روايه أخطائي
المحتويات
عن عيناها ويساعدها على تخطي الألم ثم ذهب واغلق نور الغرفة وقبل أن تصيح وتذكره انها تكره الظلام وتكره أن تكون بمفردها به شعرت به يجلس خلفها على طرف الفراش ويده أخذت طريقها لمؤخرة عنقها يدلكها بحركات دائرية حسية تعرف كيف تصل لمراكز الألم بينما هي أغمضت عيناها بقوة واستسلمت لمحاولته في مساعدتها ورغم أن الصداع مازال يفتك بها إلا أن لمساته الحانية جعلتها تستجمع شجعتها وتهمس بأسمه بنبرة مغلفة بالاحتياج جعلت طبول قلبه تقرع من أجلها
لم يمنحها فرصة لقول شيء بل قاطعها بنبرة حانية مطمئنة افتقدتها منه بشدة
ششششش متتكلميش ...مش وقت كلام وحاولي ترخي اعصابك هتبقي أحسن
هزت رأسها بطاعة جعلته يتنهد تنهيدة ثقيلة محملة بالكثير وهو يستمر بما يفعله إلى أن سكن الألم وحل محله الطمأنينة التي عبرت عنها دون كلمات حين تراجعت بجسدها حتى جعلته يلتصق بجذع الفراش ومالت برأسها تود أن تستمع لدقات قلبه كي تتأكد كونها مازالت تنتمي لها ثم تشبثت به بقوة وانكمشت وكأنها مازالت تلك الطفلة الصغيرة صاحبة الضفائر الطويلة التي كلما فعلت کاړثة او افتعلت شيء خاطئ تفر إليه وتستنجد به وكأنها كانت لا تدرك مسبقا كونه هو مأواها الحصين ومصدر أمانها وأدركت ذلك الآن فقط بينما هو دون حاجته لأسبابها فكان دائما وابدا يعشق ذلك الشعور التي منحته اياه الأن دون مجهود منه كالسابق فطالما كان يتعمد أن يرهبها كي يناله منها ولكن بعد أن حمت وجهها اليوم وتخوفت من بطشه أقسم أنه لن يرهبها بعد الأن ولن يقسوا عليها مرة أخرى مهما فعلت سيتركها هي من تقرر كل شيء فإن أرادت ملجأه تأتي له كما حدث الأن بكامل ارادتها .
ما تاكلي يا ميرال ولا اكلي مش عجبك
لتبتسم بأمتنان و تنفي برأسها وتقول بعفوية
لا ابدا يا شهد... تسلم ايدك الأكل طعمه حلو أوي أنا كنت فاكرة محمد بيبالغ لما قالي أكلك حلو بس بصراحة طلع معاه حق
تنهدت شهد وقالت بمحبة خالصة لأخيها الذي يجلس بجانبها وهي تربت على يده المسنودة على الطاولة
تناوبت ميرال نظراتها بينهم وبين يد شقيقته التي تستقر فوق يده وكم تمنت أن تكون محلها فهي تقسم إن فعلت وتشبثت بها لن تفلتها مداد الدهر ولكن متى وكيف وهو يتجاهل كافة تلميحاتها ويتعامل معها بثبات غريب حتى جعلها تظنه متلبد المشاعر و بلا قلب
محمد جدع وراجل بجد يعتمد عليه ربنا يخليكم لبعض يا شهد وميحرمكوش من بعض ابدا
اجابتها شهد بمجاملة تحمل رسالة مخفية بين طياتها
يارب يا حبيبتي ... ويرزقك بأبن الحلال اللي بتتمنيه
ولكن عينه آبت أن تتهرب منها ككل مرة بل أخذت مداد من بحر عيناها جسر طويل المدى كي يروي قلبه الذي اصبح يهيم بها.
دام تشابك نظراتهم لثوان معدودة قبل أن تدس شهد بفمه ملعقة ممتلئة بالأرز قائلة
كل يا حبيبي دي مش اكلتك
تفاجأ من فعلتها لا والأنكى أنه غص بالطعام وسعل بقوة على آثارها لتشهق ميرال وتناوله كوب الماء الموضوع أمامها ويتناوله ويرتشف عدة رشفات منه بينما شهد هبت واقفة ټضرب على ظهره بقوة قائلة
يالهوي يارتني ما نطقت باين عليا حسدتك
زجرها محمد كي تكف عن مزاحها وابعدها عنه منزعج
يا ستار عليك خلاص بقيت كويس وبطلي هزار البوابين ده كنت هتموتيني
لوحت شهد بيدها وجلست قائلة وهي تغمز له بعيناها
يعني ده جزاتي كنت هتروح في شربة ميه قولت ألحقك
هز رأسه بلا فائدة فهو يعلم ماذا تقصد بحديثها لذلك زجرها وقال ببسمة متوعدة تعلم ما يحل بعدها
خلاص يا شهد حصل خير بطلي رغي وكلي وسيبي الضيفة تاكل
بدل ما أقسم بالله هعلقك زي ما بعلق بنتك في النجفة
قهقت الصغيرة بينما تراجعت شهد ومطت فمها وأنبته وهي تدعي الحزن
كده يا حمود اختك حبيبتك تهون عليك تهزقها قدام المفعوصة دي
حانت منه بسمة مشاكسة وقال بحنان اخوي
متابعة القراءة