صرخه على الطريق

موقع أيام نيوز

وانتوا برضو عيلة في بعض 
حدجه بنظرة صارمة وقال خلصت الهبد بتاعك يا أشرف اتفضل اطلع قدامي يلا 
صدقني مش هينفع علي الأقل المرة دي لو اتكررت زيارتهم تاني والله لاكون موجود روح لضيوفك بقي عيب تسيبهم ولو احتاجت حاجة عرفني 
أومأ له برضوخ ولو انك مش غريب بس خلاص براحتك أشوفك بالليل 
إن شاء الله 
نهض يتجول في المنزل المتواضع بحسرة جدرانه دون طلاء أثاثه زهيد صحون مطبخه الصغير
تكاد تعد على الإصبع كيف يحيا حفيده في هذا الوضع المؤسف بعد حياة الرفاهية لمح باب غرفته موارب فتقدم بفضول ليجد فراش صغير وخزانة ملابس وكومود يعلوه برواز ما التقطه ليراه ترقرقت عينه وهو يبصر صورته هو وجسار حين كان خمس سنوت تحسس ملامحه البريئة بحنان وحب لتسقط دمعته فوق البرواز ليباغت بيد حانية تجفف دمعته ليلتفت لجسار الذي أتي لتوه قائلا كل يوم ببوس صورتك قبل ما انام ياجدي عشان تعرف ان مفيش حاجة هتفرقنا ولا تنسيني انك ربتني وكبرتني وعلمتني 
system codeadautoadsعانق وجهه براحته المرتعشة وهمس برجاء عشان خاطري ارجع معايا تاني مش هقدر اسيبك في المكان ده وامشي بقي بعد العز اللي عشت فيه تعيش هنا
بابا عنده حق ياجسار 
قالها توفيق الذي انضم إليهما واقفا علي عتبة غرفته بينما صاح رائف أنا أصلا مش عارف انت ليه مشيت ماشي اكتشفت الحقيقة بس كمان انت عشت عمرك كله معانا ومع جدي واحنا بنحبك ليه تسيبنا ياجسار 
جالت عينه بينهما ثم دعاهم للجلوس في الردهة قال ناظرا لأحداقهم بقوة وثقة والرضا يملأ قلبه رجوعي تاني هناك وكأن معرفتش حاجة ده صعب مش من حقي أعيش حياتكم لأنها مش ليا أنا دايما كنت بحس بغربة هناك قولولي ايه هيبدل المكان الغريب ده لوطن بالعكس رغم سكني المتواضع هنا بس حاسس انه مكاني تمنه بعرقي مرتاح فيه أكتر من القصر اللي عشت فيه هناك 
يااااه للدرجة دي كنت تعيس معايا 
أنا لو في حاجة صبرتني علي غربة روحي وخلتني اتحمل فكرة أن بابا وماما مش بيحبوني هو انت ياجدي حبك وحنانك وخۏفك عليا الفكرة أني هنا مستقر نفسيا وراضي فوق ماتتصورا ولعلمكم أنا باخد مرتب كويس جدا من شغلي واقدر اسكن في شقة أرقي بكتير بس يمكن مش هرتاح فيها زي هنا أشرف معايا مش بيسبني وعيلته بقوا أهلي أنا مبسوط الحمد لله مش عايزكم تحملوا همي أدعولي بس أعرف طريق أهلي 
خبط رائف جبهته مع قوله يا نهار ابيض ده انا نسيت اكلم صاحبي واعرف وصل لايه في موضوعك 
جسار برجاء طب كلمه دلوقت عشان خاطري 
من عيوني 
وظل يحاول مرارا ليهتف أخيرا مش بيرد عليا ممكن يكون نايم 
تنهد أخيه خلاص خلينا نتغدا وبعدها تتصل تاني 
دعاهم ليلتفوا حول طاولة الطعام والشقيقان يتمازحان ليبددا تجهم وجهي الجد وتوفيق وينتهي الأمر بجلسة دافئة مرحة ورائف يقص لهم نوادره مع رفاقه 
توفيق تسلم ايدك ياجسار الأكل كان تحفة 
بألف هنا ده عمايل طنط مامة أشرف حبيت تدوقوا أكلها وتعرفوا ليه أنا لابد هنا ومش عايز امشي 
ابتسم الجد وابنه بعد أن تشكلت لديهم قناعة انه سعيدا في هذا المكان بينما قال رائف ليك حق انا أكلت كتير اوي وبطني هتفرقع 
ثم مازحه ابقي اشكرلي طنط وبنتها المزة اللي شوفتها شايلة صنية الأكل وأنا طالع وعرفتني عليها انها أخت أشرف 
خبطه في رأسه بتحذير أحترم نفسك يالا دي لسه عيلة في ثانوي وفي مقام اختي 
العيل مسيره يكبر يابرنس وبعدين بلاش تكون قطاع أرزاقولعلمك أنا

هاجيلك كل يوم أطمن عليك
رفع جسار حاجبيه بتهكم تطمن عليا أنا برضو عموما أنا ماليش
دعوة وهسيبك لأشرف هو اللي هيظبطك ثم حدث جده أنا بقي هروح اعملكم أحلى شاي دقيقة وجاي 
غاب دقائق عاد بعدها حاملا أقداح الشاي الساخن ورائف يهتف بحماس صاحبي بيرن اخيرا 
ثم أشار لهم بالتزام الصمت وراح يستمع لصديقه وعين جسار ترصد تعبيرات وجهه ليستشف شيئا وداخله يتضرع لله أن يعلم معلومة توصله لأبيه 
أنهي رائف مكالمته مع رفيقه وانتظر الجميع قوله فغمغم قريب صديقي اللي في الشرطة ده تقصي فعلا عن
تم نسخ الرابط