روايه بقلم سهام عادل
المحتويات
لغرفة أختها فهي بالفعل تحتاج لها الآن حتى لو بوجودها فقط معها في نفس المكان.
فتحت عليها باب الغرفة وجدتها مستغرقة في الرسم.. ترسم لوحة بالأبيض والأسود لفتاة ذو ملامح حزينة وعين واحدة تبكي وشعرها متطاير يخفى بقية وجهها ولكن الدموع أخذت حيزا كبيرا من اللوحة لتعبر عن مدى الحزن والۏجع الذي تعيشه تلك فتاة اللوحة علمت سدرة أنها تعبر عن نفسها وحالتها في هذه الصورة وأنها تخفي بقية وجهها كما تخفيه سدن دائما ورغم أن سدرة ترى أن هذا التشوه الذي بوجه أختها ليس كبيرا ولم يأخذ حيزا كبيرا من وجهها ولم يمنع براءتها من تزيين ملامحها ولكن سدرة جعلته عائقا لها في الحياة.
التفتت لها سدن التي تفاجأت بوجودها وقالت بس إيه الكرم ده.. واقفة في أوضتي بتمدحي كمان ف الرسم مش ده اللي دايما تقولي عليه شوية شخبطة وكلام فاضي ولا داخلة هربانة من عمتك حميدة
هزت رأسها بموافقة وقالت فعلا كنت شايفاه كده لحد ما وقفت دلوقتي وحسيت اللوحة دي.. عرفت إن عندك حق تحبي الرسم بس ده مينكرش إن مش أي حد يرسم وأنك بجد موهوبة وسيبك من عمتك دي وانسيها
جلست سدرة على أحد الكراسي تنظر للغرفة التي نادرا مادققت النظر فيها وجدتها ممتلئة بكثير من اللوحات فقالت لسدن إنتي ليه مبتبعيش الرسومات دي وتعرضي أعمالك للبيع.. وطالما بتعملي حاجة بتحبيها ممكن تستغلي ده ويبقى مصدر رزق لك
ردت سدن وهي ترتشف من الكوب الذي تحمله نصيحة مني ياسدن بلاش تعيشي
بالعواطف لأنك هتخسري فكري في نفسك واقفي على رجلك كلها شهور وهتتخرجي اشغلي نفسك وكبري اسمك وأمسكي أي
فلوس متحوجكيش لحد
شردت سدن قليلا ثم قالت ماأنا كده هضطر أخرج وأقابل ناس أو اعمل ورشة واجهز فيها رسوماتي واعرضها وأنتي عارفة يعني إنه
قاطعتها سدرة بحدة عارفة إيه يابنتي اخرجي وواجهي العالم إنتي قمر وأحسن من ألف واحدة والعلامة اللي ف وشك مش مأثرة على جمالك أخرجي واشتغلي ودوسي ع الدنيا برجلك إحنا في دنيا مفيهاش مكان للضعيف
ردت عليها سدن ببعض اليأس سيبيه عندك دي واحدة راسلتني شافت شغلي في جروب المواهب وعايزاني ارسم صورة لبنتها عندها ٨ سنين وأنا رفضت.. ومن وقتها وكل شوية تبعت رسايل مصممة على طلبها وأنا بصراحة معنديش استعداد أناهد مع حد
ترددت سدن وأجابتها يعني أنتي شايفة كده
ردت عليها سدرة بإصرار ومفيش غير كده
التفتت سدن والتقطت
هاتفها لتجيب على الرسائل ب تمام يا مدام تغريد أنا موافقة ابعتي صورة للطفلة وفي خلال أيام قليلة هتكون الرسمة جاهزة وهعرف حضرتك تقابليني تستلميها
وصلت ياسمين بغصون لمنزلها وهي لا يخفى عليها أنينها الذي يصدر منها طوال الطريق ولا وضع يدها الذي لا ترفعها عن أسفل بطنها لذا اتصلت على ياسر وطلبت منه أن يأتي لها قبل أن يذهب لعمله لأن لديها صديقة مريضة وتريد منه أن يفحصها.
تجلس ياسمين بجوار غصون النائمة تتوجع على الفراش بقلق تنتظر أن ينتهي ياسر من فحصها حتى يطمأنها
سألها ياسر وهي يضغط برفق على جرحها اسمك إيه
أجابته بصوت هادىء ممزوج بالألم غصون
سألها عاملة العملية من كام يوم ياغصون
أجابته خمس أيام.
انتهى من فحصها وجلس على أحد الكراسي في الغرفة وسألها آخر مرة أخدتي أدوية للچرح إمتى
أجابته ماأخدتش حاجة من وقت ماخرجت من المستشفى
تنهد وقال چرحك ملوث ياغصون وكان محتاج عليه غيار وده محصلش كنتي محتاجة أدوية وحقن تنشف الچرح وماأخدتيش ومن الواضح إن مفيش أي تغذية ولا راحة
تكلمت ياسمين شوف هي محتاجة إيه ياياسر وأنا هبعت آسر يجيبه وهعملها اللي محتاجاه
رد عليها ياسر وهو يكتب بعض الأدوية تمام ياياسمين وأما ترتاح تيجي المركز أشوفها بالسوناروأعطي أخته الورقة ثم قال لها بهدوء محتاجك في كلمتين ياياسمين
الفصل_التاسع
خرجت ياسمين من الغرفة مع ياسر في نفس الوقت الذي دق فيه جرس الباب معلنا عن قدوم آسر.
جلس ياسر بوجه عابس بينما يدخل آسر قائلا خير طمنيني.. فيه إيه
قبل أن ترد ياسمين قال ياسر متسائلا
متابعة القراءة