البعض يعشق

موقع أيام نيوز

مش عاجباكى الحياة معايا يا بشرى..وأنا مبغصبش حد على حاجة..أنا عايز راحتك..و الظاهر راحتك مش معايا.
إقتربت بشرى منه قائلة بنعومة
أنا راحتى معاك.
وقلبى معاك.
أدرك فجأة أن تخيله إياها وقد أصبحت زوجة أخيه
هو جرم فى حق أخيه نفسه..لينفض صورتها بقوة..
فجأة.......
تمثلت أمام عيناه المغمضتان وهو يتخيلها شروق..شروق فقط..تلك الجميلة الرقيقة المحبة.. يحاول نسيان أن رحمة وأخيه زوجين الآن ومغلق عليهما بابا.. ليغوص مع بشرى فى معركة مشاعر 
إختلطت بها الحقيقة .....بالخيال.
دلفت رحمة بخطوات مرتبكة مترددة إلى تلك الحجرة التى لطالما راودتها فى أحلامها مع يحيي..تشاركه فيها سعادتهما .الآن هي فعلا تشاركه فيها كزوجة..ولكن زوجة مع إيقاف التنفيذ..زوجة بالإسم فقط..دلف يحيي خلفها بخطوات هادئة يتأمل إرتباكها وتخضب وجنتيها بشئ من الإستمتاع وكأنها لم تكن يوما عروس لأخيه .كم تمنى لو كان الأول بحياة رحمة..الأول والأخير والوحيد..ولكن شاءت الأقدار أن تخيب آماله بها ..أصابته تلك الفكرة بۏجع فى قلبه
ليسرع وينفضها بعيدا..فلقد تزوجها ليس رغبة فيها ولا حبا..ولكن من أجل وصية راوية..ومن أجل ولده..ليدحض قلبه تلك الفكرة على الفور وهو يسخر من نكرانه لمشاعره التى أجبرته على الزواج منها والإسراع كذلك..عندما شعر بأنها من الممكن أن تكون لسواه..أما عن عدم إخلاصها له وخيانتها القديمة فأرجعها قلبه لرعونتها وصغر سنها أما الآن فربما صارت ناضجة..وإن لم تلتزم حدودها وتدرك أنها زوجة يحيي الشناوي فسيريها الوجه الآخر له..وهو وجه لن تحب رؤيته البتة.
وقفت رحمة فى مكانها تشعر بالإختناق..لا تتخيل وجودها هنا فى حجرته هو وراوية..حجرته التى تحمل ذكرياتهما سويا..قټلتها الغيرة ..لتشيح بوجهها وتلتفت إليه قائلة بضيق
مش هقدر أكون هنا..أنا لازم أخرج.
عقد حاجبيه قائلا
تخرجى فيندى اوضتى والمفروض تشاركينى فيها.
قالت فى مرارة
لأ دى أوضتك إنت وراوية..ومش هقدر أكون فيها معاك.
تأمل ملامحها المرتعشة من المرارة يغلفها الحزن والضيق..يتساءل عن سر عدم رغبتها بالمكوث بتلك الحجرة..هل هي ذكريات أختها الرابضة بها..أم إنها ذكريات أختها معه والتى تملأ جنبات الحجرة..ترى هل تغار رحمة عليههل كانت تحمل له مشاعر فيما مضى حقادق قلبه بسرعة لهذا الإحتمال الذى تمنى ان يكون صحيحا من كل قلبه..إنتابته الشكوك..وود من كل قلبه لو قطع الشك باليقين

