روايه أخطائي
المحتويات
واحد...أني حبلة يا حامد
اتسعت عينه وهمس بشدوه متسائلا
حبلة...حبلة...صوح ولا هتهزري معايا
لع صوح والحكيمة هي اللي جالتلي أني مكنتش واعية لحبلي وكنت مفوضة أمري لله ومهرضاش اعشمك واعشم حالي من تاني بس ربنا كريم
دمعت عينه فرحا ثم اتسعت بسمته
شيء فشيء وكأن عقله يستوعب تدريجا ما أخبرته به ثم صاح مهلل بسعادة عارمة وبرضا لا مثيل له وهو يكوب وجهها ويطالع عيناها الآسرة
ربنا يفرح جلبك كمان وكمان يا جلب جمر
أنت سبب هناي وفرحتي يا جمري وحامد ملوش ايوتها عازة من غيرك
ربنا يخليك ليا يا حامد وميحرمنيش منيك واصل
أمن على دعائها وتسائل بعدها
فين ابوي وامي علشان افرحهم
خرجت من بين يده وهي تتحسر على فرحته التي ستعكر صفوها حين تخبره ثم تلعثمت مترددة
هجولك الحج ...ابوك الحكومة جبضت عليه عشان طخ جوز نادين بعد اللي صابك
وابوي هيعمل إكده ليه!
لتشجع ذاتها كي تقص عليه ما حدث وما شهدت به ضد أبيه ورغم ثقتها به ومعرفتها أنه لايقبل بتضليل الحق إلا أنها كادت ټموت ړعبة من ردة فعله
اسبوع مر على الجميع بصعوبة بالغة فمازال هو على حالة السكون التي عليها مما انفذ آخر ذرة تعقل بها فكل يوم تتسلل لغرفته وتجثو بجوار فراشه تخبره بالكثير والكثير كي تخفف حمولة قلبها
فكانت تسترجع ذكرياتها معه وتلك المواقف التي لاتنسى بينهم تتوسله أن يعود لها وتبتهل لله بدعواتها وتخشع في صلاتها وبالأخير تغفى ودمعتها على خدها.
فكانوا يجلسون في تلك الغرفة التي أصرت البقاء بها داخل المشفى كي تجاوره. وبعد كثيرا من الاحاديث المطولة بينهم وبعد أن أفضت كل واحدة ما بجعبتها للأخرى كانت هي تسند رأسها على كتف نغم من جهة ومن الجهة الأخرى تتمسك ميرال بذراعها وتميل عليها بمؤازرة وكأن كل منهم تميل عل الأخرى كي تستمد القوة منها.
هايل مكنتش فاكر أنك هتقدري تنجزي كل ده في اسبوع بصراحة فاجأتيني
ردت وهي تمسد جبهتها منهكة
انت وثقت فيا وانا مكنتش حابة اعطلك اكتر من كده العمال كانوا بيشتغلوا ورديتين وبيسلموا بعض علشان ننجز
مش عارف اقولك ايه
متقولش حاجة يا دكتور غير لما تكمل واسلمهالك
تهادت بسمتة وخضراويتاه اخذت تشملها بنظرة نافذة لم تلحظها هي وكانت تعبث بحقيبتها حين صدح صوت أحد العمال قائلا
تأمري بأي حاجة يا بشمهندسة قبل ما نمشي
خلصتوا يا توفيق
اه احنا شغلنا خلص بس النقاش لسه شغال هو والصنايعي بتاعه قدامه شوية
ردت وهي ملتهيه في حقيبتها
خلاص ماشي يا توفيق تقدروا تمشوا
طيب عن اذنك يا بشمهندسة
اتفضل
قالتها وهي تزفر يائسة بعدما لم تجد شيء يجدي بحقيبتها ليقول هو
طيب هنمشي ولا في حاجة تانية
لم تلتفت لصيغة الجمع الذي قصدها وردت
لأ خلاص تقدر تتفضل يا دكتور
انا هنزل اجيب حاجة من تحت و هستنى الفرش هيوصل كمان ساعة
تسأل باهتمام شديد
هتجيبي ايه
مطت فمها بحرج واخبرته وهي تتهرب بنظراتها
ابدا بصراحة جعانة وكنت هجيب بسكوت من أي سوبر ماركت
طيب انا هستنى معاك و ممكن نطلب أكل
لأ انا مش بحب الأكل الجاهز وكمان علشان هتغدى مع الولاد
طيب خليك هنزل انا
لأ ملوش لزوم تعطل نفسك معايا انا هنزل...
صمم بجدية وبنبرة لا تقبل النقاش بعد عنادها
مينفعش ومتنسيش أننا في منطقة شعبية يعني ممكن حد يضايقك
تنهدت و وافقت وهي تشعر بالحرج منه وفي غضون دقائق كان قد أتى محملا أكياس عدة وزع بعض منها على العمال الذين لم ينتهوا من عملهم وقام بتسلميها باقي الاكياس بيدها لترمش هي مستغربة
ايه كل ده!
رفع منكبيه واجابها ببساطة
بسكوت
طالعت الأكياس التي بيدها لتجد انواع عدة من البسكويت والكيك والشكولاتة بأنواعها
ده كتير اوي
مش كتير ولا حاجة...انا طلبت ليا انا والرجالة شاي من الكافتيريا اللي تحت وطلبتلك قهوة قولت اكيد محتجاها... ثواني والراجل هيطلعهم
كان يدهشها بأخلاقه ونخوته ورغم أن صراحته الزائدة و وضوحه يوترها إلا أنها حقا تشعر بالامتنان له كونه ساندها في مواقف عدة.
سرحتي في ايه يا بشمهندسة
قالها وهو يستند على احد الصناديق القريبة منها وقد لاحظ شرودها لتتلعثم هي بتوتر ملازم لها في حضرته
هاا...ابدا
طب اشربي قهوتك
قالها وهو يؤشر على الطاولة الصغيرة بجانبها وتقسم انها لم تنتبه متى جاء بها
لتتناول الكوب وترتشف منه القليل وتمنحه نظرة ممتنة عابرة لتجده يرتشف من كوب مشروبه المفضل متلذذا ليصدر سؤالها عفوي للغاية
انت فعلا مش بتحب القهوة
لأ عمري ما حبيت مرارتها
طب
متابعة القراءة