بين غياهب الاقدار ( قبضه الاقدار ٢) بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

ألمك جواك اكتر من كدا.
فعلت مثلما اخبرها فأخذ بكائها يرج غصون الأشجار حولهم و مع كل شهقه كانت تخرج من جوفها يزداد تعلقه بها أكثر حتى صارت وكأنها جزء من جسده شقا من روحه قطعة من قلبه المتيم بعشقها و الذي اخترق جميع دوافعها فوجدت نفسها تهمس باسمه 
سليم..
اخترق همسها قلبه فقام برفع وجهها يحيطه بكفوفه الحنونه وهو يقول بهمس
عيونه..
اجابته بلوعة
انا خاېفه اوي . خاېفه من كل حاجه. خاېفه اقرب من ابني لاخسره خاېفه لا المړض دا يكون عقاپ من ربنا ليا عشان غلطتي. خاېفه اتعلق بحياة جديدة تنتهي بكارثه زي ما حصل قبل كدا.. احساس الخۏف دا هيموتني و أنا مش قادرة اعيش بيه أبدا 
كلماتها الملتاعه كانت أشبه بالجمر علي قلبه الذي انتفض بداخله اضلعه ألما و عشقا تجلي في نبرته حين قال 
اوعي تخاف و أنا موجود. 
تابع و يديه تمسد أكتافها المرتجفه متابعا بقوة
ابنك دا هديه ربنا ليك وهيتربي في حضننا. ربنا له حكمة في كل حاجه حصلت. الطفل اللي مش قادرة تقربي منه دا لولاه مكنتيش اكتشفتي حقيقه مرضك و هو لسه في أوله. اللي هو ابتلاء من ربنا و هتصبري عليه عشان أنت قويه و عشان ربنا بيحبك. ربنا بيبعت البلاء للي بيحبهم. 
أيدته قايله
انا عارفه. بس..
قاطعها بحكمه
مفيش بس. في الحمد لله علي كل حاجه تيجي من عند ربنا. و تبقي قويه عشان أنت احسن من غيرك كتير. أنت جمبك ناس كتير بتحبك. اهلك و اختك و ابنك و أنا
هتصبر عليا
كلمه واحده منها كانت لها وقع القنبلة علي مسامعه فتراجع يناظرها بلهفه تجلت في نبرته حين قال 
بالرغم من إن سليم الوزان عمره ما عرف يعني ايه صبر بس انت تستاهلي اني اتعلمه عشانك..
سليم الوزان اختار يدخل الڼار برجليه..
هكذا أجابته في محاولة للوصول إلي أقصي مراحل الأمان بقربه فتفهم علي الفور مقصدها فأجابها بخشونة
اعتبري سليم الوزان دا ملكك بكل ما فيه. قربي و ملكيش دعوة
تقصد ايه
ايه رأيك تعتبريني صاحبك. الي بتجري تحكيله علي كل حاجه تخصك. فرحك حزنك ألمك كل حاجه. 
ابهرتها كلماته التي انهالت عليها ك سيل من المياة العذبة لتروي تربه تصدعت من فرط الجفاء و خاصة حين أكمل
اعتبريني البحر الي بترمي فيه كل مشاعرك. 
إجابته بنبرة مرتجفه
و افرض فهمت كلامي غلط
استحاله..
انا شايف قلبك. و عارف الي جواه. و مبسمعش غير ليه. اى كلام تاني مش هيهزني ..
انكمشت ملامحها بحيرة كل ما بداخلها ينطق بالموافقه إلا من شعور دخيل يمنع الكلمات من أن تغادر حدود شفتيها ولكنه تفهم ما يحدث فقال بتفهم
متجاوبيش دلوقتي.. خدي وقتك و اول ما قلبك يقنعك كلميني.. قوليلي عيزاك. و أنا هجيلك لو من آخر الدنيا..
رغما عنها ارتسمت ابتسامه جميلة علي شفتيها أضاءت له عمرا بأكمله فاقترب بترو واضعا قبله هادئه فوق عينيها اليمني ثم انتقلت شفتيه الي العين اليسرى ناثرا عشقه فوق بحرها الأسود اللامع فخرجت لهجتها مهتزة حين قالت 
بتعمل ايه
بملامح عاشقه و عينين تلتهمان حسنها إلتهاما أجابها
بوثق إتفاق بيني و بين قلبك..
عودو للوقت الحالي
هبت من مجلسها تنوي بدأ حياة جديدة معه. فقد اضناها العڈاب و اكتفت من دفع ثمن خطأها الغير مقصود و بالفعل قامت بسحب هاتفها لتراسله و لكنها احتارت ماذا تكتب هل تخبره بقرارها برسالة لن تحمل مقدار ذرة من مشاعرها التي تجتاح قلبها كالطوفان ام تخبره وهي تنظر إلي داخل عينيه 
ظلت تدور بغرفتها غير قادرة علي اتخاذ القرار ولكنها توقفت فجأة حين تذكرت كلمته التي كانت أكثر من كافيه للتعبير عن جميع مشاعرها التي لن تستطيع الأفصاح عنها..
فقامت علي الفور بتدوين ما تريد و الذي اختصرته في عدة حروف بسيطة 
عيزاك..
ما أن همت بإرسالها حتي تعالي صوت بكاء بجانبها والذي لم يكن سوي لطفلها محمود الذي كانت تخشي كثيرا الاقتراب منه فكانت تتركه الوقت بأكمله إما لشقيقتها او لزوجة عمها للإهتمام به و لكنهما الآن غير متواجدتان و الصغير يبكي بحرقه رق لها قلبها فاقتربت منه بخطي سلحفيه لتجده يتلوي بسريره وجهه محمر بشدة و ملامحه الجميلة مكفهرة بطريقه توحي بأنه يتألم و دون أن تشعر ساقها قلبها إليه فقامت بمد يدها المرتجفه تتحسس وجنته فاحرقتها تلك السخونة المنبعثة منها فاړتعبت و قامت بحمله و داخلها يرتجف ړعبا

________________________________________
حين وجدت الطفل ينتفض بين يديها يعاني من ارتفاع شديد في حرارته
كان الڠضب شعور بين ألف شعور يجتاحه و هو يقف أمام تلك الشجرة التي تحمل ذكريات لعينه بين مالكه قلبه و بين رجلا آخر و كأنه أراد قتل تلك الذكريات في مهدها حين قرر لقائهم أن يتم تحت أنظار تلك الثمار المتدلية بإغراء من الغصون . أراد أن يزودها بذكريات أخرى سيئه قد تأتي اولا بذاكره ذلك الذي تجرأ و اقترب من
تم نسخ الرابط