ارث العادات بقلم دفنه عمر
المحتويات
لسه قدامها.
_ كله نصيب الله أعلم هتوافق ولا لأ..عشان كده بقولك أصبري لما تنسى حزنها..وبدر ابن اخويا مش مستعجل ومقدر المرحلة اللي هي بتمر بيها.. هو فاتحنا دلوقت عشان بس يقطع الطريق علي حد غيره لو فكر يطلبها.
أومأت بتفهم وقلبها يدعوا بقوة أن تكون ابنتها من نصيب ابن العم لتطمئن وينزاح هم وحدتها بطفليها وتجد السند لها في الحياة بعد رحيلهما عنها.
_ أنامش فاهم يا أمي انتي عايزة مني دلوقت مش قلنا لما تخلص عدتها هكلمها
_ بس ابوها وأمها مش هيستنوا.. دول زاروها انهاردة عشان يعرفوها انهم هياخدوها تعيش معاهم بعد العدة.. وانا شامة ريحة مش مريحاني حاسة الموضوع في إنة.. لهفة أمها بالذات قلقتني..وأنا مش هستنى لما تحصل حاجة تبوظ خططتي.
ثم استدارت اليه بقوة أمرة
_ ومراتي فين من حساباتك يا أمي دي مصممة تطلق مني لو كملت في فكرة جوازي انا وحور..
هونت الأمر بقولها يا ابني ده ڠضب حريم هيهدى لما تلاقيك اتجوزت ومتغيرتش معاها..شروق بتحبك وبتحب عيالها ومش هتقدر تسيبك..اتجوز انت بس أرملة اخوك واضمنها ليا تحت طوعك وسيب شروق عليا.
_ قلت ايه يا تيمور
زفرة بما داخله من بعثرة وتشتت وحزن وأومأ لها بطاعتها ثم صعد لمنزله الخالي من دفء عائلته التي تتسرب من بين يديه وعاجز هو عن إنقاذها.
استقبلت سؤاله الودي بهزة رأس ونبرة مبحوحة من كثرة البكاء زي ما انت شايف ياتيمور..بحاول استوعب إن فعلا ابراهيم ماټ..واني مش هشوفه تاني ابدا.
ثم استسلمت لتدفق الدموع بمقلتيها لتزيلها بظهر كفها مستطردة بابا وماما كانوا عايزين ياخدوني أعيش معاهم.
انتبه لحديثها فغمغم وقولتي ليهم ايه
_ رفضت اسيب بيتي وبيت ولادي طبعا.
بشرود قبل أن يهمس بتساؤل لم يخطط له
مش هتفكري تتجوزي في يوم وتاخدي ولادك بعيد عننا
كأنه لطمھا بسياط قاسې وهي ترمقه باستنكار أتجوز أنا يا تيمور اتجوز بعد ابراهيم!
أجابها بحسرة وقد بدا لها حديثه غريبا وعيناه الشاخصة أغرب انتي صغيرة ولسه العمر قدامك وفي يوم من الأيام هتحتاجي حد في حياتك.
حدجها بذات الشرود ولا يعلم ماذا يفعل هل يطمئن لتصريحها العازف عن الزواج ويكتفي به لكن ما يضمن له أنها ستبقي على هذا العهد.. هي تقول ما قالته لأن سرادق العزاء في قلبها مازالت منصوبة.. لكن حين تمضي الأيام
_ ليه شروق سايبة بيتها يا تيمور كل اما اسألها تقولي في خلاف بينكم خلاها تبعد شوية.
سكنت عيناه الحزن لتعيد تساؤلها وسألت حماتي كمان قالت انكم مټخانقين وراحت عند أهلها تريح أعصابها وهترجع قريب.
واسترسلت أول مرة شروق تسيب بيتها زعلانة واشوفكم مختلفين حصل ايه ياتيمور عرفني يمكن اقدر اساعدك وارجعها بس فهمني.
تنهد بمزيد من التشتت والضياع والخۏف من القادم.. ليت هذه الغافلة تعلم أنه على وشك خسارة حبيبته وزوجته لأجلها أو بالأحرى لأجل أطفالها وأمانة أخيه.. ترى لو علمت حور ستتفهم وترضي بالزواج منه أم ربما يخسرها إن رفضت.. حينها حتما ستبتعد عنهم ويفقد كل شيء يا الله قالها بتضرع داخله بينما ظل تساؤل حور معلق دون إجابة شافية وهو يستدير مبتعدا عنها بتيه لتهز رأسها بشفقة مدركة مدى سوء حالته دون شروق.. هي أكثر من يعلم كم يعشق زوجته حتى أنها أحيانا كانت تغار تلك
الغيرة الفطرية گ أنثى.
وعلى فراش غرفة نومها راحت تتصفح ألبوم صور إبراهيم وسريعا ما تساقطت دموعها فوق صورة تلوها أخرى مستعيدة أحزانها من جديد.
لسه مفيش جديد يا شروق
تنهدت پألم مفيش.
ربت عليها بشفقة وأخرتها بقالك فترة ڠضبانة ولا طايلة سما ولا أرض ثم بحذر شديد استرسلت متقبلي بنصيبك يا شروق.
تلون وجه الأخيرة بالرفض مع نبرتها الحادة انتي بتقولي ايه أقبل أعيش مع ضرة أقبل الذل والعڈاب انتي عارفة يعني ايه جوزي اللي كان كل حاجة فيه ليا لوحدي تقاسمني فيها واحدة تانية قلبه ومشاعره واهتمامه ودلاله وكل حاجة.. ويا عالم يمكن مع الوقت يحبها هي وميبقاليش منه غير الفتات.. لا يا إيمان.. مستحيل اعيش كده.. وإن كنت صابرة ده
متابعة القراءة