روايه أخطائي
المحتويات
مد يده لها بعلبة المحارم الورقية ولكنها لم تنتبه فكانت تنظر له پضياع و شدوه تام مما يفعله حتى انها لم تعترض بل كانت مأخوذة بكل رد فعل يصدر منه تجاهها ورغم أن نظراته وحتى صوته الأجش يبدو صارم وجاد للغاية إلا أنه مغلف بالاهتمام الذي تفتقده بشدة
أما هو لا يعلم ما أصابه وجعله يضرب بكل قراراته السابقة عرض الحائط ربما كونها استرسلت معه بالحديث وشعر بمعاناتها وصدق حديثها وعندما ألتقط نظراتها الضائعة وجد ذاته يهيم بها وكأنه مغيب وسلبت منه كافة إرادته وشيء ما هناك بخافقه يخبره أن لا مفر من التورط بها قطع ذلك التواصل البصري الذي يشتته لحد كبير و
بقيتي احسن
حركت رأسها بضعف وتناولت المحارم من يده ببسمة باهتة بعدما استعادت ثباتها بعض الشيء ثم همست
عايزة اروح بعد أذنك
أومأ لها ونهض من جلسته بينما هي عدلت وضعية جلستها داخل السيارة واغلقت بابها ثم تكورت على ذاتها واغمضت عيناها كي تحفز ذاتها وتتغاضى عن إلحاح عقلها
كان في قمة سعادته وهو برفقتها ويرى حماسها وذلك الجانب الطفولي منها أثناء قيادة السيارة حتى انها على غير عادتها ألتزمت بكافة تعليماته بشأن توخي الحذر من الطريق و كانت مطيعة تستمع له دون اعتراض أو مجادلة وكم يعشق طاعتها وتلك البسمة الآسرة التي تزين ثغرها لتوها وهي تجلس بجانبه وتبادله النظرات من حين لآخر بطريقة غريبة لأول مرة تصدر منها ورغم غرابتها شعر ببصيص أمل يتسربل لداخله من تجاهها ولذلك كان ممتن لوالدته ولتلك النصيحة الغالية منها التي أتت نفع مع متمردتته بعد انتهائهم من تناول الطعام داخل المطعم الصغير الذي يملكه تنهد في عمق وسألها ببسمة هادئة وهو يشرأب برأسه باهتمام
هزت رأسها وأجابت ببسمتها الآسرة التي تعبث بثباته
جدا...طعمه يجنن وكمان تناسق الطبق وطريقة تقديمه حلو يظهر أن الشيف ده متمكن وعنده خبرة كفاية
أبتسم وشرد لوهلة ببسمتها تلك ثم أخبرها بعفوية شديدة كأنهم زوجين حقا ويشاركها تفاصيل يومه
دي بنت جديدة بقالها كام يوم بس في الشغل وبصراحة فاجأتني رغم انها مشتغلتش في حتة قبل كده
ازاي يعني مشتغلتش في حتة قبل كده انت أزاي بتجازف كده بسمعة مطعمك وتشغل اي حد معندوش خبرة
تنهد من جديد وبرر لها
البنت كويسة وانت شهدتلها بده وهي كانت محتاجة شغل وانا متعودتش أرد حد محتاج مساعدة
كنت ممكن تساعدها بطريقة تانية غير انك تجازف
قالتها وهي تقلب عيناها وتستند أكثر على ظهر مقعدها تطالع محيط المكان الخالي من الزبائن ولم يشغره غيرهم ليلفت نظرها تقدم امرأة ممشوقة القوام ذات ملامح هادئة وحجاب يزين رأسها وترتدي مريول مطبخ نقش عليه أسم مطعمه لتتقين أنها هي التي يعنيها فنظراتها نحوه تدل على امتنان عظيم ولكن ليس ذلك الغريب بالأمر بل عندما وجدته يتتبعها بنظرات هادئة مرحبة وقوله ما أن وقفت أمامه وحيتهم بمجاملة
أجابته رقية بإمتنان
تمام يا يامن بيه مش ناقصني حاجة والبركة في ربنا ثم حضرتك طبعا
أومأ لها دون أي تكلف وتساءل بعملية
طيب الحمد لله...
قوليلي بقى اخبار الأوردر بتاعنا اللي هيروح البيت أيه
ابتسمت واجابته
جاهز يا فندم زي ما أمرت وأنا اللي نفذته بنفسي وبصراحة ممنونة لثقة حضرتك واتمنى الأكل يعجب مدام ثريا
لا متقلقيش هيعجبها انا واثق من ده علشان عجب نادين
تناوبت رقية النظرات بينهم ببسمة ممتنة استقبلتها نادين بأخرى متعالية وتلاها قولها بعجرفة دون أي لباقة
اه فعلا بس ده ميمنعش انه مفهوش أي شيء مبتكر يستاهل المدح الزايد بتاعك
قالتها وهي تشملها من اخمص قدمها حتى أعلى رأسها بطريقة لم تعجب يامن قط وجعلته ينظر لها نظرة صارمة تعرف المغزى منها حين قال رأيه بصدق كي يلاحق الموقف
ويمكن ده سر حلاوته وسبب ثقتي انه هيعجب امي علشان يشبه أكلها
كانت رقية مستاءة من نظرات نادين لها ومن عجرفتها معها وكادت أن ترد رد يليق بها ولكن وجدته يتحدث بالنيابة عنها لتعلق عيناها به بامتنان فرغم منصبه وسلطته على العاملين داخل مطعمه إلا انه متواضع غير متكلف ومراعي للجميع ليس معها فقط
أما عن متمردته فقد اعتلى حاجبيها المنمقين من طريقة حديثه ومن تلك النظرات اللعېنة التي تشمله بها الأخرى و لا تعلم لم شعرت أن نيران تتآكل أحشائها وإن كادت تثور عليه كعادتها كان يخرسها بإرساله لها نظرة صارمة تعرف هي المغزى منها ولذلك تمالكت زمام نفسها وزفرت انفاسها دفعة واحدة بغيظ وازاحت رأسها بعيدا عنه بينما هو مسد ذقنه يحاول تهدأت ذاته و استرسل بعملية
متابعة القراءة