روايه أخطائي
المحتويات
وكلنا جنبك ومش هنسيبك
هزت ميرال رأسها بقوة تؤكد على حديث نغممن وقفتها بأحد الأركان فلم تستطيع الاقتراب مثلهم بعدما شهدت على اڼهيار صديقتها ولم تتحكم في دمعاتها الجارية التي تساقطت قهرا لحزن صديقتها.
بينما ثريا ظلت تشدد عليها بين احضانها تهدئها وتدعوا الله بسرها أن يرأف بها وبأنين قلبها وينير بصيرة ولدها.
رهف ألحقيني
قالتها بتأزم جعل رهف تتساءل بقلق
في ايه يا سارة
أجابتها وهي تجلس مواجه لها
في عميل كان طالب تجهيز مكان وبصراحة بقاله أزيد من تلات شهور بأجل فيه وكل ما حد يروح يعاين المكان يرفض يشتغل فيه
تساءلت مستغربة لتجيبها سارة بعمليه
مش ده المهم ...تأهبت رهف بنظراتها لتستأنف الأخرى
مش هينفع اعتذر منه واجازف بسمعة الشركة وعلشان كده لما كلمني معترض على التأخير وعدته هبعتله اشطر مهندسة عندي...
زفرت هي وخمنت وهي تستند بظهرها على المقعد
اشطر مهندسة دي اللي هو انا مش كده
هزت سارة رأسها بنعم واسترسلت بثقة
ابتسمت رهف واجابتها وهي تلهو بقلمها
انا ملتزمة بكذا حاجة الفترة دي بس تمام هروح أشوف المكان وبصراحة الفضول هيموتني علشان اعرف المهندسين اللي قبلي رفضوا الشغل ليه
تنهدت سارة براحة بينما هي بالفعل غادرت بواسطة أحد عربات الشركة واصطحبت معها العمال كي يأخذوا المقاسات المطلوبة كي تستعين بها في عمل مخطط يناسب العميل
الله ينور يا رجالة
ألتفتت لتتأكد بذاتها وهي مفحومة من تلك الصدفة العجيبة التي جمعتهم فمنذ زيارتها لمنزله برفقة سعاد قبل سفرها منذ أكثر من شهرين وهي تتهرب من ذلك الأعتذار التي تدين به ولا تعرف من الأساس كيف سيصدر منها أو تعبر عنه للآن...
معقول الصدفة دي يا بشمهندسة
ابتلعت ريقها واجابته بتحفظ دون حتى أن تكلف ذاتها عناء الابتسام من باب المجاملة
صدفة غريبة فعلا بس كل شيء ممكن يا دكتور...هي العيادة
قاطعها ببساطة وبحركة درامية وكأنه يفتخر بالأمر
ايوة أنا الدكتور البائس صاحب العيادة المنحوسة دي اللي محدش عايز يدق فيها مسمار لدلوقتي
قهقه العمال من حولها بينما هي تنهدت واجابته بكل عمليه
متقلقش بإذن الله هنبدأ الشغل في اقرب وقت
لا براحتكم انا مش مستعجل انا بحب الانتخة عادي وبصراحة حبيت قاعدة البيت
قهقهوا من جديد ولكن تجاهلت دعباته المستمرة وقالت وهي متمسكة بعمليتها وعرضت مقترحاتها
بص يا دكتور أنا عندي رؤية معينة للمكان لو حضرتك عندك وقت ممكن اشرحلك لو لأ هجهز تقرير وافي برسومات واعرضه على حضرتك
لوهلة جمدت خضراويتاه عليها حين باغتته هي بسأم
يا دكتور حضرتك معايا!
هز رأسه قائلا وهو يرفع نظارته الطبية و يدلك منحدر أنفه
اه...ممكن اسمع مقترحاتك
تمام
سارت بضع خطوات وتلمست الحيط الذي تأكله الرطوبة قائلة
حضرتك الحيطان كلها محتاجة تأسيس من تاني... وأنت اكيد عارف أن مشكلة العمارات القديمة كلها أن سقفها عالي وعلشان كده ممكن بعد التعديل ندهنه بلون غامق علشان يظهر اقل ارتفاع ويدي دفئ للمكان... لتؤشر بقلمها لأعلى وتستأنف
و التعرجات لو فضلت باينة في السقف هنستخدم اللون من غير لامعة... لتؤشر لأحد الغرف وتضيف
بالنسبة للأوضة الصغيرة دي هتدهن بلون فاتح علشان تبان اكبر وأوضة الاستقبال فهي واسعة كفاية هنوظف فيها المساحات ونعالج الفراغات على أد ما نقدر وطبعا
هيكون في ربط بين الألوان والفرش والخامات وكل ده تقديره بيكون حسب التكلفة اللي حضرتك بتعلمني بيها...
كان يستمع لها وهو منبهر بعمليتها فمن تقف أمامه للتو يقسم انها خلقت لتكون قوية صامدة وناجحة بكل المقايس لا تلك المرأة الهشة الضعيفة التي شهد على انكسارها فصدق من قال أن القوة الحقيقة تتولد بعد الأنكسار
يا دكتور حضرتك سمعتني
انتشله صوتها المنفعل وخيل له أنها على وشك أن تنقض عليه تفتك به لذلك رد بخفة كي يخفف حدة الحديث
بغض النظر عن كمية حضرتك اللي في الكلام بس تمام اعملي اللي شايفاه انسب
تنهدت بعمق وردت بإقتضاب شديد وهي تستشيط غيظا من طريقته
تمام
كبت ضحكته بصعوبة على ردود أفعالها وقال بملامح حاول أن تكون جدية
تمام...بصراحة متحمس جدا والثقة اللي بتتكلمي بيها خلتني متأكد أن النتيجة هتبقى هايلة.
يعني افهم من كده إني أخدت من حضرتك موافقة مبدئية
زفر حانقا وقلب عينه بملل من تلك الرسمية الممېتة التي تتحدث بها
متابعة القراءة