روايه أخطائي
المحتويات
قوله بهرولته خارج السيارة وفتحه لبابها ثم أنحني بجزعه كي يصل لها ثم استطاع بجدارة ان يتفادى دفاعها ويقبض على رسغيها بين قبضته وهدر بنبرة صارمة نفضتها واعادتها شيء من وعيها
استهدي بالله كده واهدي
لثوان معدودة حاولت ان تتحكم بوتيرة أنفاسها وهي تطالع تلك النظرة الصارمة بعينه وقبضة يده التي تعتصر رسغها ثم اومأت له كي تسايره و قالت بنبرة مهزوزة بعدما ركزت نظراتها على حقيبتها بجوارها
التقط نظراتها واستنبط ما تود فعله ولذلك هز رأسه ليسايرها وترك رسغيها ثم انسحب من أمامها تارك بابها دون ان يغلقه بينما هي حتى لم تمهل ذاتها فرصة لكي تتأكد من ابتعاده واخذت تبحث بحقيبتها ولكن مع تلف أعصابها صړخت بنفاذ صبر وفضت محتوياتها كاملة على المقعد بعشوائية عارمة حتى أن ما تبحث عنه سقط بجانب قدمها بأرضية السيارة وحين همت بأن تلتقطه كانت يده القوية تسبقها إليه ونظراته المتخاذلة تكاد ټحرقها بموضعها مما جعلها تصرخ بإحتجاج وبأعصاب تالفة
نفى برأسه وهو يطالعها شذرا بعدما تيقن أن ما بيده هو سبب نكبتها
ليحتل الڠضب قسمات وجهه ويهدر من بين أسنانه
هي دي اللي بتعمل فيك كده
لتصرخ به بإنفعال شديد
ملكش دعوة وهات الحبوب
استفزه قولها لېصرخ بوجهها
بس انت وعدتيني مش هتأذي نفسك
نفت برأسها بهستيرية وصاحت مستنكرة بيأس وبعزيمة انعدمت لديها وهي تحاول أن تجذب يده لتستحوذ على ما بها
لأ ... مش هسيبك تضيعي نفسك وتحزني اهلك عليك
قالها بإصرار عجيب وهو يعتدل بجسده خارج السيارة ويفض ما بيده على الأرض ثم دهسها تحت قدمه حتى أصبحت هي وتراب الطريق سيان مما جعلها تشهق من جديد بخيبة أمل وتنزل من السيارة خارة على ركبتيها تتطلع تحت قدميه باكية وتستفيض بنبرة واهنة مټألمة زلزلت قاع قلبه ككل مرة
بتخليني انسى كل الكلام اللي اصحابي بيقوله ... بتخليني انسى أني وحشة و عمر ما حد حبني ولا اتمسك بيا... ليه عملت كده ....ليه حرام عليك
أنت مش وحشة ومحدش معصوم من الغلط ومش معنى ان كل اللي حواليك خذلوكي و مقدروش قيمتك يبقى تفرطي فيها وتعلقي أخطائك على شماعتهم افتكري ان في ربنا قادر يعوضك بالأحسن بلاش تيأسي وتستسلمي للقرف ده قاومي مش علشان حد علشان نفسك أنت
لتتحجج بنظرات زائغة وهي ټضرب كفوفها على الأرض الترابية بيأس
حاولت كتير وفشلت
ليجيبها بإصرار وبنبرة واثقة كي يبث بها بعض التفاؤل المنعدم لديها
كلنا بنفشل بس بعد كل مرة لازم يبقى عندنا اسباب مش أعذار الفشل بيبقى فرصة تانية علشان نبدا من جديد بس بعزيمة اقوى
لتهمس هي بقلة حيلة وبإحتياج لا مثيل له
بس انا تعبت ومش عارفة أكمل لوحدي
أبتلع غصة بحلقه و وجد ذاته يصرح ضارب بقاموسه وتعقله عرض
الحائط
انا معاك
صمتت لوهلة تسترد أنفاسها واستكانت تكفكف دمعاتها قائلة بعدم استيعاب
أنت
صحاب زي ما طلبتي مني ...
ليحمحم بحرج ويستأنف وهو يمسد جبهته بإبهامه وسبابته
واضح أن شغلي معاك هيقلب كل الموازين
لاحت بسمة باهتة حديثه بطريقة ما اوتار قلبها ليبتسم هو أيضا ويحثها بعينه أن تنهض معه وبالفعل انصاعت له ليجلسها على طرف المقعد الخلفي ولكن ظلت قدميها على الأرض ليجلس القرفصاء أمامها ويقول بنبرة هادئة يحاول بث السکينة بها
استهدي بالله كده...وحاولي تتنفسي وإن شاء الله هتبقي أحسن وكله هيبقى زي الفل
تعلقت عيناها الباكية به تود حقا ان تصدق أن كل شيء سيكون أفضل ليطمئنها هو بعينه ويطلب منها متوجسا
هجبلك ميا متتحركيش من مكانك
هزت رأسها بضعف وتتبعته بعيناها وهو يركض للمحل القريب يجلبها منه ثم بلمح البصر عاد لها و حثها أن تتناول القليل منها لكي تهدأ ولكن هي رفعت يدها المرتجفة تلتقطها منه ولكنها تراجعت
عندما وجدتها متسخة أثر تراب الأرض التي كانت تفترشها منذ قليل
ليتفهم هو ويهم بفتح الزجاجة ويقوم بجذب يدها و فركها برفق بين يده أثناء سكبه للمياه عليها وإن انتهى وجد ذاته دون وعي او ذرة تفكير وكأنه يتعامل مع ابنة شقيقته حين تبكي ويريد ان يراضيها فقد قام بإزاحة خصلاتها المتهدلة على وجهها بفوضوية يضعها خلف أذنها بحرص شديد كي يفسح المجال ليده التي سكب عليها القليل ايضا ان تمر على وجهها الملطخ بالدموع مرة وراء مرة ثم
متابعة القراءة