بين غياهب الاقدار ( قبضه الاقدار ٢) بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

من هنا و لا تعلم السبب ولكنها قمعت ذلك الصوت الداخلي الذي يتوسل إليها بالفرار و قالت بابتسامه باهته 
لا أبدا أنا كنت سرحانه شوي .. كنت عايز ايه 
لم يتسنى له الإجابه فقد أحضرت لهم الممرضة زجاجتين من العصير وهي تخبرهم بأن الطبيب سيقابلهم بعد قليل فتناولهم حازم منها وقام بإعطائها إحداهما ولكنها لم تكن تريد فلاحظ ذلك وقال بحزن زائف
جنة . انت ندمانه انك جيتي معايا 
تنبهت جنة لملامحه التي لونها الانكسار و لهجته الحزينه فقالت بنفي
ليه بتقول كدا طبعا لا. 
تابع تمثيله فنظر أمامه بحزن استطاع أن يتقنه ببراعة ويسكبه في لهجته حين أجابها 
بصي لشكلك في المراية وأنت هتعرفي دانت حتي مش طايقه تاخدي العصير مني..
جنة بلهفه 
والله أبدا انا متوترة بس. ازاي تفكر كدا.
أومأ برأسه بطريقة توحي لها أنه مازال حزينا فتابعت بلهجة ودودة 
خلاص والله يا حازم انا مقصدش اضايقك. 
نظر إليها وابتسم أحدي ابتساماته الرائعة قبل أن يقوم بامساك زجاجة العصير و فتحها وهو يناولها إياها قائلا بخفة 
خلاص يا ستي مسامحك.. اشربي بقي عشان تفكي من التوتر دا احنا لسه قدامنا مشوار طويل مع بعض مش هتفرهدي من اول مرة

________________________________________
كدا..
لم تنتبه لذلك المكر الذي يقطر من حديثه فقد ارتاحت حين رأت ابتسامته فهي تشعر بالشفقة علي شاب مثله أن يقع فريسه لذلك المړض اللعېن و لا تعلم أنها هي من وقعت فريسة بين براثن ذئاب لا تعرف الرحمة سبيلا إلى قلوبهم فبعد عدة رشفات من العصير تراقصت الدنيا من حولها و آخر ما سمعته هو صوت ټحطم الزجاجه التي سقطت من بين يديها. 
لا تعلم كم من الوقت مر وهي نائمه ولكنها بدأت تستعيد وعيها شيئا فشيئا وكان أول شئ
وقعت عينيها عليه هو سقف الغرفة الأبيض الذي كانت تراه بتشوش في البداية وبعد ذلك بدأت الرؤية تتوضح ليهاجمها بعدها ألم قاټل أسفل جسدها فرفعت يدها تضعها فوق رأسها فتفاجئت بذراعها و بلحظة ضړب عقلها هاجس رفضته بقوة فأخذت تتلفت حولها بلهفه والعبرات تتساقط من مقلتيها بغزارة دون أن تشعر. فقد أدركت الآن حقارة ما حدث معها فتشنج جسدها و خرجت الصرخات المستمرة من فمها الذي أخذ يردد دون وعي 
لا .. لا .. لا.. انا بحلم .. دي مش حقيقية.. لا ... لا... لاااااا
أخيرا صحيتي ..
كان هدوءه يوحي بمدى حقارته فقد كان هادئ وكأن شيئا لم يحدث بينما هي كانت تحترق بلهيب الغدر و الألم و الڠضب معا فصړخت به 
انت معملتش فيا كدا صح 
لم يجبها حازم انما توجه الى اقرب مقعد وألقى بثقله عليه وهو يقول بهدوء 
لا عملت يا جنة. و اللي عملته دا مش غلط ولا عيب و لا حرام أنت مراتي..
لم تستطيع تصديق إقرارا بذنبه العظيم و فجيعتها الكبرى و الأسوء من ذلك ان يتحدث بتلك الطريقه و يبرر جريمته النكراء فصړخت حتى جرحت احبالها الصوتيه 
انت حيواااان .. 
لم تشعر بنفسها وهي تمسك بقنينة مياة كانت على الطاوله بجانب السرير و تقوم بإلقائها في وجهه فتفاداها بصعوبة وتوجه ناحيتها پغضب انطبع علي مرفقيها حين اخذ يهزها پعنف 
اهدي و بطلي جنان. قولتلك اللي حصل دا لا عيب و لا حرام أنت مراتي يعني كدا كدا كان هيحصل .
بكل ما يعتمل بداخلها من قهر صړخت بوجهه 
فجأة هدأت ثورتها وجلست بمكانها وهي تقول بنبرة تقطع لها نياط القلب 
انت ضيعتني. حرام عليك.. حب ايه اللي يخليك تعمل فيا كدا..
خلاص بقي أنت مزوداها كدا ليه ما قولتلك دا لا عيب و لا حرام أنت مراتي افهمي 
لم تستطع تحمل وجوده أكثر و ثباته الذي يضفي نيرانا فوق نيرانها فنفضت يده بحدة وهي تصرخ بكل ما يعتمل بداخلها من ۏجع 
بكرهك... بكرهك يا حازم بكرهك..
عودة للوقت الحالي
اختلط الحلم بالحقيقة للحظات شعرت بأنها في ذلك الچحيم مرة أخرى و تعاظم الألم حتي صار تحمله دربا من دروب المستحيل فوضعت يديها فوق أذنيها حتي لا تسمع صوت صرخاتها الممزوجه بتبريراته السخيفه تريد الهرب حتى لا تراه مرة أخري أمامها فصارت تغمض عينيها بقوة و تردد دون وعي 
بكرهك .. بكرهك.. يا حازم بكرهك..
كانت ملامحها المتألمه تحكي عن أي كابوس تعيش في تلك اللحظة. كابوس لا تستطيع تجاوزه أي فتاة و خاصة هي. جسدها المرتجف كان يعبر بطريقته عن رفضه لما حدث له و ما مر به. يعلم جيدا أي شعور يجتاحها الآن فقد كان يشاركها الألم يشعر بالقهر لما حدث معها يتألم كما لم يتألم من قبل. 
كانت شئ ينتمي له لا يعلم كيف و لم يعد يتساءل متي فمنذ أن رآها أول مرة كان يرى نفسه بعينيها بري انهياراته و ضعفه و هزائمه. كانت تعبر عنه تشكو همه بلسانها
تم نسخ الرابط