روايه أخطائي

موقع أيام نيوز

زرع جوايا المبادئ والقيم متعودتش منه أنه يهرب من مشاكله طول عمره بطل في نظري وعارفة ومتأكدة انه مش هييأس وهيجاهد ويعافر علشان اللي بيحبها تكون ليه.
حاول أن يدافع عن ذاته من جديد قائلا بواقعية بحته
أنا مش جبان يا شهد بس الظروف اقوى مني
عارضته شهد من جديد
متحججش بالظروف ...الظروف أحنا اللي بنخلقها علشان نبرر ضعفنا ...انا لما اتجوزت فايق كان صنايعي ومش متعلم وانا كان معايا شهادة ومع ذلك لما اتقدملي أنت بنفسك قولتلي أن الفلوس مش كل حاجة وإن الأهم منها الأخلاق والأصل الطيب والحب
لتختم حديثها وهي تربت على كتفه
هون على نفسك يا خويا ومتكابرش محدش بيهرب من نصيبه وخلي عندك
عشم في ربنا وربك كريم ما بينساش حد وقادر يجبر بخاطرك
ونعم بالله يا شهد
لتتركه وتدلف لأحد الغرف بينما هو كان يزفر أنفاسه دفعة واحدة يحاول أن يستعيد رباط جأشه ويفكر مليا فقد تمكنت شقيقته من جعله ينظر للأمر من منظور أخر ربما سيغير كافة قناعته فيما بعد.
فهل ياترى سيكون الحب سلاح رادع لېحطم تلك الأسوار العالية أم سيسحق ويصبح ركام تحت انقاضها.
كانت تفر من كل شيء بالنوم وكأن ليس لديها المقدرة على تخطي الأمر وتبديد كل قناعتها بيوم وليلة.
رائحة عطره المميزة أنتشلتها من سباتها وجعلتها ترفرف بأهدابها لثوان قبل أن تستفيق بالكامل وهي تظن أنه يهيأ لها أنه يجلس على مقعده المعتاد وينظر لها ولكن أتى صوته ذات البحة المميزة ليؤكد لها
مش كفاية نوم! 
حانت منها بسمة غير مستوعبة وهي تتأمله من رقدتها فكم اشتاقت له و لكل شيء كان يفعله بالسابق وحرمها منه الآونة الأخيرة بفضل أفعالها التي حين تذكرتها الآن اندثرت بسمتها وقررت أن تفر هاربة بادعائها للنعاس
لأ مش كفاية وعايزة أنام...
كونه يعلمها عن ظهر قلب تفهم تهربها ولذلك اقترب من فراشها وجاورها قائلا وهو يزيح بيده خصلاتها القصيرة ويضعها خلف أذنها
متعودتش عليك جبانة
همست بعيون مغلقة وبرأس مطرق ينم عن خزيها من نفسها
أنا مش جبانة بس حاسة إني ضايعة ومتلغبطة
تنهد تنهيدة مثقلة وأزرها بنبرة حانية لأبعد حد
أنا معاك... ومهما كنت متلغبطة وضايعة عايزك تعرفي إني هفضل جنبك وإني برة التوهة دي أنا نقطة ثابتة في ارضك
فرت دمعة من عيناها ولم تستطيع أن تجاري ذلك الإهتمام والحنو البالغ الذي رغم أنها بأمس الحاجة له إلا أنها أصبحت تشعر أنها لا تستحقه بسبب أفعالها
شملها هو بدفء عينه الذي عاد من جديد وأخذ يمسح بإبهامه على وجنتها كي يزيح دمعاتها بينما هي تمسكت بكامل يده ووضعتها على وجنتها وهمست بنبرة واهنة منكسرة يحفها الندم
آسفة...والله آسفة...أنا مستحقش اهتمامكم ولا أي حاجة عملتوها علشاني أنا بعترف إني كنت غبية
زفر هو حانقا وكم شعر بغصة مؤلمة تحتل حلقه 
أنت فعلا غبية بس بطلي عياط أنت عارفة أن دموعك بتقتلني 
زاد نحيبها من تأكيده للأمر لدرجة أن بدل أن يجعلها تكف عن نحيبها تضامن معها وغامت عينه تأثرا بها 
أنا لازم أسافر اسكندرية النهاردة واحتمال أرجع بليل
خرجت من بين يديه واعترضت بهزة من رأسها ليبتسم هو ويكوب وجنتها مقترحا
أيه رأيك تيجي معايا... يعني بقول آن الآوان أنك تشوفي الشغل ماشي ازاي هناك وفرصة تغيري جو
هزت رأسها دليل على موافقتها بينما هو قال بإهتمام بالغ قبل أن ينهض
طيب تقلي هدومك علشان الجو هناك اسقع من هنا
فمازالت بقايا تلك القناعات تؤثر بها غافلة أن بعد سفرتها معه سوف تقتلع بيدها كافة هواجسها وقناعاتها البالية من جذورها.
وقف بملامح مشمئزة نافرة في زاوية ذلك

المكان الموحش ذات الرائحة العطنة التي امتزجت بأنفاس المساجين المجبولة برائحة العرق الكريه الذي يثير الغثيان وخاصة أن المكان لا يتمتع بتهوية جيدة سوى تلك الفتحة الصغيرة المغطاة بأسلاك حديدية تسمح بدخول القليل من الهواء فحقا كان الجو خانق لدرجة أنه كان يصعب عليه التنفس ورفض الصمود أكثر فقد طرق على ذلك الباب الحديدي الذي زج منه وصړخ مستنجدا
خرجوني من هنا أنا معملتش حاجة...بتخنق ومش عارف اتنفس...حد يفتحلي الباب ده ه ه ه ه ه الريحة مقرفة خرجوني من هنا ...
نهره أحد الأمناء من خلف الباب
اهدى يا مستجد وشوية وهتاخد على المكان كلها كام ساعة والنهار يطلع
نفى برأسه وهو يشعر انه قاب قوسين أو أدنى أن يفقد صوابه 
ليقترب أحد السجناء منه ويقول بنظرات إجرامية متفحصة
جرى ايه يا زمل ماتنشف كده ما كلنا في الهوا سوا... دي شكلها أول سابقة ليك وعلشان كده مستغرب المكان
زاغت نظرات حسن وأجابه بنبرة متقززة مستنفرة وهو يشعر أن الدوار لعين سيطر عليه و شعور الغثيان يكاد يفوق قوة احتماله
بقولك ايه يا بتاع أنت ابعد عن وشي انا قرفان و متنيل مش طايق نفسي ومش فايق اتكلم مع امثالك
نمت بسمة شيطانية على فم الآخر وهدر مستهزئا وهو يوجه حديثه لأتباعه
يظهر أن المستجد ملوش فيها يا رجالة ولازم نعمله تشريفة تليق بيه وتعرفه مين أمثالي
جعد
تم نسخ الرابط