بين غياهب الاقدار ( قبضه الاقدار ٢) بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

ناچيلكوا عالمستشفي فرح جالت انكوا چايين عالطريق
اومأت جنة بهدوء تجلى في نبرتها حين قالت
تسلمي يا طنط . الحمد لله بقي احسن.. كانوا شويه برد 
الحمد لله.. بجولك اي الواد ده محتاچ حضڼ أمه. مالوش غيرك يا بتي.. اوعاك تجسي عليه مرة تانية.. ربنا بيدينا فرص علي طبج من دهب لازمن نستغلوها صوح كده ولا اي يا سليم بيه
اومأ سليم باحترام وقال مؤكدا
طبعا يا حاجه تهاني عندك حق.. محمود في عنينا انا و ممته.. ولا ايه يا جنة
شددت من احتضانها للطفل و قالت بخفوت 
عندك حق ..
دخل الجميع الى الداخل و ذهب سالم إلى مروان النائم في السيارة بينما انتظر سليم ليودعها و حين دخل الجميع اقترب منها قائلا بهدوء
حقك عليا لو خوفتك في المستشفى.. انا بس لما بتعصب بتفلت مني شويه..
اومأت بتفهم قبل أن تقول بخجل
عادي ولا يهمك.. ليك حق تضايق..
شددت يده علي كفوفها قبل أن يقول بخشونة
اوعي تخاف من الرسالة دي. محدش هيقدر يعمل حاجه. و الخط اصلا اتقفل بعد ما اتبعتت دا حد عايز يضايقنا و خلاص و انا هعرفه و هوريه شغله ..
رفعت أنظارها تطالعه بقوة تجلت في نبرتها حين قالت 
بس انا عارفه مين الي بعت الرسالة دي
حين يكون الإنسان مټألما يمر الوقت و كأنه على ظهر سلحفاة نشعر بأن العقارب تلدغنا بكل ثانية تمر بها. و لا نفع للدواء إن كان الداء منبعه القلب .
كانت تتسطح على مخدعها تنظر أمامها بشرود فقد استقرت حالتها الي حد ما وشفيت بعض چروحها ولكنها تركت ندبات كثيرة علي جسدها و كذلك روحها التي أصبحت كثوب مهلهل من فرط تمزقه لم يعد صالحا لأى شئ .
حاوطت نفسها بسور الوحدة و رفضت الحديث مع أي أحد تأكل من الطعام ما يسد رمقها فقط. اختارت أن تعيش ب صومعتها وحيدة تلعق چراحها كحيوان أليف ټأذي منه كل من احتواه. فأصبح منبوذا حتي من نفسه. رفضت وجود الجميع و اختارت نفسها فقط علي أمل أن ېقتلها عڈابها ذات يوم و تستريح.
جلبة قوية في الخارج افسدت وحدتها و خدش سمعها صوتا كانت تعرفه عن ظهر قلب فحاولت أن تتحامل علي جسدها المنهك و الإنتصار علي اوجاعها الهائلة واضعه أقدامها علي الأرض تتوسل لقواها أن تحملها للخارج حتى ترى ماذا يحدث
أخيرا و بعد عناء شديد استطاعت أن تصل الي باب الغرفة وحين أوشكت علي فتحه توقفت كل عضله بها عن الاستجابة حين سمعت صوته الغاضب و هو ېصرخ 
أنا بحبها.. و محدش فيكوا يقدر يمنعني عنها..
كان تصريحا مريعا بالحب لم تتوقعه أبدا و خاصة منه.. كان آخر خيط يربطها بالحياة ولكنه لم يكتفي بسحقه بل دمر الجزء المتبقي من آدميتها حين قام بفعلته النكراء بها. هو من كانت تشتكي له خذلان الجميع ليأتي هو و يعطيها ما هو أقسى و أصعب أذاقها ويلات الخزي و الذل و قضى على المتبقي منها والآن يدعي محبتها!
حين يأتيك الخذلان من أكثر مواطنك أمنا تهتز ثوابت الكون بقلبك. ك سماء تخلت عن ظواهرها الفيزيائيه و تحول قوس المطر الخاص بها إلي رمادي ابتلع جميع ألوان الحياة منه..
أخرجها من شرودها صوت والدها الصارخ وهو يقول معنفا
حب ايه يا كلب اللي يخليك تأذيها بالشكل دا الأشكال اللي زيك متعرفش تحب..
صاح عدى بصوت مبحوح من فرط الصړاخ
انت اخر واحد تتكلم عن الحب.. طب انا كنت واطي معاها عشان كان مضحوك
عليا. انما انت كنت واطي معاها ليه أهملت بنتك و رمتها من حياتك و لا اكنها ليها وجود ليه 
كان صوت بكاء والدتها يؤذي سمعها بينما لم يستطيع صالح والدها إجابة عدى بل انكمشت ملامحه پألم فقد كان مصيب في حديثه و قد كان هذا الجرم الذي اقترفه بحق ابنته لا يغتفر و لا يعلم كيف سيصلحه أو أن كان يملك ما يجعله قادر على إخراجها من تلك القوقعة التي احتمت بها من بطشهم..
تابع عدى بسخرية مريرة
شوفت بقي أنت حتى معندكش اجابه . أنت أسوأ أب شفته في حياتي .. و أنا هاخدها منك هاخدها منكوا و هتجوزها و هعالجها و مش هخليها تعرفكوا أبدا..
تدخلت الأم المكلومة قائلة پغضب يمتزج به الحسړة
حتي لو احنا كنا وحشين و منستاهلهاش فهي بنتنا انما انت مين انت غريب عننا و عنها. و لو كنت بتحبها و عايز تعالجها مين قالك اننا هنآمن نديهالك بعد اللي حصل منك 
بس أنا موافقة اتجوزه
كان صوتها مبحوحا يفتقر إلى القوة كحال جسدها الذي وهن و اهتز بها فاستندت إلى باب الغرفة ل يهرول الجميع إليها ف قامت بوضع كفها أمام والديها قائلة بنبرة صارمة بقدر ارتجافها
محدش فيكوا بقربلي.. خليكوا

________________________________________
بعيد عني..
انهالت عبراتهم ألما على رفضها لوجودهم وقال صالح بتوسل 
يا بنت ارجوك سامحينا و ادينا فرصه نعوضك عن كل
تم نسخ الرابط