روايه أخطائي
المحتويات
هتوصليني ولا اخد التاكس
هوصلك طبعا بس الأول استنى قالتها وهي تخرج علبة مغلفة من حقيبتها وتخرج منها رابطة عنق تناسب تماما لون بدلته جعد هو حاجبيه الكثيفين وسألها
أيه ده
اجابته بعفوية
دي Neck tieعلشان تكمل الشياكة
ضړب كف على أخر وقال بخفة وهو يعقد حاجبيه
ياااه على سوء النية وأنا اللي كنت مفكرها كرڤتا
قلبت عيناها وأكدت وهي تقلد طريقته
اعتلى حاجبيه وأخذ يهندم من ياقة قميصه قائلا بغرور مصتنع لا يليق عليه
عارف أنت فكراني جاهل ولا أيه أنا بكالوريوس تجارة أد الدنيا واخد كورسات وبتكلم لغتين لبلب بس أنا بس اللي بحب اتواضع علشان معقدكيش
اتسعت بسمتها وهزت رأسها هامسة بمشاكسة
عارفة انك جامد وشكرا لتواضعك يا سيدي ممكن بقى تلبسها
لازم تتعود عليها علشان بعد كده لبسك كله هيبقى Formal
هز رأسه بعدم اقتناع لتتكرر هي بإصرار
حمود بلاش تلكيك لازم تلبسها
زاد مناقرتهم ومشاكستهم لبعض مما جعل شهد تطالعهم وهي تدعو الله بسرها أن يجمعهم معا ويكلل ذلك الحب بينهم بنهاية تليق بنقاء قلوبهم
انتشلها صوته الأجش من شرودها
حانت من شهد بسمة حانية وقالت بخفة
اسمع كلام البنية وبلاش تتعبها معاك وانا هروح اۏلع شوية بخور علشان يخزي العين قبل ما تنزل
بخور كمان انتو عايزين مني ايه
قالها وهو يضرب كف على آخر و يرى شقيقته تدخل للمطبخ وتقهق على مشاكسته بينما هي كانت تطالعه بنظرات حالمة زلزلت قاع قلبه ككل مرة وجعلته يرتبك قائلا
أنا هعملهالك وأبطل حجتك
وقبل
أن تحصل منه على رد كانت تشب على طرف حذائها كي تضعها حول عنقه ثم وقفت أمامه تركز نظراتها على ما تفعله بينما هو أغمض بندقيتاه بقوة وهو يلعن تلك الرائحة المسكرة التي تفوح منها وزحفت لكل حواسه اسكرتها وجعلت تلك المشاعر المستترة بقلبه تتأجج شيء فشيء وتدفع تلك الأفكار التي لا تشبهه بالمرة برأسه وتتراءى أمام عينه وتجعله يمني نفسه لو يجوز تحقيقها
وحين انتهت شبت أكثر كي تعدل من موضعها تحت ياقه القميص دون أن تعي أن ذلك يكاد يفقده صوابه ويزعزع بحدود منطقه ويضرب به عرض الحائط فكم كان يود أن يلبي رغبة قلبه الآن له ولكن عقله ومنطقه لا يجيز ذلك بتاتا رفعت هي فيروزتاها اللامعة له حين انتهت لترى نظراته تنطق بذلك الشيء الذي لم يجرأ إلى الآن أن يبوح به لترسل له هي بعيناها إشارات مطمئنة تخبره بها أن هو كافة أمنياتها و مالك قلبها.
بلاش تبصيلي كده مش عايز اڠرق في بحر عنيك...
توردت تحت وطأة نظراته وهمست بخجل وهي تلملم خصلاتها وتضعها خلف أذنها
على فكرة أنت ڠرقت وخلاص
اضطربت أنفاسه وحاول جاهدا أن يتعقل ولا ينخرط وراء تأثيرها ويستعيد ثباته وهو يدعي عدم فهم تلميحها
والمفروض أفهم من كده إيه
تنهدت بسأم من إنكاره الدائم ولكن بالطبع لم تيأس بل بادرت كي تحثه على البوح
مهما حاولت تداري عيونك ڤضحاك و قالت كل اللي جواك يا حمود مش لازم تنطق بيه كفاية إني حساه
حانت منه بسمة صافية رائقة من تفسيرها الذي راقه كثيرا واشعره كونها تتفهمه بشدة وتحترم قناعاته ليهدر مشاكسا وأحد حاجبيه يعتلي بتسلية
مش عارف ليه حاسس أني بتدبس بشياكة
اشتعلت فيروزاتها وناغشته بنبرة مشاكسة تشابه خاصته وهي تتأبط ذراعه
أنا مش بدبسك انا بس عايزة اطمنك ان مفيش مفر وهفضل لازقة فيك العمر كله
قهقه بكامل صوته الرجولي الخشن بضحكة خطفت قلبها وجعلتها تتيقن كونها سقطت بحبه ربما للمرة الألف بعد المائة بينما هو ألتقطت نظراتها من جديد وهدأت ضحكاته قائلا
كي يفض ذلك الحوار الذي يشعر أنه لو طال أكثر من ذلك سيخر أمام تأثيرها ويضرب بكل شيء عرض الحائط
طب يلا نهرب من شهد قبل ما تولع البخور وتخنقنا بريحته وبعدين انا مش عايز اتأخر في أول يوم شغل.
أومأت له بطاعة ليغادرو المنزل بخطوات متعجلة يسبقها ضجيج قلبهم معا لمبادرتهم أول خطوة في طريق سعيهم لذلك الحلم البعيد.
أما هي فقد كانت تقاوم كل شيء يذكرها به تحاول أن تصمد من أجل أطفالها اولا ثم ذاتها فقد كانت تشعر براحة عارمة وكأن عبء ثقيل كان يكمن فوق أعتاقها وانزاح عنها فلم تعد تتكبد العناء كي ترضي أحد كما كانت تفعل في سابق عهدها بل اصبحت تهتم بذاتها وتفعل كل شيء لإسعادها فقد علمتها الحياة أن لا تنتظر أحد أن يمنحها السعادة بل لابد أن تجلبها هي كي تكافئ بها ذاتها عن كل ما كابدته وهي فروض الولاء
متابعة القراءة