثوبي المتسخ من الجلوس على قارعة الدرج فالوقت متأخر جدا
وتكورت على نفسي ونمت وحيدة من فرط التعب لا أريد شيء لا أريد أن أعرف كنت أريد أن ارتاح وأنام مطولا فقط
وكأنني عائدة للتو من حرب بتر بها أعز مايجعلني على قيد الحياة الا وهو قلبي
وعندما اشرقت الشمس شعرت وكأنني بشقة مهجورة ليس بها أحد غيري لبست وفتحت الباب ورحت ابحث عنه لم اجده مطلقا لابد أنه نزل لشقة الوالدة
تجهزت لأعود لبيت والدي لإنه كان صعبا أن أخرج بالليل وحدي البارحة فنزلت الى شقة الخالة لكي أودعها على الأقل فوجدتها تعد الحليب للصغيرة بخطوات متعبة تمشي بالمطبخ وصرخات بحر بالغرفة تبكي بحړقة
لقد أوجعتني صرخات الطفلة وعلقت بروحي وتعثر هذه الجدة الحنونة التى بالكاد تستطيع المشي لا يوجد من يعتني بهما كل شيء بدى بارد وموحش هنا وكأن لاحياة بهذا المنزل
القيت تحية الصباح عليها بعد أن وضعت حقيبة صغيرة بها بعض ملابسي على أسفل الدرج
فقلت لها دعيني أكمل إعداد الحليب عنك فإنك تبدين متعبة!
لم تسالني أي شيء lehcen Tetouani 
فقلت اذهبي وارتاحي يا أمي

وعندما لمحڼي استدار ومسح دموعه على عجلة خوفا أن ألمحه فوضع الصغيرة من يده وهرب للخارج
لا يبكي الرجال إلا للشدائد أي ألم يسكن قلب هذا الشاب 
كم من الحب يكن لفقيدته ويحن للطفلة هل سمعتم عريس يبكي بصباحية عرسه آي ۏجع دخل لهذا البيت حتى غدى كل سكانه بهذا الألم
كم كنت أريد أن يجيبني أحد ولكن كنت كمن وقع ببئر عميق مدركة أنه لم يسمعني أحد سكت كل الكلام
حملت الصغيرة حاولت اعطائها زجاجة الحليب لكنها تبكي بحړقة وكأنها خائڤة مني ناولتها لجدتها حملتها وهدأتها 
واعطتها الحليب فسكتت أخيرا
لم استطيع رغم ماقاله لي يوم أمس بعد الندم
أن أغادر بعد كل مارأيته من ۏجع هنا حل بهم الجميع فتراجعت عن قراري فورا وصعدت الشقة وأعدت حقيبتي 
وملابسي للخزانة لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا سامحني يا الله أخاف أن اظلم أحد بوجودي ڠصبا عنه
أيام عدة مرت ونحن كالغرباء تحت سقف واحد! 
لايحادثني ويهرب دوما عند وجودي وبتحاشى التقاء نظره بنظري إذا أراد أن يقول أي شيء يخص البيت والطفلة 
ادركت حقا أنه لن يتزوجني وأنه جاد بما قاله لي
وصارت الصغيرة تتعود علي شيئا فشيئا حتى صارت تضحك لي فبضحكاتها كانت تنسيني همي وتعبي وغربة الروح بهذا البيت الهادىء وكنت أخذها لشقتي دومت وصرت اعتني بها واحممها باستمرار والبسها واسرح شعرها الخفيف واهتم بنظافة البيت بادواره الاثنان
واشتريت القليل من شتلات الورد والزينة والجوري 
وزرعتها بحديقة البيت الخارجية وكنت أداوم على رعايتها 
وسقايتها حتى تفتحت منها الآزهار بألوان زاهية ورائحة فواحة
فرحت الخالة جدا وكانت تحب أن تشرب القهوة معي هناك
إذا نسمات عليلة وزقزقة العصافير تنسيك همك
لقد حاولت أن تدب الحياة ولو قليلا بهذا البيت 
لكنها مرضت بعد شهر ولازمت الفراش
......... بعد شهر مرضت الخالة ولازمت الفراش كنت أحاول أن اعينها لتخرج للحديقة لتنعم بشيء من الآوكسجين
و اهتم بها وببحر معا وأنام بغرفتها خوفا أن تحتاج لشيء وأنا بالاعلى بشقتي كم ذكرتني بمرض أمي وكل تلك التفاصيل
أما هو كان يدخل بهدوء يراني احتضن بحر واغط بنومي والخالة نائمة ثم يغلق الباب بعد أن يقترب ليقبل رأس الصغيرة لكني كنت أمثل النوم غالبا فكنت أشعر بأنفاسه عندما يقبل رأسها ويتأملنا معا لكن كبريائه يمنعه من الإقتراب مني ليكمل ما اتفقنا عليه أمام والدته
كان يحبها جدا وبنفس الوقت أحيانا أشعر أنه لايريد أن يسمع بكائها بالبيت لاأعلم السبب تناقض غريب لابد أنها تذكره بفقيدته
مضى شهرين ونحن على نفس الحال ويوما كنت قد انتهيت من تقديم الفطور للجدة وصعدت أحمل الصغيرة لاحممها بشقتي وإلتقينا على الدرج وهو يهم بالنزول لعمله فقال بعد أن اقترب ليقبل الصغيرة كالعادة
فقال إياك أن تتعلقي بالصغيرة كثيرا سيأتي يوما واضعها بدار الأيتام أو ..
شل تفكيري ماقاله وكأنه اطلق رصاصة غادرة
تم نسخ الرابط