روايه أخطائي
المحتويات
اليأس لدرجة انها اصبحت منطفئة لا تتحدث فقط شاردة ودمعاتها تنهمر من عيناها دون حديث تحتضن ذلك الثوب الذي عثرت عليه بشنطة سيارته بيدها وكأنه كافة احلامها تتجسد به...
انتشلها من بؤسها
دلوف ثريا قائلة بحنو شديد
كل سنة وانت طيبة يا بنتي
رفعت سوداويتاها الذابلة لها وقالت وهي تكفكف دمعاتها و تنهض تعلق فستانها بداخل خزانتها
ربتت ثريا على كتفها بود وقالت ببسمة هادئة تواسيها
مش قولنا بلاش عياط حرام عليك نفسك يا بنتي
هزت رأسها واخبرتها بثبات واهي تحاول أن تجيده
أنا كويسة... و هبقى احسن
إن شاء الله يا بنتي ربنا هيصلح الحال
أومأت
لها نادين بحركة بسيطة تنم عن إحباطها لتتسأل ثريا
طيب ملبستيش ليه...البنات بره مستنينك...
قالتها وهي تطالع ثوبها الذي انتقته بنفسها لتلك المناسبة البائسة...لتجيبها ثريا بعتاب
حلو يا بنتي بس لونه غامق!
علشان اسود يعني...عادي يا ماما ثريا كده كده الأيام زي بعض عندي ولولآ ميرال ونغم أصروا عليا مكنتش وافقتهم على فكرة العيد ميلاد اصلا
وفيها ايه بس البنات كتر خيرهم عايزين يفرحوكي وبعدين محدش هيحضر غيرنا
بسمة باهتة لم تصل لغيوم عيناها وقالت بيأس
عارفة... بس مبقاش في حاجة تفرحني يا ماما ثريا اليوم اللي كنت بستناه من سنين بقى كابوس بالنسبة ليا و عمري ما اتخيلت انه هيمر عليا من غيره
تنهدت ثريا واجابتها بحزن حاولت أن تداريه كي لا تزيدها عليها
حقك عليا يا بنتي
أنت اللي حقك عليا يا ماما ثريا انا مدينة ليك بحاجات كتير أوي سامحيني إني حطيتك في موقف صعب بينك وبين ابنك
أنت كمان بنتي يا نادين
وبعدين ليك عليا أول ما ربنا يهديه ويرجع لقرصلك ودانه واخليه يتشحتف عليك علشان ترجعيله
حانت منها بسمة تمثل اليأس بها فكم تمنت لو أن يحدث ذلك فعلا ويعود لها ولكن كيف وهو للأن مازال يصر على عڈابها.
الله...الله مقضينها احضان وسيبنا ولا على بالكم
قالتها ميرال بعتاب و انتشتلتها بها من دوامة افكارها لتجيبهاثريا بعدما اخرجت نادين من أحضانها
لتتدخل نغمايضا قائلة بدهشة
انا اول مرة اشوف عيد ميلاد من غير تورتة
ابتسمت ثريا واجابتها
التورتة جاية في الطريق متقلقيش وتعالى يلا نطلع باقي الحاجة من المطبخ
انصاعت نغم لها وساروا سويا للمطبخ بينما تساءلت ميرال بقلق
أنت كويسة
أومأت لها بحركة بسيطة من رأسها لتخبرها ميرال بقلة حيلة
طب يلا نطلع علشان لازم أروح قبل الساعة عشرة...
دي اوامر محمد مش كده!
هزت رأسها بنعم لتستأنف نادين بمغزى
هو حد جدع اوي يا ميرال اسمعي كلامه علشان بيحبك بجد
تنهدت ميرال وتحدثت
انا عارفة انه جدع وبسمع كلامه في كل حاجة
لتنصحها نادين بأسى كي لا تقع بما وقعت هي به قبلها
حاولي تتفهمي طباعه وتتعايشي معاها واوعي تستهتري بخوفه وقلقه عليك
مطت ميرال فمها واجابتها بعفوية
بحاول بس هو صعب اوي زي مادة المحاسبة المالية كده اللي كنا بنتهزء فيها
حانت من نادين بسمة عابرة وقالت
لسة فاكرة
اه فاكرة وفاكرة أنك كنت اشطر مني علشان يامن كان بيذاكرلك
وعند ذكره جمدت معالم وجهها لتتلعثم ميرال
هيرجع...هو صحيح احنا لغاية دلوقتي منعرفش حاجة وكل محاولاتنا اننا نلاقيه مجتش بفايدة بس انا متأكدة أنه مهما بعد هيرجع علشان بيحبك ومستحيل هيقدر ينساك بالسهولة دي
هزت رأسها ببسمة ممزقة فوق شفاهها وبداخلها تشكك بحديثها وكأن الحب اختلف منظوره عند الجميع إلا هي ...لتستأنف ميرال
طب يلا نطلع لماما ثريا ونغم
أومأت لها نادين واتبعتها للخارج إلى أن وصلوا لحديقة المنزل التي أشرفت ميرال ونغم على تزينها بالورود والكثير من البالونات الملونة...اقتربوا ثلاثتهم منها وعايدوها بود وبمحبة خالصة لها ولكن هي كانت تبادلهم المعايدة ببسمة باهتة لم تصل لعيناها وكأنها فقدت معه سعادتها وكافة سبل الحياة...
ليجلسوا جميعا ويتبادلون أطراف الحديث حين دلفت تلك الفتاة هادئة الملامح التي تذكرتها من الوهلة الأولى تحمل بيدها علبة كبيرة تحمل أسم مطعمه الشهير تعلقت عينها ب ثريا التي نهضت تستقبلها بحفاوة كبيرة وتلتقط منها قالب الحلوى ثم دعتها لموقعهم قائلة
دي رقية يا ولاد شيف بريمو وهي اللي عملت تورتة نادين
حيوها الجميع لتدعوها ثريا للجلوس بمقعدها جانب نادين وتنشغل بأخراج قالب الحلوى من علبته و وضعه على الطاولة
لتقول رقية
كل سنة وحضرتك طيبة
اجابتها نادين بإقتضاب
مرسي اوي...
لتتسأل رقية
هو حضرتك مش فكراني
لم تجيبها نادين لتسترسل هي ببسمة هادئة
أحنا اتقابلنا في مطعم مستر يامن
تجمدت نظراتها في العدم عندما تذكرت ذلك اليوم التي احتد الحديث بينهم بسببها وتعمدت أن تثير اعصابه كي تفض غليلها منه كونه مدح تلك ال رقية أمامها ودب بحديثه نيران مستعرة بقلبها وحقا لم تجد مبرر للأمر حينها ولكن الأن هي تعلم علم اليقين أنها كانت تغار عليه منها ولذلك أخذت موقع هجوم.
انتشلها من دوامة أفكارها التي قذفتها بعيدا صوت رقية
ماما ثريا وصتني على التورتة بتاعة عيد ميلادك واصريت اجيبها بنفسي بتمنى تعجبك
ابتسمت نادين بمجاملة وشكرتها ثم تساءلت بفضول
المطعم اخباره ايه في غياب يامن
ابتسمت رقية بثقة واجابتها دون
متابعة القراءة