العازب والاربعينيه بقلم شيماء
المحتويات
إسكريبت العازب والأربعينية بقلمى شيماء سعيد
كنسمة هواء باردة فى ليلة صيفية حارة حين رأيته لأول مرة فى كافيه ساقتنى قدمى إليه بعد شعورى بالملل وانا حبيسة أربع جدران بمفردى لا أجد من يونس حالى .
أعرفكم بنفسى
أنا حياة ذات الواحد والأربعون عاما أرملة ولى ابنة فى الواحدة و العشرون من العمر متزوجة وحامل فى طفلها الأول أى أقتربت من أكون جدة ولا أعلم كيف هذا ومازال قلبى كقلب طفلة يريد أن يركض ويلهو ولا يعلم لتلك التقسيمات التى أصابت وجهى بفعل الزمن طريق .
وأخذت أترقب لحظة الغروب كطفلة صغيرة تنتظر أن يدخل عليها والدها بحلوى .
ثم أبصرت عيناى الشمس وقد أخذت رويدا رويدا أن تسقط فالمياه كما يخيل لى والإبتسامة تعلو وجهى لتغادر الشمس ويحل محلها القمر .
تحبى تشربى أيه يا أنسه
تطرق لأذنى كلمة أنسة فأصابت جسدى بقشعريرة ضحكت على إثرها مرارا وتكرارا بين علامات الدهشة التى علت وجهه ولا يعلم لما أضحك !
وأخذت أردد أنسة الله يجبر بخاطرك.
فحل على وجهه معالم الحرج وقال أسف يا مدام بس صدقينى حضرتك مش باين عليكى خالص وفكرتك لسه آنسة .
فضحكت مرة أخرى قائلة بسخرية خالص خالص .
تسلم لمجاملتك دى يا ابنى .
فوجدته قد تغير وجهه قائلا ابنك ايه بس ده انا قربت أتم تلاتين سنة يا مدام .
فخلفتينى إمتى وأنت فى كيجى ولا ايه
ثم قولت لا مش قادرة ده انا شكلى كده هاجى هنا كل يوم عشان أضحك وأخرج من حياة الملل اللى أنا عيشاها.
كيجى ايه بس أنت عارف أنا سنى كام
فقال على عجالة بكتيرك اتنين وتلاتين سنة ولا حاجة وخاېف أكون بكبرك كمان .
ثم أخرجت تنهيدة حارة وقولت بقولك ايه يا أسمك ايه أنت .
فقال محسوبك مصطفى خريج تجارة بس شغلانة الحكومة مش بتأكل عيش حاف فقولت أشتغل بعد الضهر فى الكافيه هنا عشان أقدر أكون نفسى وأنا قربت اهو على التلاتين ولسه مجوزتش ويدوب لسه عرفت أكون فلوس شقة وبدور على حاجة مناسبة على قد فلوسى.
فأمن على دعائى وقال امين بس ياريت تكون فى جمال ورقة حضرتك .
فسرت الحرارة فى جسدى واحمرت وجنتى خجلا كأنى مازلت فتاة فى مقتبل العمر سعدت بكلمات الاطراء عليها .
ولكن نفضت حنجرتى سريعا وأظهرت الڠضب قائلة أنت هتعكاسنى ولا ايه
إحترم فرق السن اللى بينا بتاع ١٢ سنة يعنى فعلا كانوا زمان بيتجوزوا فى السن وممكن تكون ابنى .
فزين ثغره بابتسامة لمست قلبى قائلا ياريت كان عندى أم عسل كده .
فوقفت بعد أن بلغ بيه الڠضب مبلغه فما عدت اتحمل اطرائه الكاذب وانا فى هذا السن وقولت لا أنت زودتها أنا ماشية .
وعندما إلتفت وجدته يستوقفنى بقوله لا ماشية فين أنا مصدقت لقيتك .
صدقينى أنا مش بعاكس بس من ساعة ما دخلتى الكافية ومريتى قدامى شديتنى وحسيت زى ما يكون فيه حاجة من زمان تايهة عنى ولقيتها .
تقدرى تقولى كده اعجاب من أول نظرة فأرجوك تقعدى تشربى قهوتك عقبال ما أخلص شغل وبعدين نتكلم ونتعرف على بعض وتسمعينى وأسمعك .
فتلون وجهى بحمرة الخجل وشعرت ببرودة تجتاح أطرافى وتخشبت فى مكانى وكأنى فقدت القدرة على السير .
ولكن جاهدت لأخرج من تلك الحالة وحدثت نفسى ايه مالك يا حياة هو أنت هيخيل عليك الكلام ده هو أنت لسه عيلة بضفاير وهتصدقى كلام واحد عايز ياكل بعقلك حلاوة ويسلى نفسه ويعالم غرضه ايه كمان .
مش يمكن عشان متجوزش لسه عايز وحدة زيك فى سنك
يضحك عليها وياخد غرضه منها عشان عارف انها مش هتخسر حاجة عشان مش بنت بنوت .
ففوقى ووقفيه عند حده يا حياة وعرفيه أن مش كل الطير اللى يتاكل لحمه .
لذا حمحمت لأنظف حنجرتى وغلظت من صوتى وهاجمته بقولى لا أنت شخص قليل الادب بجد وفكرنى عيلة صغيرة هتضحك عليه بكلمتين لا يا أستاذ مش حياة .
وانا غلطانة إنى جيت المكان ده ولو زودت اى كلمة تانية هوصل عند مديرك واشتكيك يمكن يطردك عشان قلة أدبك دى .
فوجدته لمعت عينيه بالدموع وأخرج صوته بضعف قائلا أنا أسف لحضرتك بس يعلم ربنا إنى مش بالوصف اللى قولتى عليه ده لإنى إنسان عارف ربنا وبصلى والحمد لله وكل الحكاية
متابعة القراءة