بين غياهب الاقدار ( قبضه الاقدار ٢) بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

حل محله الألم علي رؤيته هكذا و انتحب قلبها تزامنا مع صوت بكائه المكتوم الذي شعرت به فامتدت يدها تلامس كتفه برقة تجلت في نبرتها حين قالت 
ياسين .. شد حيلك .. 
خيط من السکينة بدأ بالتسرب إلى قلبه رويدا رويدا حين سمع صوتها فقام بإرجاع رأسه للخلف فإذا به يتفاجئ بها سندا لوجعه الذي احتضنته ذراعيها و طوقته بكل ما أوتيت من حب تجلي في نبرتها حين قالت
انا عارفه انك ب تتعذب . الفراق صعب .. صعب اوي. بس افتكر انه دلوقتي مرتاح . مفيش ألم ولا ۏجع. 
كلماتها هونت من وجعه قليلا فهي محقه فقد كان يتألم بحق و لا يوجد سبيل للراحة و كانت رؤيته هكذا تؤلم جميع من حوله الآن هو هادئ و ملامحه ساكنه لأول مرة منذ زمن طويل يرى هذا السلام باد على محياه و هذا ما جعل وجعه يسكن قليلا ولكن ألم الفراق قاټل ينخر العظام و يذيبها و خاصة حين يأتيك بغتة دون أن تكن مستعدا له 
خرج صوته
متحشرجا حين قال
كان نفسي أودعه آخر مرة شفته كان امبارح الصبح .. قعد يبصلي كتير . كأنه كان بيودعني بس انا مفهمتش.. لو اعرف مكنتش سبته
انخرط قلبها ۏجعا على حديثه الذي ذكرها بمصابهم حتي و إن كان شقيقها سيئا ولكنها كانت تحبه و افتقدت وجوده كثيرا . ولكنها لم تفصح عما يدور بداخلها بل قامت بتمرير يدها علي ذراعيه بحركات دائريه صعودا على كتفيه في محاولة لتهدئه عضلاته المتشنجة وهي تقول بصوتا عذب 
محدش يعرف الغيب غير ربنا .. وانت كنت دايما جنبه مسبتوش أبدا. و دا عمره . ادعيله بالرحمة..
خرجت الكلمات معذبة من فمه حين قال 
ربنا يرحمك يا بابا
تزاحمت الذكريات بقلبها فخرجت علي هيئة أنهار جرت علي خديها فقامت بالانحناء و احتضان رأسه بذراعيها وهي تقول بهمس بجانب أذنه 
عندي فكرة حلوة. ايه رأيك اجيب المصحف و نقعد نقرأ قرآن جنبه لحد ما ييجي معاد الغسل..
كانت قريبه منه لا بجسدها فقط بل بقلبها .. حتي أنه شعر بروحه تعانق روحها في تلك اللحظة فقامت يديه باحتضان يديها

________________________________________
و التشديد عليها تعبيرا عن امتنانه ثم قال بنبرة معذبة 
هاتي المصحف بتاعه . هتلاقيه في الرف التاني من الدولاب ..
علي مضض تركته يديها فشعر بالجليد يحيط به و كأنه انسحابها عنه سلب دفء جسده فصارت عينيه معلقه بها الي أن جلبت المصحف و جاءت بشال والدته الملقى علي أحد المقاعد و قامت بلفه على خصلات شعرها المسترسله علي ظهرها و التفتت لتجلس بجواره و ما هي إلا لحظات حتى خرج صوتها العذب وهي تقرأ آيات الذكر الحكيم الذي كان له مفعول السحر علي قلبه الذي استكان و هدأ لدقائق حين أتمت سورة البقرة من بعدها ناولته الكتاب العزيز ليقول بتلاوة ما تيسر من آيات الذكر الحكيم .
يا بابا بقولك اتكلمت معاها وهي رافضه خالص حتي النقاش..
هكذا صدح صوت شيرين في الهاتف فأجابها ناجي بسخرية 
دا المتوقع منها عشان متعرفش حاجه . لكن أنا هثبتلها ان كلامي صح ..
زفرت بقوة قبل أن تقول بتحذير
بابا لآخر مرة هسألك . كلامك عن طنط أمينة حقيقي يعني انا بصراحه مش مصدقه . حاسه ان في حاجه غلط . و لو فعلا احساسي صح ف أتأكد اني مش هساعدك في المخطط الحقېر دا ..
صړخ ناجي پغضب 
حتى أنت يا شيرين مش مصدقاني ! مش مصدقه ابوكي
تراجعت شيرين وقالت بخفوت 
يا بابا كلامك مش معقول بصراحه . ازاي طنط أمينة كانت بتحبك. و هي من وهي صغيرة كانت مخطوبة لخالي زي ما قالولنا ..
ناجي پغضب 
أمينة كانت بتحبني أنا ولما لقت أن منصور نصيبه اكتر مني عشان ابوه معندوش غير ولدين و بنت و كدا نصيبه هيكون كبير من التركة. سابتني و راحت اتجوزته. و بعدها انا حبيت امك و اتجوزتها وأمينة كانت ھتموت لما شافتنا سعدا و مبسوطين مع بعض . وهي اللي خططت ودبرت لكل إللي حصل عشان تطلعني خاېن و تبعدني عن امك. امك اللي طول عمرها ماشيه وراها مغمضه .
تعاظم الڠضب بداخلها بعد أن نجح الشيطان في إشعال نيران الفتنة بقلبها فقالت بانفعال 
ببقي ماما لازم تعرف كل دا . و لو معاك الأدلة زي ما بتقول يبقي توريهالها.
ناجي بحنق 
اوريلها ايه وهي رافضه تسمع حتي اسمي !
شيرين بتفكير 
سيب الموضوع دا عليا أنا لازم استغل فرصه أن محدش هنا و اخليك تشوفها..
حلو اهو أنت كدا بنت ابوكي بصحيح
النهاردة بالليل انا هاخدها و نخرج كأننا رايحين نشتري اي حاجه و هكلمك قبلها اعرفك هنتقابل فين بالظبط..
التمعت عينيه بشړ قبل أن يقول 
هستناك. 
أنهت مكالمتها و توجهت للشرفة تستنشق الهواء النقي فإذا بها ترى ريتال التي كانت
تم نسخ الرابط