بين غياهب الاقدار ( قبضه الاقدار ٢) بقلم نورهان محسن
المحتويات
يا حاجه امينه عشان جنة ترتاح شويه. و الف سلامه عليها.
قالت جملتها الأخيرة وهي تشير بعينيها علي تلك التي بدأت تستعيد وعيها رويدا رويدا و بين اليقظه و المنام همست قائله
سالم..
استقر همسها في منتصف قلب فرح التي حاولت الثبات بصعوبه وهي تمر من أمامهم تنوي المغادرة و بداخلها نيران تحترق ڠضبا لا تعرف كنهه و لكنها توقفت حين سمعت صوته الغليظ
القي بكلماته و توجه إلي مكتبه مرورا بها دون ان يعيرها اي اهتمام غالقا باب المكتب في وجه الجميع مما جعل شعور من الألم يتولد بداخلها متحدا مع ڠضبها الذي ماهو الا غيرة چنونيه علي رجل كانت تحارب كل الطرق التي يمكن أن تجمعها به..
في الخارج كان ياسين يجري عدة اتصالات ولم يرد الدخول بعد ما حدث فتفاجئ بتلك التي همست باسمه من الخلف فاستقر همسها بيسار صدره ولكنه حاول الثبات حين التف يناظرها فاغوته عينيها الامعه في ضوء الشمس التي توهجت فوق خديها فاسرته فتنتها للحظات فلم يجبها فظنت بأنه يتعمد ذلك فقالت بنبرة هادئه
كان خارجيا يبدو جامدا لا يتأثر بشئ و قد أراد أن تكن نبرته كذلك حين أجابها بإختصار
سامعك..
بللت حلقها و ابتلعت ريقها قبل أن تقول بتوتر
بخصوص الكلام الي كنت قولته قبل كدا. يعني عنك و عن فرح.. انا ..
توقفت الكلمات علي أعتاب شفتيها لا تعلم كيف تصيغها فباغتها قائلا بفظاظة
لا تعرف كيف تخبره بأنها كانت تتلوي بنيران الغيرة و الألم معا و قد كان هو الآخر لا يساعدها فغمغمت بخفوت
انا مكنتش اقصد ..
قاطعها قائلا بقسۏة
اسمها أنا اسفه .. اسفه علي قلة ادبي و علي اني ظلمتك و ظلمت بنت مشوفتش منها حاجه وحشه.. مسمهاش مكنتش اقصد.. ولا بنت الوزان متعودتش تعتذر لما تغلط!
تظن بأن لها صدى بداخله مما جعلها تتجاوز قلبها بقسۏة قائلة بغرور
كويس انك عارف ان بنت الوزان مبتعتذرش . و ضيف عليهم كمان أن حتي لو اعتذرت فدا شرف مش اي حد ينوله.
اهتزاز حدقتيها المثقله بالعبرات كان الشئ الوحيد الذي جعله يتراجع عن توبيخها متعمدا إضفاء السخرية علي ملامحه و التي تجلت في نبرته حين قال
لأول مرة بحياتها تتعرض الي هذا الموقف خاصة أن كان مصحوبا بهذا الألم فتمنت للحظه بأن تنشق الأرض و تبتلعها من أمام عيونه التي كانت تشيعها بنظرات قاسيه ولكنها حاولت أن تتماسك لأقصي درجة حين قالت
كدا احنا متفقين ..
شعر بثقل كلماته عليها ولكنه كان غاضب منها و كثيرا خاصة
________________________________________
بنبرة لامباليه قال
متفقين علي ايه
لم تستطيع أن تمنع كلماتها التي خرجت جريحه غاضبه
اني مش عايزة اشوف وشك تاني ..
فرت دمعه هاربه من طرف عينيها قبل أن تلتف و تغادره مهروله للداخل فاصطدمت بمروان الذي كان ينوي الدخول إلي غرفة سالم فهاله رؤيتها بهذا المظهر فاقترب منها ممسكا بيدها وهو يقول بلهفه
في ايه يا حلا مالك
كانت تجاهد حتي تمنع سيل عبراتها مما جعل أنفاسها تضطرب بداخلها حد الألم الذي جعلها تقول بنبرة متقطعه
مروان.. خدني . من هنا.. حاسه. اني هنفجر بجد.. و مش عايزة حد .. يشوفني و أنا كدا .
مروان بلهفه
طب اهدي. اهدي . تعالي معايا.
امتدت يديه تحاوط كتفها بحمايه و الټفت جاذبا إياها الي الخارج فوجدت ياسين الذي كان يستند بلا مبالة علي سيارته ولكنه ما أن رآها وهي بين ذراعي مروان بهذا الشكل حتي تفجرت الډماء الملتهبه باوردته و اعتدل بوقفته و عينيه تلتهمانها وهي تتقدم برفقه مروان الذي شعر بأن له يد في حالتها تلك و قد اغضبه هذا كثيرا فشدد من احتضانه لها وهما يمران به قبل أن يعطيه ابتسامه صفراء وهو يقول بصوت ماكر أراد أن يخترق مسامعه
حبيبتي يا لولي ليك عندي حتة خروجه. هلففك اسماعيليه كلها. هو انا عندي كام لولى يعني
احتارت قليلا في افعال مروان ولكنها لم تعيرها اهتمام فقد كان ڠضبها يطمس كل شعور لديها في تلك اللحظه و خاصة حين رأته يناظرها حين مرت بجانبه برفقه مروان بتلك الطريقه التي بدت و كأنه يكره رؤيتها
كانت فرح في طريقها للخارج و بجانبها جنة التي كانت تنازع رغبة ملحه بالعودة لأخذ طفلها من امينه التي لم تدعه يدها أبدا و لكنها خائفه بل مرتعبه من رؤيته تخشي أن ترى به
متابعة القراءة