بين غياهب الاقدار ( قبضه الاقدار ٢) بقلم نورهان محسن
المحتويات
ظلام الذنب أكثر. فهي في تلك اللحظة تريد أن ترتمي بين ذراعيه تنشد السلام ولكنها خائفه.. تخشى مواجهته بتلك الرسالة التي تحمل صورا من
ماضي قد يعلمه ولكن أن يراه أمام عينيه هذا ما لا تستطيع المجازفة به.
إن يرها بجانب شقيقه كان أمرا مريعا فهي تعلم كم دماءه حارة و غيرته قاسيه تخشي أن يكرهها أو يتولد بداخله شعورا بالرفض تجاهها ولذلك ابتلعت غصة الصمت و اخفضت رأسها تخفي صراعها المرير بين كونها لن تعد تريد اخفاء شئ بقلبها و بين خۏفها من أن يرفضها قلبه فشعر هو بمعاناتها فامتدت يده تحاوطها بحنان تجلي في نبرته حين قال
مش عارفه..
هكذا إجابته كتير عليك تتحمليه لوحدك. خليني اشيل عنك. احنا اتفقنا أننا قبل اي حاجه أصحاب.
رفعت رأسها تناظره علها تجد بنظراته شيئا آخر غير الحنان .. اي شئ يمكن أن يردعها من أن تخبره ولكن كانت عينيه منبع للامان الذي تريده ف تراجعت للخلف و توجهت إلي المنضدة تمسك بهاتفها و تضيئه متوجهه إليه وهي تقول بنبرة جريحه
أنهت كلماتها التي كانت صادمه له و قامت بوضع الهاتف في وجهه فبرقت عينيه من شدة الصدمة حين وجدها في الصورة بجانب أخاه الراحل ..
لم تكن في وضع مشين أو يبعث على الريبة ولكن القلب و غيرته و جنون عشقه الذي أضرم النيران في نظراته و جعل لهجته تحتد قليلا وهو يقول
بصدق قررت أن
________________________________________
تتخذه مذهبا طوال حياتها أخبرته
يوم لما قرر أنه يبتدي علاج . وافقت لما قعد يترجاني عشان نوثق اللحظة دي
بلمح البصر وجدت الهاتف يلقي في الحائط فټحطم إلى أشلاء مما جعلها تتراجع للخلف پذعر ازداد حين وجدته يقترب منها قائلا بلهجة خشنة
كلماته كانت واضحة ولكن معانيها غامضه لاتعلم هل كان غاضبا منها أو يغار عليها لا تعلم شئ ولم تكن تملك الجرأة لتسأله فظلت علي صمتها ولكنها تفاجئت حين وجدته يحتضنها بقوة اذابت عظامها و خاصة حين قال بلهجة مبحوحة من فرط ما يعتمل بداخله
اجابته حاضر ..
من بكرة هجبلك تليفون احسن من دا الف مرة. و اي حاجه تحصل زي دي تعرفيني
حاضر.
كان انسيابها هكذا بين يديه مثيرا بحق و خاصة أن تكون مطيعه هكذا وما أن أوشك علي الاقتراب من وجهها حتى صدح صوت بكاء محمود الذي أخرجهم من لجة مشاعرهم الجارفة فتلقفته جنة بيد متلهفة بينما هو توجه الى الخارج ملتقطا هاتفه يجري مكالمه هاتفيه و ما أن اجابه سالم حتي قال حانقا
كانت تجلس على المقعد تمسك كوب الليمون بيد و بالآخرة تجفف عبراتها التي لا تتوقف عن السقوط رفضا لهذا الظلم الواقع عليها فاقتربت منها حلا قائلة برفق
ممكن تهدي شويه . كل حاجه هتتحل أن شاء الله
لم تجيبها انما اومأت برأسها بصمت سرعان ما تبدد حين سمعت الطرق علي الباب الذي انفتح و اطلت منه تهاني و خلفها الطبيبة فعلت دقات قلبها الذي شعرت به ېتمزق من الداخل وهي تخضع لذلك الاختبار العڼيف ولكنه اقصر الطرق و اصعبها لإثبات برائتها..
جومي يا بتي. معلش . اني خابره زين انك مظلومه بس لازمن نجطعوا الشك باليقين ..
تسابقت العبرات في الانهمار علي وجنتيها و أخذ جسدها يرتجف پعنف و تعالت شهقاتها و بالكاد استطاعت أن تتحرك في طريقها الي السرير فلم تحتمل حلا ما يحدث من قهر و ظلم و هرولت الي
الخارج فلن تتحمل أن تشهد واقعه كتلك و أثناء مغادرتها بتلك الطريقة اصطدمت بياسين الذي سقط قلبه ړعبا عليها حين شاهد مظهرها المبعثر و اڼهيارها بهذا الشكل ف حاوطها بذراعيه وهو يقول بلهفة
حصل ايه يا حلا مالك
تعلقت نظراتها به دون أن تكون لها القدرة علي الحديث فأخذت تشهق بقوة و انهمرت عبراتها كالمطر فقام بغرسها بين أحضانه بقوة وهو يقول بحنان
طب اهدي . اهدي و بطلي عياط متقلقنيش .. حصل ايه لكل دا
تمسكت بقميصه بقوة وهي تنتحب پعنف فقد كانت تبكي كل شيء ألمها و ڠضبها منه و من نفسها و من تلك الواقعه المريعه . أرادت أن تبكي حتي تجف ينابيع عينيها و قد كانت أحضانه
متابعة القراءة