خيوط العنكبوت بقلم فاطمه الالفي

موقع أيام نيوز


بخير
هتفت پبكاء مرير
بخير إزاي دي بنت ومختفية من الصبح ومانعرفش عنها حاجة لحد دلوقتي كمان أمها كلمتني وفاروق تعبان في المستشفي وحالته خطړ يا بني وبتقول كل لم يفوق يسأل عن حياة وانا طمنتها وقولتلها هننزل الصبح معاها أتصرف يا حبيبي عشان خاطري 
حاضر يا
تيتة هتصرف ماتقلقيش مش راجع البيت غير وحياة معايا 

ثم أردف قائلا
ماعندكش صورة ليها تفيدنا دلوقتي
لا يا بني 
طيب يا حبيبتي ممكن تهدى وأنا ربنا يقدرني ويعترني فيها 
أغلق الهاتف ونظر لصديقة بأسي
ابوها تعبان في المستشفي وكاننه حاس س بيها وطالب يشوفها ده غير أن تيتة أكدت لوالدتها أننا هننزل لهم المنصور الصبح قولي بقا يا قبطان أتصرف إزاي في الورطة دي
هتف سليم بجمود 
بقولك هتصرف أنا ما تشغلش بالك
في المنصورة 
داخل منزل شريف 
مازال طارق حبيس لغرفته يشعر بالضيق بعدما لجأت له حياة ورفض أن ينصت لها وأن يشاركها الحديث كما كان يفعل سابقا عندما تلجأ له 
شعر بالندم والتسرع في صدها وظل يتردد على مسامعه صوتها الحزين وهي تخبره بأنها لن تلجأ له ولو كانت ټصارع المۏت 
عند هذا الحد انتفض من فراشه وتوجه إلى شرفة غرفته استد بساعديه على السور ثم قرر الاتصال بها وسوف يترك أي خلاف على جانب الآن عليه أن يطمئن عليها 
ولكن استمع لصوت أذان الفجر فقرر التحمل إلى أن تشرق الشمس وسوف يحاول الاتصال بها لمعرفة ما المشكلة التي تواجهها 
ظل واقفا بالشرفة يراقب هطول الأمطار ولاحت ابتسامة جانبية عندما تذكر حياة وهي بعمر السابعة مرتدية ثوب أحمر قصير يصل إلى بعد ركبتيها بقليل وشعرها البني على هيئة ضفيرة السنبلة وتضع باخرة شريطة حمراء على شكل فيونكة وعندما هطلت الأمطار ركضت تغادر منزل العائلة ووقفت أمام البناية بمنتصف الطريق وفردت ذراعيها الصغيرتين وظلت تدور كالفراشة حول نفسها وصوت ضحكتها يتردد صداه باذنيه إلى الآن 
وكان هو بعمر الخامسة عشر ووجدها من شرفة غرفته فقرر أن يغادر هو الآخر وراءها ونزع الجاكت الجلدي واقترب منها مسرعا حاوطها بالجاكت وطلب منها أن تدلف لداخل المنزل لكي لا تمرض وهي واقفة تحت المطر ولكن كانت تعانده وتصر على وقفتها ولم تكترث بما سيحدث بعد ذلك فكان ينتهي اليوم بذهابها إلي الطبيب وتمرض وتلتزم الفراش لعدة أيام 
وهو كان يذهب لها يوميا يذاكر لها دروسها وهي تق بله بعد الانتهاء من مذاكرته كانت أفراد العائلة تراهما ثنائي لا مثيل له كما أن تلك الاحاديث مازالت عالقة بذهنه إلى الآن ونمت داخله تلك المشاعر التي يريد أن يتزوجها بالزفاف ولكن رغبة حياة بالرفض جعلته يعود لأرض الواقع 
أما عن وضع حياة داخل محبسها من شدة ارهاقها غفلت عينيها لترا نفسها داخل زنزانة ضيقة وتقف خلف القضبان الحديدية وي ديها مقيدة باغلال من حديد لم تقدر على النطق ولا تعلم لما هي هنا بهذا المكان
تطلعت حولها برهبة لتجد عنكبوت أسود ضخم يركض إليها ثم غزل خيوطه حولها فأصبحت مقيدة بتلك الخيوط التى تكاد أن تزهق روحها تلتف حول عنقها بشدة 
فتحت عيناها بصړاخ تلهث أنفاسها كأنها في سباق للركض 
انتفض موسى ودلف لداخل البدروم ليجدها تبكي نحيب وتحاوط ج سدها بذراعيها تحتمي بنفسها 
وقف متسمرا مكانه وهتف بتسأل
في ايه مالك كنتي پتصرخي ليه 
لم تجيبه ولم تنظر له كأنها مغيبة بعالم اخر
تفاجئ موسى بحل قيودها اقترب منها بدهشة
أنتي فكيتي نفسك إزاي أنا رابطك كويس
دفعته بقوة بعيدا عنها عندما حاول الاقتراب منها ونظرت له بعينان حمراء كالدم وخرج صوتها غليظ اشبة بصوت الرجال
أبعد عنها مش هتقدر تعملها حاجة لو قربت منها هموتك
هموتك 
خرج الصوت كالفحيح وعندما دقق النظر بعينيها فقد تحول بياض العين إلى سواد دامس ومقلتيها تحولت من اللون الاخضر إلى بركة من الډماء وكأن داخلها وهج مشتعل من ڼار 
انتفض موسى پذعر ولم يصدق الصوت
الذي سمعه وهيئة عينيها التي تحولت فجاءة فر هاربا من البدروم واوصد الباب بالاقفال
ثم حاول التماسك لكي يهاتف سليم ويخبره بما حدث 
هبت عاصفة قوية وهتطلت الأمطار منما جعل سراج يظل بغرفة سليم 
وعندما أت لسليم الإتصال من موسىغادر الغرفة ليتحدث معه 
هتف الاخير بصوت مضطرب
يا باشا اللي حصل مش هتصدقة لازم حضرتك تيجي تشوف بنفسك
هتف بصوت جاد
حصل أية يعني أنطق
أبتلع ريقه بتوتر ثم سرد عليه ما حدث قبل لحظات ضحك سليم باعلى طبقات صوته ولم يصدقه وقال له لينهي الحديث
من الواضح أن اعصابك تعبانه يا موسى ومش قد المهمة اللي مكلفك بيها
الجو زي ماانت شايف برق ورعد ومطر صعب أخرج دلوقتي لكن الصبح هكون عندك سلام 
أغلق الهاتف وعاد إلى غرفته وجد سراج قد نام بالفعل ولكن هو لم يشعر بطعم الراحة لأول مرة لا يعلم بماذا يتصرف مع تلك الفتاة التي تهدد بانكشاف أمره
بالمشفى كلما يسترد فاروق وعية يتسأل عن ابنته حياة كان يتفوه باسمها بصعوبه حيث أن الجلطة تركت أثر وأصبح كلامه
 

تم نسخ الرابط