العازب والاربعينيه بقلم شيماء

موقع أيام نيوز

.
قال أربعين عاد ده سن اليأس يا روح أمك .
بطل شغل الهبل وريحنى وقولى البت اللى عايزها دى عندها كام سنة 
فحمحم مصطفى كى ينظف حنجرته لينطق پخوف من ردة فعلها اللى قولتلك عليه ياماما سن اللوز الأربعين بس صدقينى مش باين عليها سنها خالص وانا متأكد لما تشوفيها هتديها سن اصغر كتير .
فتلون وجه كريمة واقتربت منه وامسكته من تلابيب قميصه هادرة فى وجهه أنت اتهبلت يا واد .
عايز تجوز وحدة قد أمك فى الاربعين يعنى محدش عبرها ولا بص فى وشها وانت اللى جى تشيل شلتها وتلحقها على اخر نفس .
ليه فيك عيب يا ولا أنطق قول 
حاول مصطفى أن ينزع يد والدته ليحاول تهدئتها بقوله أهدى بس يا ست الكل كده واسمعينى .
وهى مش زى ما بتقولى محدش عبرها بالعكس هى جميلة واتجوزت فى سن صغير اوى بس حاليا أرملة .
فشعرت كريمة بدوار يصيبها وأمسكت برأسها من الصدمة وقالت بصوت ضعيف أرملة !
لا أنت شكلك عايز تجيب أجلى واموت بحسرتى عليك يا ابنى .
بقا دى اخرتها تصوم تصوم وتفطر على بصلة .
وحدة عازبة وكبيرة وممكن تكون مخلفة عيال طولها كمان .
شكلك اتهبلت ولا هى ست بطالة وسحرالك اكيد .
ابتلع مصطفى لعابه وحاول يحدثها بهدوء يا امى انا مش شايف مشكلة أنها أكبر منى فى السن ولا كانت متجوزة قبلى .

وياريت انت كمان تنساه والا لهكون امك ولا أعرفك ولا هفتكر انى خلفت لطع زيك انت فاهم .
كريمة مش عايزة افهم
حاجة يا ابنى للأسف كنت بفتكرك عاقل طلعت مفكش ريحة العقل واعمل حسابك خلاص انا اللى هخطبلك وانا شايفة هند مناسبة .
مش تقول أربعين وخمسين يعنى رجلها والقپر ومتقدرش تخلف وتضيع عمرك معاها على الدكاترة وټندم وتقول يارتنى .
مصطفى ليه بس كده يا امى ده عملها الاحسن منك ومنك وكان أصغر منى كمان وخلف منها بدل العيل تسعة .
سيدنا النبى وستنا خديجة .
فأشارات كريمة بيديها قائلة اديك قولت نبى مش زى اى حد يا ابنى والست زمان صح أربعين سنة كانت شديدة وتخلف لكن دلوقتى الست من الاكل الملهوش فايدة بقت تعجز فى التلاتين كمان مش أربعين يا خايب .
مصطفى طيب حتى حولى تشوفيها يمكن تغيرى رئيك .
كريمة لا مش عايزة أشوف خلقتها وبقولك ايه يا مصطفى لو صممت على كلامك وعايز تكمل معاها يبقى منك ليها ومترجعش هنا تانى ولو سمعت انى قابلت ربى كريم متجيش تمشى فى جنازتى .
فدمعت عين مصطفى وقال بصوت حزين للدرجاتى يا أمى هونت عليكى عشان أنا الوحيد اللى عارف سعادتى فين ومحدش هيقدرها ويعيشها غيرى .
كريمة بغلظة انا اللى عندى قولته خلاص .

وأعمارنا تقاس بلحظات السعادة ويظهر المرء بأقل من عمره إن كان له خليل يسعده ويظهر كأنه شيخ فى الستين ان كان حزينا .
فأنساه لهفة اللقاء وجمالها ووجها البرىء والسعادة التى تظهر عليها ما فعلته معه والدته .
توترت حياة وتوردت وجنتيها خجلا عندما وجدته يقترب منها ويحمل فى يديه باقة الورود .
فحدثت نفسها لا كده كتير قلبى مش هيتحمل الفرحة دى كلها .
ثم وجدته يقف أمامها بابتسامته الساحرة وقد مد يده بباقة الزهور قائلا اتفضلى انا صراحة مكنتش عارف بتحبى ألوان ايه بالظبط فقولت خليها تشكيلة كده أحسن .
فابتسمت حياة قائلة انا بحب فعلا كل الالوان فى الورد .
فشرد مصطفى فى جمال عينيها ووجد نفسه يتفوه بقوله المفاجىء لها وأنا بحبك يا حياة .
تقبلى تكونى شريكة عمرى الجى اللى مش هيكون ليه وجود من غيرك .
شعرت حياة بالدوار من تلك المفاجأة أحقا يريدها شريكة حياته ويحبها حقا رغم الفروق التى بينهم .
وشعر مصطفى بترنحها فأمسك يدها بلطف فارتجفت وشعر هو برجفتها فابتسم لبرائتها رغم أنها قد سبق لها الزواج .
ولكن أحيانا فى الحب تكون المرأة بكر وان كان لديها من الأبناء عشرة .
مصطفى بهدوء طيب ممكن تهدى ونقعد عشان نعرف نكلم مع بعض .
فجلسوا على الطاولة المفضلة لديها أمام البحر تسنشق الهواء باستمتاع .
مصطفى حياة أنا عايزك تثقى فيه وتعرفى انى بجد عايزك تكونى حلالى وعايزك
تم نسخ الرابط