صرخه على الطريق

موقع أيام نيوز

اكتر وحسيت انه حتة ولما حكيت لأمي اني متعلقة اوي به قالتلي لأنه حنين بس هو كمان كان عنده نفس الشعور 
سبحان الله فعلا دمنا حن لبعضه 
فعلا ادعيلي يا سارة أقدر اعوضه اللي فات واحققله حلمه بعزوة من صلبه 
يارب يعوضكم اللي راح حبيبتي 
عصفت عيناها بحزن كلام الدكتور بيقول انه هيبقي صعب 
بس ربنا لا يصعب عليه شيء 
أومأت لها ونعم بالله يا
سارة 
طب هو فين أخويا 
عمي أمين اخده عنده في الأوضة بتاعته فوق خلينا نستناهم أكيد عمي لسه مش مصدق انه رجعله وعايز يشبع منه ولعلمك ممكن بابا يصمم تعيشوا معاه في الفيلا خصوصا لما اتجوز أنا و البيت هيفضى 
أقرت برأيها زي ما جسار يقرر ولو اني حبيت بيتي اوي 
عادي يا شمس بيتك هيفضل موجود برضو وتبقي بين هنا وهناك 
تنهدت الأخيرة ربنا ييسر الخير يا سارة خلي كل حاجة لوقتها 
وافقتها الأخرى وقلبها لا يزال يحتفل بظهور شقيق لها
كم كانت تحبه دون أن تعلم 
يتبع
الفصل السابع عشر
طغيان الشوق اكتسح روحه وهو يتتبع أبيه حيث غرفته سيل المفاجأت والخبايا لا يزال يهطل من سماءه منحة بعد منحة يتلقاها جسار وداخله يذوب حمدا لله من فرط كرمه بعد أن كاد اليأس ېمزق خافقه ولأنه عاش عمرا لا يدري شيئا عن والدته صار بتسأل مثل طفل لحوح فضولي
كلمني عن ماما يا بابا 
كانت بتحب ايه 
پتكره ايه
ملامحها تشبهني
أكيد كانت جميلة صح
ليها معاك صور
أسئلة انسابت من شفتيه وهو يجالس والده فرمقه أمين بحنان طاغي وتركه في موضعه متوجها لزاوية ما بغرفته ومن إحدي الأرفف الموصودة بخزانته جلب له ألبوم صور قديم يحتفظ بين صفحاته بذكراياته القصيرة مع زوجته الراحلة ريحانة 
system codeadautoadsانتزاعه جسار من يد أبيه بلهفة شديدة و راح يتصفح ألبوم الصور المكتظ ملامحها الحبيبة ليتآوه قلبه وهو يرى ملامح والدته للمرة الأولى وعيناه تحتضن محياها بشغف سحابة دموعه تكثفت وفاضت من عينه لتنهمر دون شعوره وهو ينهل من صورها القديمة وهي شابة جميلة هنا تبتسم هنا تضحك هنا تتعانق بأناملها مع أنامل والده هنا تأكل 
كلما تصفح الصور كلما ازدادت دموعه ليجرفها أمين له بحنان وهو يغمغم كانت ملاك من كتر طيبتها كل الصفات الحلوة كانت في أمك ريحانة كانت زي أسمها عبيرها بيتخلل جواك من غير ماتحس 
خسارة مش واخد من ملامح أمي حاجة 
قالها جسار بحسرة حقيقية ليهتف والده أنت واخد شعرها وشكل الحاجب ووارث منها حساسيتك للألبان 
ثم ملس علي شعره وقالتعرف أنا عندي ليك حاجة هتفرحك جدا يا حبيبي هدية من أمك ريحانة ويمكن تكون بشړة خير للي جاي 
راقبه جسار وجذوة لهفته لا تنطفيء و والده يتركه وقت قصير ليعود ومعه حقيبة كبيرة فض له ما فيها ليبصر جسار ملابس متنوعة وأشياء كثيرة تخص طفل رضيع وأبيه يوضح

دي هدوم ولعب والدتك كانت اشتريتهم عشانك لما وصل حملها فيك للشهر السابع دي كل حاجتك اللي هي أختارتها بذوقها كانت بتنتظرك بفارغ الصبر سبحان الله ماكانش ليك فيهم نصيب يا ابني كأنهم اتجابو لولادك مش ليك انت 
system codeadautoadsواستطرد وهو يربت علي وجنته بحب ولادك ياجسار اللي ربنا هيكرمك بيهم بإذن الله أول حاجة هتلمس جسمهم الهدوم اللي أختارتها والدتك اللي هي جدتهم 
بحرص كبير كأنه يحتوي بين يديه ماسة غالية التقط جسار قطع الملابس الصغيرة وراح يتشمم عبقها بشوق وعين خياله تجسد له والدته أمامه وهي تبتسم القدر كان رحيم به ادخر له هداياها لتكون زاده وزواده بعد الفراق كل قطعه ملابس تحكي له شيء عنها الألون التي كانت تفضلها ذوقها الرقيق حتى في ألعابه الصغيرة راح يلثم كل شيء وبدأ يبكي بصمت ليشاركه أبيه البكاء ثم العناق مغمغما بعدها خلاص ياجسار كفاية دموع ياحبيبي كل واحد بياخد نصيبه والحمد لله انك رجعت لحضني تاني أوعدك اعوضك كل اللي فات من اللحظة دي هتاخد كل حاجة أولهم أسمي انت كبير عيلة أمين الرشيدي كل اللي املكه بقي ليك 
بدا جسار كأنه بعالم أخر لا يسمع والده غارق بين أشيائها يتخيلها معه تلاعبه بتلك الألعاب تفهم أمين شروده وقدره فمكث يتأمله بصمت ليرتوي منه
تم نسخ الرابط