عيون الذئاب بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز


انا مقدرش اتصور حياتي من غيرك انت كل حاجة بالنسبالي 
رمقه الجد بغموض مع همسه يمكن في يوم تقابل ناس هيحبوك أكتر مني اوعي وقتها تنساني! 
زوي جسار ما بين حاجبيه ناس مين اللي يخلوني انساك
عروستك مثلا 
قهقهة ساخرا عروستي لا اطمن الموضوع ده مش في حسابي نهائي حاليا وبصراحة انا اتشبعت وزهقت من البنات في حياتي 

وواصل بجدية أنا أهم حاجة اعمل أسم كويس في عالم المحاماه شغلي بقي اهم هدف عندي دلوقت 
محدش عارف يمكن نصيبك يكون أقربلك مما تتصور وتحقق الاتنين سوا 
اللهم اعلم ياجدي أنا ونصيبي 

بعد مرور شهر 
حمد الله على السلامة مصر نورت بيكم
قالها جسار بترحاب حقيقي مستقبلا والديه وشقيقه في ساحة المطار مبادرا بعناق حار لأبيه وأخر أكثر قوة لأخيه بينما هم بالاقتراب لوالدته فلاحظ اختبائها عمدا خلف عربة الحقائب كأنها تتجنب عناقه والأكثر غرابة أنه لمح تشبث أبيه لخصرها كأنه يدعم عدم اقتربها منه مسدلا بينه وبين والدته حاجز غير مرئي يمنع عناقهما ابتلع جسار غصة دهشته وحزنه في قلبه ليضاف ويخط تساؤل جديد فوق صفحات عقله لا يجد له جواب شافي 
ثم سمع والدته إلهام تهتف بنبرة لا تحمل عاطفة كما تمناها ازيك ياجسار عامل ايه
الحمد لله يا ماما كويس 
رائف باهتمام جدي مجاش معاك 
أجاب شقيقه تعبان شوية مقدرش يجي معايا 
صاح والده توفيق بقلق ألف سلامة عليه هو لسه مفيش تحسن علي العلاج
والله يا بابا انا شايفه تعبان بس أكيد لما يشوفكم حالته هتكون افضل ثم لكز كتف أخيه بمزاح بالذات انت يابرنس هيتجنن عشان يشوفك أصلا 
الأخير بحرارة ده انا مشتاقله مۏت وانت كمان واحشني عايزك تظبطني بسهرات حلوة زي الأجازة اللي فاتت يا كبير 
برقت عين حسار بحنان من عيوني اعتبرني مرشد سياحي متفرغ لسعادة ورفاهية جنابك وأشرف كمان مستنيك علي ڼار أحنا عندنا كام رائف 
صاخ بحماس لا كده انا اتحمست علي الأخر يا متر 
حبيبي طب يلا بينا بقى عشان جدي منتظرنا 
ثم دعاهم لسيارته متوجهين على الفور حيث ينتظرهم الجد 

دبت الحياة في أوصاله وضخت في زرقة عروقه قوة وهو يستقبل أبنه وحفيده بعناق جارف ويقول وحشتني يا توفيق كل دي غيبة يا ابني 
سامحني يا بابا ڠصب عني شغلي هناك واخدني بس أول ما حسيتك تعبان مقدرتش وقررت انزل فورا اطمن عليك 
دوري أنا بقي ياجدو 
طالعلك يادوك 
إلهام متدخلة فعلا رائف وارث منك كل ملامحك ياعمي حتى الحسنة المميزة في رقبته مش واخد بالك
رمقها الجد بنظرة مطولة قبل ان يغمغم عندك حق يا إلهام رائف واخد ملامحي بس جسار وارث مني ذكائي واجتهادي ولا ليكي رآي تاني يا مرات ابني 
مطت شفتيها مع نبرة استهزاء واضحة 
أيوة بس حضرتك ما أخدتش كليتك السنة في سنتين زي جسار يا عمي 
رماها زوجها بنظرة جانبية ساخطة وقال وهو يجذبها إلهام تعالي نطلع نرتاح في أوضتنا ونفضي
الشنط لأن شكلك تعبانة ومش مركزة ثم نظر للجميع وخاصتا والده كأنه يعتذر له معلش يا جماعة محتاجين نطلع نرتاح شوية من السفر وانت كمان يا رائف مطبق سهر من امبارح لارم تنام شوية 
لأ يا بابا أنا هفضل مع اخويا وجدو شوية لأنهم وحشوني اتفضل حضرتك أنت وماما 
تابعهما جسار بوجه متجهم شارد غير خافي عنه ذاك التراشق المبهم الذي حدث بين والدته وجده مستشعرا بغريزته تحدي غريب بينهما وطلاسم غير واضحة ما معني ما قالته انه لم يرث شيء من

ملامح الجد فضلا عن دفاع الأخير الذي بدا يحمل ټهديدة أكثر منه دفاع هناك شيء لا يفهمه كل ما خدث أمامه الأن أشعل من جديد جذوة تساؤلاته كثيرا ما انتبه لعدم تشابه ملامحه مع أبيه ووالدته وجده عكس شقيقه رائف له نصيب كبير من الثلاث معا ماذا يعني هذا!
ايه يا كبير سمعت انك بقيت محامي عقر وليك شنة ورنة في المحاكم يا متر 
ابتسم لأخيه بود منتزع نفسه من شروده ربك قادر على كل شيء وتلقائيا نظر لوالدته مستطردا الطالب اللي كان بياخد السنة في اتنين فلح زي ما انت شايف ة يا رائف 
يبقي زي ما جدي قال انك وارث منه ذكائه وسبت لاخوك الغلبان الفتات 
لم يتفاعل مع مزحة أخيه متبادلا النظرات مع جده الذي تجنبها وانسحب مع قوله طيب هسيبكم بقي تشبعوا من بعض وتناموا والصبح ناخد اليوم سوا من أوله 
ظلت عين جسار شاخصة متعلقة بظهر الجد وهو يبتعد لينتزعه شقيقه ثانيا بحديث مازح و سيل ثرثرته المحببة وصولاته وجولاته مع رفاقه لوقت ليس قصير بينما الشرود يلجم جسار أغلب الوقت منشغلا بما حدث ثم بدأ رائف يتثائب لينتهي
 

تم نسخ الرابط