صرخه على الطريق
المحتويات
تخطئ طريقها مهما تراكمت أسباب الضلال
انقلب عالمه رأسا على عقب صرخات قلبه العجوز تشبه صړخة صغيره حين تلقفه بين يديه قطعة لحم حمراء لا حول له ولا قوة تمزق وشاح الحقيقة عن وجهه وتجلت خبايا ماضيه هو ذاته من سيخط بدموعه كلمة النهاية من نبع مقلتيه الذابلة سيخبر جسار أنه لم يعد مجهول الهوية جذوره اضحت شجرة عريقة النسب تثير الفخر لم يعد مصدر أمانه و فخره الوحيد قريبا جدا سيصبح ذكرى بعالم صغيره سينتمي لغيره فقد كل الحق به ويا ۏجع روحه على هكذا فقد سيدعوه للحضور وليكن الله في عونه حين تحين ساعة الفراق
لا يعرف لما أصر جده أن يقابلته في الفيلا وعلى مضض ترك زوجته لرعاية والدتها وسارة متوجها إليه
عمي رضوان و أمين بيه هنا
اطلق جسار دهشته من رؤيتهما فور دخوله وغمغم أنا مش فاهم حاجة ياجماعة احنا ليه متجمعين هنا بالذات فهمني في ايه ياجدي!
تقدم نحوه الأخير وهو يحدجه بنظرة غريبة لا تخلو من الحزن العميق انا استدعيتك عشان هنا بدأت الحكاية وهنا مكتوب تنتهي يا ابني ضياعك وحزنك ووحدتك خلاص آن الأوان ينتهوا جذورك اللي كنت بتدور عليها اتشال عنها الغبار ورعرت فوق الأرض تاني و هتديك حياة جديدة وبداية تعوضك اللي فات
مش كان نفسك تلاقي أهلك و تعرف مين والدك يا جسار
أهله!
والده!
عقله يدور بفلك خواطره الخاطفة
بركانه الخامد اشټعل من جديد
أين عائلته!
من أبيه
له أشقاء أعمام واولاد عمومة
لينتفض بغتة لخاطر فرض منطقيته بقوة
أيعقل أن من النقطه عقله صحيح!
آن الأوان تعرف مين هما أهلك يا ابني
هنا انتبهت كل حواسه مع حديث جده بدأ عقله يعمل بسرعة غير عادية ويحل الخيوط من عقدها وكلمات بعينها تعود وتدوي بخاطره!
في تطابق كبير في الجينات ما بينكم
التطابق ده مايحصلش غير لسببين
بصوت الطبيب انسابت في دهاليز عقله
تنقلت حدقتاه بين أمين ورضوان وجده يغمغم
أنا عملت ليكم انتم التلاتة تحليل Dna والنتيجة أكدت مين أبوك وممكن ببساطة اقولك حالا النتيجة رجحت كفة مين فيهم وأثبت نسبك بس انا عايزك أنت اللي تحدد بإحساسك اللي عمره ماخذلك مين فيهم أبوك ومين عمك خلي قلبك يدلك علي اللي جيت من صلبه يا جسار
يثبت أنه لا يحلم وأنه بالفعل يقف أمام أبيه في حيز محيطه ولا يفصلهما شيء بإيماءة ونظرة حانية كنانه جده أنه يحيا واقعا لا يقبل الكذب شعور ضخ بروح جسار قوة وتقدم نحوهما ودموعه تنهمر دون إرادة وجسده يرتعد من فرط ما هو مقدم عليه جال بينهما مليا ودون شعور دنى من أمين وامتدت يده المرتجفة يتحسس وجه أبيه كما دله قلبه ليتلقفه أمين الباكي بعناق جارف اختلط بنحيبه الذي تصاعد وهو يطلق أه ۏجع لحرمانه من ابنه الأول كل هذه السنوات لم يكن يعلم أنه
كفاية كده يا أمين سيبني اخد ابن اخويا في حضڼي شوية
قالها رضوان وهو ينتزع جسار من صدر أبيه ويتلقفه بصدره رابتا علي ظهره وهو
يهتف من يوم ما شوفتك في عيد ميلاد سارة حسيت اني حاجة شدتني ليك بس كدبتها ومع الوقت نسيت أتاري الډم حن لبعضه وقلبي عرفك يا حبيب عمك
العبرات كانت خير عنوان لما بحياه جسار يبكي ولا يصدق انه يتعانق الآن هو وأبيه وعمه عادت له هويته الضائعة ولم يعد شخص مجهول مبتور الجذور ها هم أهله وعزوته حمزة ريان سارة وحبيبته وزوجته شمس ابنة عمه الغالية قطعة من روحه وقطرة من دمه
شمس
همسهل جسار بلوعة وهو يبتعد عن عمه مواصلا بلهفة شمس يا عمي شمس لازم تفوق وتعرف أنها مراتي وبنت عمي وحبيبتي يمكن ده يخليها تخف وترجع زي الاول
بفيض حنان وحب يذيب القلب لثم أمين ظهر ابنه كنوع من الدعم له بينما احتوى رضوان خديه قائلا كل الدنيا هتعرف ياحبيبي مش
متابعة القراءة