روايه أخطائي

موقع أيام نيوز

الغرز قد حلت لذلك أعاد تقطيبها واستبدل ذلك الضماد الملطخ بالډماء بأخر معقم ليشكر محمدالطبيب ويتحمحم بتردد قائلا
هو ينفع اطلب منك خدمة يا دكتور
هز الطبيب رأسه برحابة ليسترسل محمد وهو يخرج من جيب بنطاله ذلك الشريط الفضي الذي فض منه تلك الحبوب اللعېنة سبب نكبتها
عايز اعرف دي حبوب ايه 
ألتقط الطبيب الشريط من يده يقرأ ما سجل على ظهره ثم نظر له نظرة متوجسة ذات مغزى جعلت محمد يبرر قائلا
انا عارف النظرة دي معناها ايه مش انا ده واحد صاحبي بياخذه و عايز يبطله
تنهد الطبيب وهدر بعملية شديدة 
النوع ده من الحبوب يندرج تحت بند الليسرجيك او وتصنيفه جدول اول يا محمد لأنه من اقوى الحبوب المخدرة اللي تأثيرها سلبي على المخ
تهجمت ملامحه بعدما صدق حدثه وتسأل وهو يمسد جبهته بأنفعال
ممكن تفسرلي اكتر يا دكتور يعني بيعمل ايه
أومأ الطبيب برأسه واجابه
كل عقار بيختلف عن التاني في التأثير والضرر بس
بيعمل اضطرابات في المزاج وبيفصل الإنسان عن الواقع وفي الأغلب بيفقده السيطرة على جسمه وعلى قدرته على التفكير وتقدير الأمور ده غير الهلوسات المرئية والسمعية والقلق والتوتر ونوبات الذعر بس العوارض دي مش ثابتة يعني ممكن تختلف من شخص للتاني حسب نسبة التعاطي اللي للأسف لو زادت بيبقى الأمر خطېر جدا و مبنقدرش نتنبأ بتأثيره.
ابتلع محمد غصته ونظر للطبيب نظرة متوسلة وكانه يريده أن يفض كل ما في جعبته دفعة واحدة ليسترسل الطبيب
معظم اللي بيلجأ للنوع ده بيبقى عايز يهرب من الواقع لأن الاعتماد النفسي فيه اكبر من الجسدي أعرض صاحبك على دكتور نفسي يا محمد واكيد هيفيده ويقدر يساعده
هز محمد رأسه متفهما ثم تنهد بعمق وهو يتذكر حالتها التي كانت عليها لينقبض قلبه بشدة وېصرخ بين ضلوعه أن لا يتخلى عنها ويرأف بها فقد أيقن لتوه أن لا مفر منها وقد تورط بها بفعل نخوته وضميره اليقظ دائما
كان يدور حول نفسه بعصبية مفرطة يشعر بالحنق من ذلك الرجل المتعجرف الذي أخرجه عن طوره ولكن هو ليس نادم على حدته معه فهو يستحق هو من تدخل فيما لا يعنيه وحقا كان يشعر أن نيران مستعرة تتأكل قلبه حين ادعى أنه ينصحها فهل هي بحاجة لنصيحته!
بالطبع لا هي تعلم ماذا تريد والكثير من الأوقات يرى ذلك في عينيها وحتى انها تتعمد ان تذكره كل حين وآخر كي تبقيه دائما حائر مهدد بفقدانها.
انتشله من حالته تلك دخولها إليه وقولها بهجوم سأم منه
انت ازاي تحرجه كده هو اول مرة تعرف خالي وتعرف طريقته
أغمض عينه واخبرها بعصبية وبنفاذ صبر وهو يلوح بيده
خالك يستاهل علشان بعد كده ميدخلش في اللي ملهوش فيه
لوهلة تأملت حالته ثم حانت منها بسمة اعجاب واضحة جعلته يستغرب ويتركز بنظراته عليها ويسألها بحنق
ممكن اعرف بتضحكي ليه
أجابته ومازالت محتفظة بتلك البسمة الآسرة التي تعبث بثباته
بصراحة عجبتني اوي
تنهد بسأم وتحرك لخزانته دون أن يعقب بشيء فهو فهو يعلم طرقها الملتوية تلك ولن تنطلي عليه
كانت تتابعه بعيناها وقد اختفت بسمتها تعلم انه غاضب منها ورغم ذلك تكابر وتعاند وتوجه الدفة لها قائلة
انا مش بكلمك على فكرة ولسة زعلانة
اعتلى جانب فمه ببسمة ساخرة وهو يتناول منشفته وملابسه البيتية بغرض التوجه للمرحاض كي يزيح

عنه إرهاق يوم مليء بالضغوط وقال غير مباليا
براحتك و اعملي اللي يريحك مبقتش تفرق
اتسعت عيناها وتسألت متسرعة
يعني ايه مبقتش تفرق اللي يسمعك يقول إني بتلكك انت اللي احرجتني قدام حتة بنت ملهاش لازمة وكمان قعدت تمجد فيها قدامي ولا عملت اعتبار ليا
ابتسم هازئا ورد منفعل
انت اللي عمرك ما احترمتي مشاعر حد ومعتقدة ان مطلوب من الكل يحترم جنابك
تأففت هي بغيظ وردت بعنجهية
انت مكبر الموضوع ليه دي حتة طباخة فاشلة وڠصب عنها لازم تحترمني
هز رأسه بلا فائدة وهو يمرر يده على وجهه ثم قال بسأم
مفيش فايدة عمرك ما هتتغيري
قالها وهو يتوجه لباب المرحاض وإن كاد غلقه دبت هي بقدمها الأرض وقالت بتمرد كعادتها
اه مش هتغير يا يامن علشان انا صح انا رايحة اوضتي تصبح على خير
اشرأب برأسه واخبرها بتهكم تقصده كي يثير اعصابها كما تفعل معه
وماله اعملي اللي يريحك بس متنسيش لما خالك يطمن عليك بليل تقوليله جوزي المفتري طردني من الأوضة وياريت تخليه ياخدك في ايده وهو ماشي
ذلك آخر ما تفوه به قبل أن يغلق باب المرحاض تاركها فاغرة الفاه تحاول أن تستوعب ما استشفته من حديثه وإن فعلت توترت كثيرا ولعنت ذاتها فكيف لم تفكر في ذلك الأحتمال من قبل
كانت تشعر بشعور غريب من الألفة خلال لقاء ابنة عمها وكم كانت منبهرة بها عندما أخبرتها عن انجازاتها في العمل مع زوجها و دعمه لها لتحقيق طموحها وجعلها أن تكاتفه بكل أعماله في مجال ترويج العقارات وكم كانت هي كفأ في ذلك فهي شخصية مفعمة بالطاقة والطموح وتملك طرق مميزة للأقناع فمازالت كما هي لم تتغير
تم نسخ الرابط