صرخه على الطريق

موقع أيام نيوز

انت 
ترقرقت عين الجد ما بين راحة بما قال وحزن لما هو أت بينما يتابع توفيق حوارهما
بتأثر وجسار يواصل بس أنا مقدرش اقبل اتمتع بمنح مادية مابقيتش من حقي برفض رفاهية مش ملكي دلوقت ياجدي أنا هبدأ طريقي بشغل جديد وبيت تمنه من كدي وتعبي وفي نفس الوقت لازم ادور على أي خيط يوصلني لأبويا وأهلي 
system codeadautoadsثم غمرته نظرة حزن عميق تفطر القلب كفاية عرفت اني أمي ماټت يوم ما ولدتني والأمل الوحيد اللي فاضل ان ابويا يكون عايش مش أنت بتحبني ياجدي يبقي سبني اعمل اللي يريحني لكن صدقني مفيش حاجة هتبعدني عنك ابدا

ولا تقلل مكانتك جويا 
ثم مد أنامله وجفف دموع جده العزيزة وقال مازحا وعشان تعرف ان حفيدك الحليوة مش بيضيع وقت أنا فعلا لقيت شغل تاني في شركة والد زميلة ومحامية في المكتب عندي هبقي مستشار والدها القانوني 
حاول الجد أن يغتصب ابتسامة وهو يربت علي رأسه بحنان مبروك ياحبيبي ثم تساءل طب ومكتبك اللي تعبت فيه وبنيت سمعته بشطارتك هتسيبه يضيع منك 
لا جدي مش هيضيع أشرف وأدم وسارة هما اللي هيكملوا القضايا متخافش 
رمقه بنظرة مطولة قبل ان يقول أنا ليا حق عليك ولا لأ يا جسار 
طبعا ياجدي وكلمتك سيف على رقبتي بس 
مفيش بس أنا مش هقولك سيب فرصة الشغل اللي جالك في شركة أبو زميلتك بس كمان المكتب ده اتعمل بمجهودك ومهارتك انت ليه تفرط فيه وهو حقك وبعدين ده هديتي في نجاحك والهدية مابترجعش وإلا تعتبر إهانة عايز تهين جدك
system codeadautoadsتتدخل توفيق داعما أبيه تلك المرة بود لا يصطنعه اسمع كلام جدك يا جسار وماتزعلوش زي ما قالك المكتب ده انت اللي عملته وتستحق تحتفظ بيه 
وواصل بأديث أكثر عمقا مهما كان اللي حصل واللي عرفته أوعي تنسى انك كنت ومازلت حفيد للراجل ده ولازم تسمع كل كلامه فاهم
فاهم يا 
وقفت الكلمة گ غصة في حلق جسار لم يستطع لفظها إن ناداه بأبي سيكون كاذب فلم يستشعرها منه يوما مثلما كانت أحاسيسه تجاه الجد نادر 
ولم يغب عن توفيق تردده لقولها فغمغم كأنه سمع ما دار بذهنه أنا مش هخدع نفسي واعاتبك واقولك ليه مقدرتش تنطقها دلوقت عارف ان عمرك ما حسيتها مني يا جسار انت ماحبيتش غير بابا وابني رائف لأن هما فعلا اللي ادوك مشاعر و عواطف حقيقية بس برغم كده أنا بشكرك لأنك كنت بار بأبويا أكتر مني ودايما كنت معاه لما احتاجك 
وهفضل كده طول عمري 
قالها جسار بحسم وقوة دون لحظة تردد كي يرسخ فيهما تلك الحقيقة ليبتسم جده بحنان وقلبه يخفق حبا وفخرا بما صار عليه ذاك الذي تلقفه من الطريق ذات يوم رضيعا ېصرخ ها هو كبر ولم ينسى ما قدمه له مازال بارا محبا له كما كان 
اسمحولي استأذن 
على فين 
قالها جده بلهفة وعيناه تستجدي بقاءه فتماسك جسار أمامه كي لا يضعف هشوف سكن مؤقت لحد ما تستقر أموري يا جدي 
طب خليك معانا لحد ما تظبط الدنيا وبعدين ناسي رائف اللي هيسأل عليك ويستغرب انك مش موجود ولا ناوي تقاطع أخوك 
قالها توفيق كي يثنيه عن الرحيل فرد عليه 
رائف انا هقابله وافهمه لكن وجودي هنا مبقاش ينفع خلاص 
أطرق الجد رأسه باستسلام حزين فرفعها جسار هامسا بحنان وبعدين ياجدي مش اتفقنا ان مفيش حاجة هتتغير كل الحكاية اني هستقل بحياتي ماديا مش أكتر 
سلم أمره لله وهو يتمتم هتعرفني مكانك الجديد 
أكيد طبعا 
مكث الجد ينظر له برهة كأنه يتشرب ملامحه للنرة الأخيرة قبل ان يجذبه في ضمة قوية قائلا أعمل اللي يريحك وربنا يوفقك بس اوعي تنسي اني موجود في ضهرك منين ما تحتاج حاجة فاهم 
ابتسم ممتنا له فاهم ياجدي 
ابتعد متأهبا للمغادرة ورمق توفيق بنظرة احترام ثم قال له ما يراه حقا رغم كل شيء شكرا إنك وافقت في يوم من الأيام تكتب طفل
يتيم من الشارع على اسمك 
اغرورقت عين توفيق بالدموع وللمرة الأولي يقدم علي عناقه بتلك الحميمية وبحنان نفذ لقلب جسار الذي بادله العناق دون وعي فهذا الرجل الذي يضمه كان يعتبره لسنوات طويلة من عمره أبيه 
تراقبها وهي تلتهم أرض غرفتها
تم نسخ الرابط