صرخه على الطريق

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
تراقصت في الظلمة أضواء الشموع المتناثرة على وجه كعكة عيد الميلاد ليصدح الغناء من حناجر المدعوين والتصفيق المنغم مرددين أغنية ما شهيرة لتنتهي بصاحبها ينفث بالشموع ليطفئها ثم اشټعل التصفيق وسطعت الأضواء مجدد ليتلقى رائف نجم الحفل الصغير الهدايا من عائلته ورفاقه 
كل سنة وانت طيب ياحبيب ماما 

قالتها إلهام والدته وهي تقبيله ثم مدت يدها بهديته قائلة دي هديتك ياحبيبي 
ليتبعها الأب توفيق بتقديم هديته ثم الجد نادر واخيرا شقيقه الأكبر جسار وهو يقدم هديته
كل سنة وانت طيب يا رائف عقبال مليون سنة 
وانت طيب يا آبيه 
تولت إلهام تقطيع القالب ومنحت الجميع حصتهم ثم انتبهت أنها لم تعطي أبنها الأكبر حصته فتوجهت إليه بطبقه قائلة معلش يا حبيبي نسيت اديك طبق الجاتوه بتاعك 
رمق قطعة الحلوي البيضاء بخيبة أمل ثم قال شكرا يا ماما انتي عارفة حساسية الألبان تمنعني أدوقه 
لطمت جبهتها علامة للنسيان وقالت معتذرة ياه! ازاي نسيت انك بتتعب منها سوري حبيبي 
أومأ لها بمسحة حزن عادي يا ماما يمكن عشان بنتقابل كل فترة بحكم سفرك انتي وبابا عموما أنا هشرب عصير فريش 
system codeadautoadsفحاولت إصلاح الموقف بقولها طيب لحظة اجيبلك أنا العصير بنفسي 
أسرع بقوله لا لا شكرا يا ماما بعد شوية هشرب 
تنهدت باستسلام لرغبته ماشي يا حبيبي براحتك 
ابتعدت تتفقد الضيوف فتنحى جسار بعيدا نحو الشرفة وعين أخري تابعت ما حدث بضيق وسرعان ما توجه خلفه ليهون عليه الأمر فهو خير من يعلم أثر موقف گهذا علي صغيره 
شخصت عيناه وهو ينظر للسماء وأسئلة لا تنتهي يدوي صوتها بعقله لما دائما كل تفاصيله تسقط من ذاكرة والدته حتى لو كانت تخص صحته ذاتها بينما في المقابل لا تهمل أي شيء يخص أخيه الأصغر رائف ما الذي تبقى إذ لم تهتم والدته لما يؤذي صحته
علاقتهما عجيبة و فاترة هناك فجوة بينهما تتضخم و تبتلعه يوما بعد يوم كم ېخاف الضياع وهو يصارع فجوته فإن سقط بها لن ينقذه أحد حتئ هو ذاته 
جدو نادر حبيبك بنفسه جابلك العصير بتاعك 
الټفت سريعا لجده مبتسما تعبت نفسك ياجدي شكرا 
ربت على ظهره بحنانه المعهود وقال تعبك راحة يا جسار يا ابني على فكرة مش عايزك تزعل من ماما انت عارف انها بتنسي كتير 
وافق جده رغم انه لم يكن مقتنع داخله وقال
system codeadautoadsعادي ياجدي مازعلتش 
خلاص اشرب العصير الفريش ده بدون سكر 
تسلم ايدك يا حبيبي 
ارتشف القليل ثم قال هو بابا وماما واخويا امتى هيبطلوا يسافروا ويسيبونا ياجدي
شخصت عين الجد مع قوله الهامس كأنه يحدث نفسه لحد ما ربنا يريد ليهم الاستقرار يا ابني 
قال بتمني كشف بعض معاناته بس انا نفسي يفضلوا هنا أنا حاسس ان سفرهم وبعدي عنهم خلي بنا مسافة كبيرة أوي واهو حضرتك شوفت ازاي ماما نسيت حتى الحساسية اللي عندي من الألبان 
تنهد الجد بقلة حيلة وغمغم كله بأوانه يا جسار قولي بقا أخبار المذاكرة ايه عايزك تنجح في الثانوية وتدخل جامعة تختارها برغبتك وتتخرج وتبقي شخص ناجح وافتخر بيك 
ابتسم دون حماس ربنا يسهل يا جدي أوعدك إن شاء الله أنجح السنادي عشان خاطرك 
حدثه بحنان ربنا يباركلي فيك يا حبيبي يلا تعالى اقف جنب اخوك رائف واتبسط معاه 
حاضر 
بعد مرور ست سنوات 
بضجر راح جسار ينفذ غليونه وهو ينصت لثرثرة رفاقه التافهين عن قصصهم مع الفتايات التي يرافقوهم وبدأ يشعر بالضيق يحتل كيانه كل القصص معهن واحدة وتتشابه حد الملل ورغم انتقاده لمن يجلس معهم الأن هو ذاته ركن أساسي في عالمهم التافة الفارغ هذا تضاد غريب ككل شيء يحياه منذ مولده أنا ماشي قالها بعد أن أطفأ سېجاره مغادرا كافيتريا الجامعة لمكان أخر متجاهلا نداء رفاقه ليعود لكن يبدو أنهم اعتادوا طباعه هذه فمكثوا مواصلين ثرثرتهم غير عابئين برحيله المفاجيء گعهده 
بعين تنضح منها الخيبة همست الفتاة لأخرى
محدش بيحب يعذب نفسه يا بنت عمي
اقتربت أبنة العم وهي تقبض كتفها بقوة أرادت ان تزرعها داخلها وهي تقول ومع

كده انتي بټعذبي نفسك مع واحد بيلعب بيكي وبيتسلي وبس 
الټفت إليها الأولى بحدة عمرك ما هتفهميني ابدا أنا في وادي وانتي في
تم نسخ الرابط