تحت الټهديد بقلم منه ممدوح محمد

موقع أيام نيوز


حاجة موجودة فيها وللحظة لمحته.. 
خارج وماشي بهيبة رهيبة
بيتكلم في التليفون ومشغول فيه 
مكشر شوية بيرفع إيده يعدل بيها شعره الاسود الناعم وبيرجع يملس على دقنه النابتة
اتجمدت مكاني وحسيت إن روحي اتسحبت زي الغريق
ودقات قلبي بقت عالية بطريقة رهيبة
عينيا مركزة عليه
مش مستوعبة أنه قدامي فعلا بعد السنين دي كلها!

حسيت إن شخصيته اتغيرت
من سليم الشاب المتهور اللي كان عمره ٢٠ سنة بس
لشخص بقى راجل متكامل بمعنى الكلمة
جذاب ووسيم وملامحه رجولية بشكل!
حسيت ببرودة وصلت لأطرافي لما لقيته بيقرب مني
اتوترت
معقولة هيفتكرني
وإيه هيكون رد فعله بعد السنين دي كلها لما يشوف البنت اللي كانت السبب في شقلبة حياته وغربته قدامه
وللحظة لقيته بيعدي من جمبي
من غير ما ياخد باله مني حتى! 
ولكنه أخد روحي معاه
غمضت عيني بتلذذ وأنا بستنشق ريحة برفانه اللي ملت المكان
مغرية ولذيذة لايقة عليه تماما متكامل في كل حاجة حتى ريحة برفانه! 
الحقيقة حسيت براحة مؤقتة على قد ما قلبي وجعني إنه مقدرش يميزني على قد ما ارتاحت لإني مكنتش قد المواجهة الحالية ولا إني أقف قصاده! 
ولكن فرحتي مكملتش لما جه صوت عالي من جنبي وهو بيقول
_آسف على التأخير يا منة هانم
غمضت عيني وأنا بتمنى أنه يكون عدى وبعد ومسمعش اللي اتقال ولكن للأسف مش كل حاجة بنتمناها بتتحقق لأنه سمع فعلا وقدر يميز الاسم اللي اتردد في دماغه اتلفت بسرعة ناحيتي وأنا واقفة مكاني بړعب ولكني مقدرتش أقاوم فضولي واتلفت ناحيته عشان اتأكد وللحظة اتلاقت عيوننا! 
كان أول لقاء بينا من سنين بعد ما كبرنا وكل حاجة فينا اتغيرت حتى شخصياتنا واهتماماتنا بس اللي متغيرش هو حبي ليه لكنه بالعكس كان بيزيد مع الوقت.
ملامح الصدمة كانت باينة عليه عينيه اللي وسعت وهو بيتأملني بدهشة واضحة من فوق لتحت وأنا واقفة مكاني متجمدة مش قادرة أبعد عيوني عنه قد إيه كان حلو بشكل من قريب!
دقات قلبي العالية كشفت عن عشقي وهوسي بيه ولكنه كان حاجة شبه مستحيلة بالنسبالي. 
وقبل ما يتحرك ناحيتي كنت سيبته وجريت ناحية العربية.
_اطلع بسرعة يا عم سعيد اتأخرت
دخلت العربية وفعلا قبل ما يستوعب كانت العربية اتحركت بيا وأنا بتأمل ملامحه المصډومة من ورا الازاز الداكن وكان جوايا خوف كبير من المواجهة اللي بعد كده.. 
مقدرتش أركز في محاضرات خالص طول الوقت كنت قاعدة سرحانة فيه وفي عيونه الحادة مكنتش أعرف إنه مجرد نظرة لثواني هتشقلب حالي بالشكل ده! 
ورغم الارهاق اللي كنت فيه بس رفضت أروح بدري عشان مصادفهوش تاني وفضلت قاعدة في جنينة الكلية مع صحابي اللي محدش فيهم عارف بإني متجوزة أصلا فما بالك لو متجوزة من سليم الشهاوي! 
وصلت أخيرا البيت اتحركت لجوا وأنا بتلفت حوالين نفسي بتطمن أنه مش موجود وتقريبا ماشية على أطراف صوابعي.. 
_بتهربي من حد
شهقت بفزع لما سمعت صوت رجولي جاي من مكان معين اتلفت فلقيته واقف مربع إيديه وساند على الحيطة.
وقفت مكاني وفقدت النطق تماما فقرب مني بخطوات بطيئة مهلكة وابتدت ريحته تداعب أنفاسي لحد ما وقف قدامي وهنا ظهر فرق الطول اللي بينا وكمل بنبرة موترة_حمدالله على السلامة يا زوجتي العزيزة..
يتبع... 
تحت_الت هديد
منة_ممدوح_البنا
الحلقة التانية
_مالك إيه اللي حصلك!
جري ناحيتي بسرعة وكان باين عليه الخۏف والقلق كنت واقعة على الأرض پتألم بعد ما اتكعبلت ونزلت برجلي على حجر حاد شوية فاټجرحت رجلي وابتدت تنزل ډم غمضت عيوني ونزلت دموعي پألم ڠصب عني فمسك هو رجلي واتفحص الجرح_اهدي اهدي متقلقيش حاجة بسيطة خليكي هنا وأنا هروح اجيب بيتادين وشاش وقطن وآجي بسرعة. 
