بين غياهب الاقدار ( قبضه الاقدار ٢) بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

اساليب ايه يا بغل اللي مغرية 
صحح مروان حديثه إذ قال بسلاسة
تصدق الحرمان وحش بردو . يا ابني افهم . دماغك بتروح فين اقصد جابتلي كيك. قالتلي انا اللي عملته بأيدي و انت زي اخونا و بنحبك و الكلام اللي اي حد حمار ممكن يتثبت بيه ..
و طبعا انت اتثبت 
هكذا تحدث سليم ساخرا فأجابه مروان باندفاع 
طبعا بقولك أساليب مغرية جدا.. 
بقي الست هانم بتثبتك عايزة تعرف منك .. دي مفكرتش حتي تسألني ماشي يا جنة ..
هكذا تحدث سليم حانقا فأجابه مروان بمزاح 
دي غيرة و نفسنه و لا انا بيتهيألي 
تراجع خطوتين إثر نظرات سليم الڼارية فآثر تغيير الموضوع إذ قال بجدية مفاجأة
بس قولي تفتكر سالم ليه مصارحش فرح بموضوع الايميل الي اتبعت من علي اللاب بتاعها دا تفتكر كان شاكك فيها 
نجح في تشتيت انتباهه فتحدث سليم بحيرة 
والله معرفش .و هو مش مرسيني دماغه فيها ايه اي حاجه تخص فرح مبيصرحش بيها. 
هنا تراجعت خطوة إلي الخلف بعد أن استمعت لحديثهم بتحريض من جنة التي كانت بواد آخر وهي تتخيل سليم غاضب منها لما حدث مع مروان ولكنها تنبهت علي حديث فرح التي قالت بعدم فهم 
ايميل ايه و ايه حكايه شكه فيا دي 
جنة بعدم فهم 
معرفش .. و موعدكيش
اني اقدر اعرف .. لو عايزة رأيي اسأليه دا حقك مدام الموضوع كله يخصك 
ارتسم التصميم علي ملامحها و نبرتها حين قالت 
عندك حق ..
أنهت جملتها وتوجهت رأسا إلى مكتبه و قامت بدق الباب و حين أتاها أمره بالدخول قامت بالدلوف علي الفور وهي تتوجه بخطوات ثابته إليه

________________________________________
تشبه نبرتها حين قالت 
عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم 
رفع رأسه يطالعها بصمت دام للحظات قبل أن يقول باختصار 
سامعك
ايه حكايه الايميل دا اللي اتبعت من ع اللاب بتاعي دا 
احتدت نظراته لثوان قبل أن يقرر الحديث بصراحه 
من فترة اتعرضنا لعملية ڼصب حد اتعاقد مع شركة ألمانية باسمنا و بعت من علي ايميل الشركه اوردر للمخازن أنها تطلع البضاعة و تمن الصفقة و الفلوس اتحولت علي حسابه و لحد دلوقتي معرفناش مين الشخص دا ..
انكمشت ملامحها بعدم فهم سرعان ما تحول لصدمه ما أن وصل مغزى حديثه الي عقلها و الذي لسوء حظها 
أكدته كلماته حين تابع بخشونة
ايميل الشركه كان مفتوح عندي وعند سليم و عندك! 
تراجعت خطوة للخلف وهي تقول پصدمة 
تقصد ..
قاطعها حديثه الجاف حين اكمل 
مروان فحص التلت أجهزة. اكتشفنا أن الايميل اتبعت من عندك.
كلماته اخترقت قلبها كسهام مشټعلة نفذت إلي أعماقها بقوة آلمتها و تجلي ذلك الألم على وجهها و تقاسيمها التي امتقعت ف خرجت الكلمات من فمها مبعثرة تماما كحالها في تلك اللحظة
انا. انت .. انت.. تصدق .. أن .. انا . اعمل . حاجه . زي دي. أنا . عمرى .. ما ..
قاطعها بلهجته الخشنه و ملامحه التي قست حين رأي ألمها الجلي علي وجهها 
الكلام دا عدي أوانه خلاص ..
بشفاه مرتجفه اجابته
تقصد ايه .. لحظة . انت سألتني عن اللاب بتاعي قبل الفرح .. يعني ..
زفر بقوة قبل أن يعيد كلماته السابقة
قولتلك الكلام عدي أوانه خلاص ..
وصل المغزي خلف حديثه فهو لم يشك بها قط و الا لما تابع مخططه بالزواج منها فتقدمت منه قائلة بحزن 
انت مشكتش فيا اصلا .. أنا متأكدة من دا..
تجاهل ألمه و أجابها بفظاظته المعهودة
طبيعي تكوني متأكدة . ماهو مفيش واحد هيتجوز واحدة شاكك فيها.. والا يبقي غبي ..
كانت تعلم ما يرمي إليه جيدا و قد تعاظم شعور الندم بداخلها علي خطأها الجسيم بحقه و قد هالها نظراته المعاتبة الجريحه فهو لم يشك بها أبدا حتى لو رآي بعينيه وهي التي صدقت كلمات تلك الشيطانة و انساقت خلف مخططاتها بكل غباء . ياليت الزمن يعود إلي ذلك اليوم 
فتنفض كل هذا العبث و ترتمي بين أحضانه ولن تفارقها أبدا ..
اقتربت خطوتين وهي تقول بشفاة مرتجفه 
سالم .. انا عارفه اني غلطت في ..
قاطعها بقسۏة كانت جديدة كليا عليه 
اسكتي يا فرح . 
هبت معانده
سالم .. 
قاطعها بصرامة 
امشي يا فرح 
توقفت إثر اختراق الكلمة قلبها الذي اهتز حين تابع قائلا بجفاء
معنديش استعداد لأي نقاش دلوقتي و مش ضامن نفسي. ولا عايز يطولك أذايا .. فالأحسن تمشي
بشفاه مرتجفه وقلب محترق أجابته بخفوت 
حاضر .. همشي..
لا تعلم كيف جرت قدميها للأعلى ولكنها لم تتوقع أن يطلب منها المغادرة بتلك الطريقه . نعم خطأها فادح و عواقبه وخيمة ولكن طلبه منها بالرحيل كان اقسي ما يتحمله قلبها. جل ما تريده الآن أن تغادر هذا المنزل لأبعد مكان تختفي به لتلعق كبرياءها الجريح و قلبها النازف ..
لا تعلم ماذا كانت تضع بالحقيبة ف عبراتها حجبت الرؤية أمامها و
تم نسخ الرابط