صرخه على الطريق

موقع أيام نيوز

له الجد وشبح الفقد يلوح له بذراعيه وحانت فصول النهاية أن تكتمل ليعود كل شيء لاصله 
هو لم يعد الآن جد لجسار 
لقد فقد حفيدة قطعة روحه وقلبه 
مجرد أن يعلم من هو أبيه ومن هم أهله سينساه ويختلط بهم ويعوض ما فاته سينزوي بعيدا ويتركه متنعم بدفء أسرة حقيقية ينتمي إليها فليكن معه الله حينها 
مافيش داعي لوجودكم وتعبكم علي الفاضي أنا موجود مع شمس وانتم ارجوا بيوتكم ارتاحوا 
هكذا هتف جسار على الجميع بتلك الكلمات وشحوب وجهه تضاعف مع سواد عيناه من قلة نومه وحزنه فاقترب أمين ورمقه بنظرة حانية وقال مش هسيبك هفضل معاك 
تعجب جسار ونظرة أمين له بدت غريبة عليه لكنه تغاضي عن تحليل معناها وقال برسمية واضحة شكرا يا أمين بيه بس مش مستاهلة بإذن الله يومين وتفوق مراتي وهاخدها علي البيت انتم بقالكم اسبوع معانا وتعبتم ثم تقدم نحو جده وقال برفق وهو يربت علي كتفه كفاية كده ياجدي انت مش حمل الپهدلة دي وأنا خاېف عليك أوي ارجع بيتك وارتاح عشان خاطري وانا لو احتاجت أي حاجة مش هكلم حد غيرك يا حبيبي ده وعد 
غيرة قاسېة نهشت قلب أمين وهو يري أبنه يستنجد بغيره ويحدثه بهذا الحب والحنان وينتابه القلق عليه 
غيرة لم تخفي عن عين جده نادر فسخر داخله من المفارقة العجيبة قريبا جدا ستتبدل الأدوار ويقف هو بعيدا عن حفيده يراقب عناقه لأبيه 
أحاط وجهه براحتيه وغمغم بحنان متخافش عليا يا ابني أنا بخير ومش هسيبك غير لما مراتك تفوق 
بتلقائية مال رأس جسار علي كتف جده والحزن يتملكه بشدة كأنه يتلمس تلك الجرعة القصيرة من حنان من رباه ليصمد امام ما يحدث 
وعلي الجانب الأخر ېحترق أمين لوعة لمثل هذا العناق متي يعلم أنه أبيه وأحق بمشاعره وحنانه وبره وعطفه هو أبيه وكل ما لديه هو رائحة زوجته الراحلة 
شعر بمن يمسك ذراعه گ مؤازارة ليجد رضوان يبادله النظرات الكاشفة لدواخله كأنه يقول له صبرا 
لسه شمس زي ماهي يا سارة 
غمغمت الأخيرة بحزن عبر الهاتف للأسف يا أدم زي ما هي غايبة عن الوعي أغلب الوقت صعبانة عليا أوي وكمان جسار مسكين هيتجنن عشانها ومامتها وعمو رضوان وبابا كلنا مش مصدقين اللي بيحصل بعد ماكانت الفرحة مش سايعانا فجأة
اتلقبت لحزن 
معلش يا سارة ده قضاء ربنا وبإذن الله يعوضهم بطفل جديد معافى 
معرفش ليه يا
أدم حاسة ان الموضوع أكبر من فقد الطفل نظرات بابا وعمو وجد جسار كمان مش طبيعية كأنهم مخبين حاجة 
هيخبوا ايه أكتر من كده بيتهيئلك المهم ياحبيبتي امسكي نفسك شوية أنا خاېف عليكي وزعلان عشانك 
متخافش يا أدم وادعيلنا كلنا تمر المحڼة علي خير وشمس ترجع لوعيها وتتقبل الأمر 
هتعدي بإذن الله 
طيب هسيبك واروح اطمن علي شمس وهكلمك تاني 
ماشي حبيبتي منتظرك 
ذهب معه للمختبر لا يطيق صبرا للأنتظار ليعلم النتيجة ومعه رضوان مكث يترقب ظهوره ليهب من مقعده بعد أن بصره يغادر الغرفة التي اختفى بها 
طمني يا دكتور نادر النتيجة ايه جسار طلع ابني صح 
تجرع الجد ريقه وهو يرمقه من خلف زجاج نظارته قبل أن يغمغم أخيرا صح يا سيد أمين جسار أبنك 
تنفس رضوان الصعداء وهواجسه المخيفة ټموت في مهدها بينما أمين كادت قدماه تتهاوي به ليسنده بفزع امسك نفسك يا اخويا!
طلع ابني يا رضوان كنت حاسس انه ابني ابن ريحانة نجى ورجعلي بعد سنين طويلة جسار ابني 
system codeadautoadsصار أمين يهذي وشقيقه يبكي فرحا

لنجاة ابن أخيه ليستطرد الأول بلهفة عايز اشوفه لازم يعرف اني ابوه ويترمي في حضڼي أنا نفسي احضنه واشم فيه روح ريحانة الله يرحمها 
طب اهدي وخلينا نفكر في طريقة مناسبة نعرفه بيها ماتنساش الولد غرقان في حزنه عشان بنتي 
لأ مش هصبر هروح اخده في حضڼي وبعدها يجي وقت الكلام 
اسمحولي انا اتصرف واجيبلكم جسار في مكان مناسب للقاء زي ده لأن ماينفعش حد غريب يحضره 
وذهب الجد ليستدعي جسار ويمهد له الحقيقة وليهون عليه الله ألم الفراق 
الفصل السادس عشر
القلوب لا تنتظر صك هوية لتعبر المسافات لمن تحب 
سلطانها نافذ أينما حلت لها عيون ترى وذراع يحتوي 
لا
تم نسخ الرابط