العازب والاربعينيه بقلم شيماء

موقع أيام نيوز

أموت وليعوضنى الله فى الجنة .
لذا استجمعت شجاعتها وكتبت له قد تكون الشخص المناسب ولكنك جئت فى الوقت غير المناسب .
فاعذرنى وربنا يرزقك من خير منى وأرجوك لو كنت بجد بتكون ليه اى مشاعر صادقة متبعتش ليه رسايل أو تحاول معايا عشان مش هتكون نتيجته الا الفشل لأننا ببساطة مش تنفع لبعض ومش هينوبنا الا التعب .
قرء مصطفى الرسالة وتنهد بحرارة وقال عنيدة وهتتعبنى بس خلاص وقعت فيها ويستحيل أبعد عنها بعد ما قلبى سلم ليها .
فكتب لها
لو يستطيع المرء منا التخلى عن روحه ويعيش من غيرها حينها يابعد عنك يا كل روحى .
وأعلم جيدا تلك الفوارق التى تتحدثين عنها من فرق السن والحالة الاجتماعية ولكن ما تلك الا مجرد عقد تنحل بالحب فلا يوجد لها مكان فى قلبى طالما تربعتى على عرشه وأصبحت مليكتى .
فانا لم أحب جمال وجهك ولكن أحببت روحك التى بين جبيك والروح هى التى تبقى دوما ولا تشيخ .
فابتلعت حياة لعابها ولم تصدق ما قرئت وتسائلت أحقا ستبتسم لها الدنيا بعد كل تلك السنوات القاحلة .
سبحانك ربى ما أكرمك وما أحلى عوضك التى يأتى فى لحظة يأس فينسينا ما مر قبلها من مرارة .
فكتبت له إذا أرنى صدق قولك على أرض الواقع .
وكيف ستواجه عائلتك بأعجابك بامرأة فى الاربعين اى فى خريف العمر وانت مازالت فى مقتبل العمر 
وكيف سأواجه انا الناس حقا سيقولوا الست كبرت وشكلها خرف هتجوز واحد قد جوز بتها 
اكيد طمعان فى القرشين اللى حلتها .
أما الطامة الكبرى كيف سأقنع ابنتى التى فنيت لها عمرى بالزواج وكيف سيكون صورتها أمام زوجها 
أنها لمعضلة 
فكيف حلها 
فكتب لها لا تقلقى سيدتى ولا تستسلمى من أول جولة 
اوعدك انى سأخوض معارك الدنيا كلها من إجلك لأفوز بابتسامة عذبة منك فى النهاية 
فصمتت ولم تجيبه .
فكتب لها 
المعركة لابد لها من زاد وعتداد فهل لى برؤيتك مرة أخرى لاشبع عيناى منك لتكون ذخيرة أواجه به المعرضون.
فارتبكت حياة وسرت قشعريرة فى جسدها واحست كأنها فتاة مراهقة ستقابل شاب من وراء أهلها ..
ولكن ليكن فعليها أن تقابله حقا تلك المرة لتتأكد من صدق قوله أو يتركها لحالها .
فكتبت لها نعم ساراك فى الغد ولكن أعلم انها ستكون المرة الأولى والأخيرة 
وان كتب الله لنا لقاء فليكن فى الحلال .
فكتب مصطفى امرك سيدتى .
....
فى اليوم التالى تجهز مصطفى للقاء حياة على أكمل وجه ومشط شعره واحترافية ونثر عطره المفضل .
فاستئذنت والدته للدخول عليه فأذن لها .
دلفت كريمة بخطى بطيئة ونظرت له بأعجاب قائلة ماشاء الله تبارك الله عليك يا ضنايا زى القمر عريس يا اخواتى .
ياما نفسى أفرح بيك بقه يا الله.
تهللت أسارير كريمة
وقالت بجد يعنى خلاص هتبرد قلبى وتخطب بت الحاجة سميحة جارتنا هند دى ست البنات واخر سنة ليها فى كلية التمريض .
فزفر مصطفى بضيق قائلا هند ايه بس يا ماما دى عقل طفلة فى جسم انثى .
ده أنا بشوفها تمشى تضحك وتاكل مصاصة وتصور سيلفى الشارع مع أصحابها .
كريمة معلش بكرة بعد الجواز تعقل يا ابنى هى لسه يدوبك عشرين سنة خدها وربيها على ايدك وفهمها الصح من الغلط .
بس هى صراحة أتربت على أيدى وعارفة أخلاقها كويس .
مصطفى لا هو انا لسه هربى انا مليش خلق .
انا عايز واحدة أكبر فى السن هادية وراسية وتعرف يعنى ايه بيت وزوج وتتحملنى وقت تعبى وتتحمل عصبيتى .
كريمة خلاص بلاها هند خد سوسو بت الحاج عطوة البقال أهى عندها خمسة وعشرين سنة كبيرة وعاقلة وشغالة مدرسة بتمشى العيال على العجين ميلغبطوش .
فضحك مصطفى وقال لا سوسو ايه بس اللى روحها فى منخيرها وكل ما أشوفها تلاقيها بتشخط وتزعق فى العيال .
انا عايز واحدة حنينة تحتوينى .
وصراحة انا خلاص لقتها يا امى .
كريمة بجد يا مصطفى طيب حلوة وتطلع بت مين وعندها كام سنة يا ابنى 
فحمحم مصطفى بحرج يعنى مش مهم السن يا امى المهم أنا مرتاح ليها وحاسس إنها هى اللى هتسعدنى ولقيت فيها كل المميزات اللى محتاجها.
ومن جهة حلوة فهى حلوة اوى وكمان عاقلة مش زى البنات التافهة بتوع دلوقتى .
كريمة ازاى مش مهم السن لازم يا ابنى تكون صغيرة متزدش مثلا عن خمسة وعشرين زى البت سوسو كده لكن اكبر من كده تبقى عنست والفطر فاتها ومش هتلحق تجبلك عيلين تلاتة .
فزفر مصطفى بضيق عنست ايه بس يا ماما .
سن الجواز ارتفع مش زى زمان وبقت عادى الوحدة تبتدى حياتها فى التلاتينات وتخلف بدل العيل تلاتة .
ومش بس تلاتينات ثم ابتلع لعابه للحظة واستكمل وهو ينظر لها يترقب ممكن كمان تكون أربعينية وكده هتكون لوز اللوز كمان واحدة ناضجة وعارفة يعنى ايه معنى زوج وهتعرف تدلعه كويس ده احلى سن للست بجد .
تم نسخ الرابط