روايه بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


أنا مش جعان الصراحة بس عادي ممكن اكل حاجة بسيطة معاكي عشان متاكليش وحدك
حبست أنفاسها ومجرد ما ولاها ظهره وانصرف اخرجته زفيرا قوي وهي تهز رأسها بالنفي فهو كالتعويذة التي تسحب الفتيات فقط لوحله وهي تفقد السيطرة على قلبها المتيم به كلما تنظر له وترى ابتسامته وتسمع صوته الهاديء الذي يعزفه على اوتار قلبها كسمفونية غرام ونظراته تغرقها في بحور عشقه الذي لا نهاية لها وفجأة عصفت بذهنها كلمات رفيف لها كرم بيعزك جدا ياشفق والله وإنتي ليكي معزة خاصة في قلبه ولو وافقتي واتجوزتوا هتقدري بسهولة تكسبي قلبه صدقيني .. دي فرصة جاتلك ولو ضيعتها مش هتجيلك زيها تاني فمتهدريهاش وحاولي تستغلي الفرصة لصالحك استغلال الفرصة !! وهي أفضل من يستغل الفرص وللمرة الأولى ستكون انانية في عشقها ولن تسمح للظروف والأسوار والحصون أن تحول بينها وبين عشقها ستبذل قصارى جهدها في البحث عن مفتاح قلبه الذي امتلكته زوجته وتمكنت من الدخول بسهولة وستكون هي الشفق الذي يبشر بقدوم ليالي مليئة بالعشق والغرام !! ..

بعد مايقارب النصف ساعة انتهت من تحضير الإفطار ثم بدأت في نقل الصحون إلى الطاولة واتجهت إليه في الشرفة تخبره بأن الطعام جاهز فأماء لها بالإيجاب وبعد لحظات انضم لها على الطاولة ونظر إلى أنواع الطعام المختلفة ثم جلس وبدأ في الأكل وهو يستطعم مذاق الطعام فيجده ألذ مما توقعه أما هي فكانت تعلق نظرها عليه تتابع قسمات وجهه وقد قررت من اليوم أن تتوقف عن الخجل منه وتتحلى بدهاء النساء وانوثتها وتجد حلا لمشكلة خجله وتوتره منها وتمحوه نهائي حيث هتفت باسمة 
_ يوم لما عزمك سيف الله يرحمه قبل ما يتوفى أنا اللي كنت عاملة الأكل كله لإن في اليوم ده ماما تعبت ومقدرتش تقف في المطبخ وحظك كان دايما إن لما سيف يعزمك عندنا كانت ماما بتتعب وكنت أنا اللي بعمل الأكل
رفع نظره لها ولاحت بشائر الابتسامة على شفتيه ثم قال ضاحكا 
_ إنتي بتتكلمي جد !
_ آه والله كانت بتبقى صدفة في كل مرة سبحان الله وفي الغالب لما كان سيف بيعزم حد ماما هي
اللي بتعمل الأكل وأنا مبحبش أعمل الأكل بخاف الأكل ميعجبش الضيوف فكنت بكتفي بإني اساعدها لكن دايما في اليوم اللي بتاجي فيه إنت كانت بتتعب فجأة وبضطر أنا احضر الأكل وكنت ببقى خاېفة جدا يكون في حاجة مش مظبوطة وبمجرد ما كنت تمشي كنت بسأل سيف لو الأكل فيه حاجة
ضحك بخفة وهتف في تلقائية متحدثا معها وكأنها صديق له 
_ لا مكنتش متوقع إنك شيف محترفة كدا تسلم إيدك ياشفق والله من هنا ورايح عايز من الأكل اللي كنتي بتعمليه ده كتير
شقت ابتسامتها طريقها وهي تجيبه شبه ضاحكة 
_ من عنيا !
ثم عادت تكمل طعامها وتجمعت الدموع في عيناها على ذكرها لأخيها وأمها الألم الذي يسكن قلبها الضعيف لا يمكنها تحمله فكم اشتاقت لمعانقتهم وكم اشتاقت لأمها وحديثها وصوتها وابتسامتها حتى توبيخها لها فلو هناك آلة تعود بالزمن كما في الأفلام الخيالية لما ترددت لحظة في استخدامها انهمرت دموعها دون أذنها فهبت واقفة واسرعت لغرفتها بعد أن لاحظت أنه انتبه لدموعها وبالفعل وجدته يفتح الباب ويقترب ليجلس بجانبها على الفراش هاتفا في قلق 
_ مالك !
لم تتمكن من التحكم في شلال دموعها الغزير فكلما تعصف صورتهم في ذهنها تزداد حدة بكائها ومعه يزداد قلقه وحيرته.
_ وحشوني أوي ياكرم نفسي اشوفهم مش قادرة استحمل حياتي من غيرهم

.. خسرتهم هما الأتنين ورا بعض كنت لسا ملحقتش افوق من حزني على سيف وماما كمان اټوفت وراه في اللحظة دي حسيت إني خسړت كل حاجة وفكرت إني اڼتحر وكنت هعمل كدا فعلا بس تراجعت في آخر لحظة
محاولا إيجاد الكلمات المناسبة 
_ عارف وحاسس بيكي لأن نفس الأحساس أنا لغاية دلوقتي بعاني منه بس الحياة مبتقفش على حد صدقيني وهما أكيد في مكان أفضل منينا وأنا معاكي ياشفق احنا عيلتك دلوقتي كفاية عياط وادعيلهم وإن شاء الله ربنا يجمعنا بيهم في الآخرة
خرجت من نوبة بكائها وانتبهت لوضعها فنالها ما ناله من التوتر والاضطراب وابتعدت عنه وهي تجفل نظرها وتجفف دموعها متمتمة في صوت خاڤت ومضطرب
_ آمين آسفة نكدت عليك على الصبح
رسم ابتسامة عذبة وتمتم في حنو 
_ ولا يهمك .. قومي اغسلي وشك يلا عشان نكمل فطارنا
أماءت له بالموافقة ثم استقامت واسرعت باتجاه الحمام تختبيء فيه من فعلتها الحمقاء فهي نوت أن تتخلى عن خجلها منه ولكن ليس لهذا الحد أما هو فمسح على وجهه وهو يزفر بقوة ليزيح ما قد كان يكتم على انفاسه للتو وهي بين ذراعيه فقط شعور لا يود أن يشعر به مجددا فلوهلة حس نفسه مكبلا ومقيدا لا يستطيع فعل شيء 
خرجت ملاذ من غرفتها وقادت خطواتها نحو طاولة الطعام وبدأت تشاركه طعام الإفطار
 

تم نسخ الرابط