ولكن كرامته أبت عليه أن يتحقق من شكوكه..لذا قال بهدوء 
مش هينفع طبعا..خروجك برة الأوضة شئ مش مسموح بيه.
جلست على الأريكة وقد تهدمت قواها وأغروقت عيناها بالدموع وهي تطالع سريره ..تتراءى لها صور قاټلة لقلبها ومشاعرها وكيانها بأكمله..لتقول پألم
مش هقدر..صدقنى مش هقدر.
لاحظ نظراتها ليعود الامل إلى قلبه الذى رق لدموعها وتمنى ان يكون ما يفكر فيه صحيحا ويجلس أمامها على ركبتيه...وسط ذهولها وهو يقول برقة
ليه بس مش هتقدرى
تأملت عسليتاه اللتان تعشقهما وخاصة عندما ينظر إليها بهذا الحنان..كادت ان تعترف..ان تصرخ بكل قوتها قائلة..لإنك كنت لغيرى بها..قلبا وقالبا..أشعر بالخېانة ..بڼار ټحرق فؤادى..أشعر بأن أنفاسى تختتنق وأنا أتخيلك .. ..تمنحها العشق الذى تمنيته يوما..أشعر بروحى تزهق وانا أصم آذانى التى تستمع إلى لهاثكم الآن وثورة مشاعركم..نعم أتخيلها بوضوح لتمزق شرايينى..ورغم أننى أتمزق لأن هناك أخرى كانت بحياتك قبلى إلا أن معرفة أنها كانت أختى..تجرى بها دماء أبى..يذبحنى حقا..كادت ان تقول كل ذلك واكثر ولكن خۏفها من أن يدرك يحيي أنها مازالت تحبه حال دون إعترافها ..وألجم لسانها عن قول الحقيقة..لتقول بصوت حاولت أن تهدئ نبراته
عشان يعنى..دى اوضة اختى وبتفكرنى بيها وبحزنى عليها..و إنت يعنى لسة غريب عنى.
ترك يدها ونهض ببطئ ..يشعر بخيبة الأمل ليقول بنبرة خالية من المشاعر تشوبها فقط بعض السخرية
غريب عنك عشان نتعود على بعض.
نظرت إليه رحمة قائلة فى خجل وإرتباك
بس....
قاطعها قائلا بلهجة حاسمة
مفيش بس..مش هينفع تخرجى برة أوضتى..جوازنا ووجودى هنا بيحتم وجودك معايا..إحنا صحيح جوازنا مصلحة بس أدام الناس مش لازم
يبان كدة..أنا مش مستعد حد يتكلم علية وعلى حياتى الشخصية وعلاقتى مع مراتى..لمجرد إنك مش قادرة تتحملى وجودك فى أوضة أختك يارحمة.
ليتركها ويدلف إلى الحمام..تاركا إياها تنظر بحسرة إلى ليلة زفافها إليه والتى حلمت بها سنوات طوال..ټصارع رغبتها بالنداء عليه والإعتراف له بكل شئ..لتتذكر وعدها لراوية وتنهض ببطئ تفتح دولابه التى وضعت به روحية اشياءها وتأخذ منه عباءة تغطى جسدها بالكامل..فسوف تنام إلى جواره شاءت أم أبت ..مدركة أنه لن يرضى بنومها على الأريكة ولن يستطيع النوم بها لصغر حجمها..لذا تنهدت فى يأس وهي تنتظره حتى يخرج من الحمام لتدلف هي إليه وتنهى تلك الليلة الطويلة..الحالكة ..والتى إختفى قمرها ليزيدها.....سوادا.
تأملت بشرى مراد النائم بعمق بجوارها لتنهض بهدوء..وتتجه إلى دولابها ..ثم تتجه إلى شرفة الحجرة تفتحها بحذر وتدلف إليها ثم تغلقها ومعه توترها وضيقها وهي تتخيل رحمة الآن مع يحيي ..لتفرك السېجارة بيدها غير عابئة بألمها من تلك النيران المشټعلة ..فألمها الذى ېحرق صدرها يفوق كل الآلام..تفكر كيف تفرق بينهما وتشفى غليلها..لتلمع عينيها وقد وجدت الفكرة..نعم..كيف لم تفكر فى ذلك من قبل....إن أدرات خطتها بشكل جيد..فربما لن ترحل رحمة وتسافر مجددا فقط..وإنما ستختفى من
تم نسخ الرابط