هزيت راسي بماشي من غير ما اتكلم ومقدرتش أبطل بكا من الۏجع سابني وغاب لدقايق قليلة ورجع على طول مال قدامي وبعدين شالني مرة واحدة شهقت بړعب وڠصب عني لفيت دراعي حوالين رقبته وأنا ببص للأرض بعيون واسعة وبعدين بصيت لعيونه وهو بيضحك بشقاوة_هما بياكلوا أكلك ولا إيه أنا قولت أنت أتقل من كده بسماجتك دي
ضحكت من وسط دموعي ونغزته_والله ما فيه أتقل من دمك!
ضحك وحطني على الكرسي اللي في الجنينة وبعدين نزل على ركبته قدامي وابتدى يتفحص ركبتي بحنية عشان متألمش وبعدين بدأ يطهرها بالقطن والبيتادين وكل ما اتحرك پألم يطبطب على إيدي ويبصلي بنظرات بتطمني للحظة حسيت بإن حنيته سحبت روحي وأنا لسة طفلة مش مدركة لأي حاجة ولكن الحنية ليها تأثير في كل الأعمار وتأثرها بيكون سحري! 
لدرجة إني مقدرتش اتحكم في نظراتي العاشقة اللي كنت ببصله بيها. 
لف رجلي بالشاش ونضف الچرح كويس وبعدين رفع عيونه ليا وأخد باله إني بتأمله فابتسم ورفع إيديه مسح دموعي اللي كانت على وشي_متقلقيش كام يوم وهتبقي كويسة
ابتسمت وبدقات قلب سريعة_ أنا بقيت كويسة من دلوقتي
ابتسم وكإنه فهم اللي قصدته فصدمني لما وقف وبعدين سابني ومشي رغم إن تصرفاته كانت تلقائية وكإنه مثلا بيعامل أخته ولكن تأثيرها عليا كان شديد وللأسف احنا الاتنين مخدناش بالنا من سميرة اللي كانت واقفة هي وبابا بيتابعوا الوضع من بعيد وسميرة بتهمس بحاجة لبابا خلته كشړ وجه ناحيتي بملامح مليانة عصبية وللحظة مسك دراعي پعنف ومراعاش چرح رجلي اللي كان بالنسباله حاجة هينة ودلع بنات_ابن الشهاوي بيعمل إيه جمبك!
ارتبكت من الصدمة_ده كان... 
قاطعني بغضب_ولا كان ولا مكانش مشوفكيش قريبة من الواد الصايع ده تاني أنت فاهمة
هزيت راسي كذا مرة بدموع فنفض دراعي بقسۏة وسابني ومشي وكان شتان الفرق بين قسۏة بابا وحنية سليم اللي كانت حتى في عيونه! وكانت كفاية توقعني في حبه مېت مرة..
الحاضر
بصتله بتوتر وفقدت النطق تماما ارتبكت وابتديت ارتجف من جوايا بشكل مش ملحوظ بصيت لعيونه الحادة اللي كانت مغلفة بمشاعر كتيرة أولها الاندهاش وآخرهم الڠضب كإنه كان مش قادر يصدق إن الطفلة اللي سابها وسافر من سنين هي الأنثى اللي قدامه دي! 
خۏفت اكتر لما قدرت أميز إن سليم لسة مجروح من الوضع اللي اتحط فيه زمان وجرحه ما داواهوش الوقت.. 
_سليم... آآآ حمدالله على سلامتك
_مش شايفة إنها متأخرة شوية
كان لازم تتقال الصبح مثلا ولا إيه
كانت نبرته ماكرة بس بيتكلم ببساطة بعد ما فك عقدة إيديه وحطها في جيب بنطلونه الاسود اللي لابس عليه هايكول اسود مع جاكيت جلد اسود! 
للحظة استغربت إيه كمية السواد اللي هو لابسها دي بس الحقيقة اللون مديله جاذبية فوق جاذبيته اللي مهلكة لوحدها.. 
الحقيقة أنا كنت متأخرة.. 
_متأخرة ولا خاېفة.. 
بلعت باقي كلامي وبصتله بدهشة ولكن عرفت أمثل القوة_وهخاف من إيه
_مني مثلا
رفعت إيدي وملست على رقبتي بتوتر_لا خالص هخاف ليه!
_مبتعرفيش تكدبي
بس غريبة كدبك مكشوف دلوقتي ويتميز زمان كنت ممثلة هايلة الظاهر إنك مبتتدربيش بقالك كتير ولا أنا اللي بقيت حافظك
عرفت هو بيلمح لإيه كويس فنزلت راسي بحزن وابتدت عيوني تتملي دموع فصدمني لما رفع وشي بإيديه بيتأمل في عيوني بقوة قربه مهلك ونظراته مهلكة حسيت إن كل قوتي بتضيع بين إيديه.
_بتنزلي عينك للأرض ليه
ما أنت قبل كده كانت عينك مفيش اوسع منها!
مسكت إيديه اللي قابضة على دقني واتكلمت برجاء_سليم...لو سمحت
بص على إيدي شوية ورجع على عيوني اللي كنت بحاول ابعدها عنه بأي طريقة وللحظة
 

تم نسخ الرابط